البحث العلمي

خمسة أسئلة رئيسية مع بدء التجارب لإنتاج لقاح كورونا

 

يتحرك العالم سريعا لإنتاج لقاح فعال لفيروس كورونا الذي حصد أرواح الآلاف، بفعل سرعة انتشاره.
ووسط حالة الهلع والخوف، تتحرك جهات ودول عدة لإنتاج مضاد للفيروس القاتل، منها تجربة أمريكية أجريت على البشر، بمشاركة عشرات المتطوعين الشباب، في حين ستبدأ تجارب مماثلة لاختبار اللقاح الموعود.

وتشير مجلة “نيتشر” العلمية في تقرير لها ترجمته “عربي21″، إلى أن هناك أسئلة رئيسية حول هذه التجارب المخبرية، منها كيفية محاربة نظام المناعة لدينا ضد الفيروس، وهل الاستجابة المناعية الذاتية في مأمن مع اللقاحات الجديدة؟

وتجيب “نيتشر” بالقول، إنه قد تأتي توضيحات لهذه الأسئلة مع تعمق الدراسات حول المصابين بالفيروس، وإن بعض الباحثين يقولون إن نقص المعلومات يجب ألا يمنع الخبراء من بدء تجارب السلامة على الأشخاص.

لكنها أشارت في المقابل إلى شعور بالقلق والخوف حال تبين أن اختبارات اللقاح الجديد لم تكن فعالة أو غير آمنة، الأمر الذي قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر من جديد.

وفيما يلي، تطرح المجلة بعض الأسئلة التي يأمل العلماء في الإجابة عنها لتطوير لقاح كورونا:

  • هل يطور الناس مناعة؟

تساعد اللقاحات الشخص على توليد استجابة مناعية ضد العدوى دون التعرض لأول مرة للمرض، ولعل دراسات الفيروسات التاجية الشائعة التي تسبب بعض نزلات البرد، تدفع معظم الباحثين إلى افتراض أن الأشخاص الذين تعافوا من عدوى (السارس2)، سيكونون بمعزل عن الإصابة بالفيروس الجديد.

يقول مايكل دايموند، اختصاصي المناعة الفيروسية بجامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري، إن هذا الافتراض يحتاج إلى دعم بالأدلة، ونحن لا نعرف الكثير عن الحصانة ضد هذا الفيروس.

أجرى باحثون صينيون مؤخرا اختبارا على قرود “المكاك ريسوس” التي ظهر أنها تعافت من عدوى السارس2 ، ولا يبدو أن القرود قد أصيبت مرة أخرى عندما عرَّضها الباحثون للفيروس للمرة الثانية بعد أربعة أسابيع من تعرضهم الأولي. ويأمل الباحثون في أن يستجيب البشر بالطريقة نفسها.

  • إذا طور البشر مناعة فإلى متى تستمر؟

يقول ستانلي بيرلمان، اختصاصي أمراض القلب التاجي في جامعة أيوا في ولاية أيوا، إنه حتى الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة ضد هذه الفيروسات، يمكن أن يصابوا بالعدوى.

والدليل أكثر غموضا بالنسبة للفيروسين التاجين اللذين تسببا في انتشار الأوبئة قبل سنوات، وهما متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).

يقول بيرلمان، إن فريقه وجد أنه بعد أن يتعافى الأشخاص من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، فإن أجسامهم المضادة للفيروس تنخفض بشدة، ويقول أيضا إن فريقه جمع بيانات -لم تنشر بعد- تظهر أن الأجسام المضادة للسارس، ما تزال موجودة في الجسم بعد 15 عاما من الإصابة، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الاستجابة المناعية كافية لمنع إعادة العدوى.

ويضيف بيرلمان: “ليس لدينا دليل جيد على مناعة طويلة الأمد، ولكن ليس لدينا أيضا بيانات جيدة حقا، من كل من السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية”.

  • ما نوع الاستجابة المناعية التي يجب أن يبحث عنها مطورو اللقاحات؟

تركز تجربة المرحلة الأولى التي بدأت هذا الأسبوع على سلامة اللقاح الذي طورته “مودرنا”، وهي شركة مقرها كامبريدج، لكن الباحثين سينظرون أيضا عن كثب في طبيعة الاستجابة المناعية التي يستدعيها اللقاح.

يتكون لقاح “مودرنا” من جزيء RNA، ومثل العديد من لقاحات “سارس-CoV-2 “الأخرى قيد التطوير، فقد تم تصميمه لتدريب الجهاز المناعي على صنع الأجسام المضادة، التي تتعرف على البروتين المرتفع الذي يستخدمه الفيروس وتدخله للخلايا البشرية.

قد يحتاج لقاح “سارس-CoV-2 ” الناجح إلى حث الجسم على إنتاج أجسام مضادة تمنع البروتينات الفيروسية الأخرى، أو تصنع خلايا يمكنها التعرف على الخلايا المصابة وقتلها.

  • كيف نعرف ما إذا كان من المحتمل أن يعمل اللقاح؟

عادة، تخضع اللقاحات للتجارب البشرية بعد اختبارات السلامة والفعالية في الحيوانات، لكن اختبار لقاح “موردنا” وآخر، يتم تطويره بواسطة شركة أخرى في بنسفانيا على البشر والحيوانات بالتوازي.
أفاد باحثون أن التجارب الكبيرة والمكلفة بشأن ما إذا كان اللقاح يمكن أن يمنع العدوى في البشر، لن تستمر دون هذه البيانات من الحيوانات.

ويتوقع الباحثون أنه عندما يتعلم الباحثون المزيد عن العدوى من الدراسات البشرية والحيوانية، فإنهم سيحصلون على فكرة أفضل عن اللقاحات التي من المحتمل أن تعمل بشكل أفضل.

  • هل ستكون آمنة؟

نظرا لأنه يتم إعطاء الاختبارات لأعداد كبيرة من الأشخاص الأصحاء، فإن اللقاحات عادة ما تحتوي على شروط أعلى للسلامة من الأدوية التي يتم تقديمها للأشخاص الذين يعانون بالفعل من المرض.

مع لقاحات “سارس – CoV – 2″، فإن القلق الرئيسي على سلامة الباحثين، هو تجنب ظاهرة تسمى تعزيز المرض، حيث يصاب الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالعدوى بشكل أكثر حدة من المرض، من الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم أبدا.

يعتقد بيتر هوت، عالم اللقاحات في كلية بايلور للطب في هيوستن، بتكساس، أنه يجب اختبار اللقاحات المحتملة في الحيوانات أولا لاستبعاد تعزيز المرض، قبل أن تنتقل التجارب إلى البشر.

لكن مع لقاحات فيرو كورونا المستجد، ومع الحاجة إلى لقاح بشكل عاجل، يبدو أن “الخطر مرتفع إلى حد ما”.


يُرجى الاطلاع على المصدر

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى