الدراسات الأدبيةمصطلحية ومعجميةنقد
أخر الأخبار

علمية النقد .. مفاهيمُها ومصطلحاتُها الإجرائية

  • تقديـــم

تعددتْ زوايا معالجة النقد لدى الدارسين، فمنهم من تناولَه تاريخيا، ومنهم من عُني بمضامينه، ومنهم من قرأه قراءة توجيهية. لقد ترسخ لدى توفيق الزيدي أنه لا يمكن تأسيس خطاب نقدي عربي حديث، دون الحسم مع القديم، وذلك بدراستِه والاستفادة من جوانبه الجيدة. إذ إنه لا يمكن فهم الجمالية العربية على مستوى النص الأدبي، دون فهم الخطاب النقدي الحاضن لها.


كما أنه لا يمكن دراسة مكونات الخطاب النقدي دون اعتماد مبدئ التجزئة، ولذلك قام توفيق الزيدي بتقسيم الخطاب النقدي إلى خطابات داخلية، وهي؛ “خطاب الواقع” و”خطاب السِّجال”و “خطاب الضبط”، بالإضافة إلى البحث في “النظام المصطلحي” عند النُّقاد القدامى. هذا التقسيم مَكَّنَ توفيق الزيدي من الابتعاد قدر الإمكان عن التناول التاريخي والقاموسي للتراث النقدي العربي.


أما على مستوى المفاهيم والمصطلحات؛ فهناك قصورٌ حاد في التعبير عن الابتكارات العلمية والتطور التكنولوجي، مما يجعلُنا عاجزين تماما عن الدخول في حقول المعرفة العلمية، والتعبير عن خبراتنا ومعارفِنا بألفاظ عربية مناسبة.


ما يَنتجُ عنه نقل الأفكار والابتكارات باللغات الأجنبية، وذلك بسبب عدم تهييئ الاتصال الوثيق والسليم باللغة العربية، وهذا ليس لأن اللغة العربيةَ عاجزةٌ عن استيعاب هذه الالفاظ، بل على العكس تماما، فقد كانت اللغة العربية في فترة من تاريخِها، الأصلَ في الاقتباس (الحضارة العباسية).


لقد قام علماء اللغةَ العربية القدامى باستقراء النصوص، ووضعوا مفردات اللغة في الاستعمال، مما أنتج مفرداتٍ ومصطلحاتٍ وأساليبَ، أثبتوا من خلالها قدرة اللغة على التعبير عن الفِكر وما يطرحُه من موضوعات، أو ما يُنتجه من حقائق، “فلو أن علماءَنا المحدثين عمدوا إلى مثل هذا المنهج، لضمِنَّا ثروةً لغوية عربية تتناسب تماما مع ما يُنتجون من عِلم أو يقدمون من فن”.


  • أهم الأفكــار التي يتمحور حولَها الكِتـاب:

يُعالج هذا المرجع إمكانية إقامة الأسس التي ستجعل من النقد الأدبي عِلما قائما بذاته. فعلمية النقد ليست ترفا، إنها عامل حاسم وضروري لتحقيق تقدُّم الدراسات الأدبية. وهذا التقدم لن يتم إلا بأمريْن أساسيين هما؛ الخيار الإنتاجي والخيار المنهجي، ودون هذيْن الخياريْن لا يمكننا أن نتحدث عن تأسيس علوم للنقد الأدبي.


فإذا عدنا للنقد الأدبي العربي القديم سنجد أنه استطاع تكوين نظرية مخصوصة هي في المحصلة نواة لعلمية النقد لها موضوعُها ومصطلحاتُها وقضاياها الإجرائية. ونلمس هذه تباشير هذه العلمية من خلال مشروع الدكتور أحمد الشايب، الذي يعد أول من طرح إشكالية قيام النقد عِلما، من خلال كتابِه “أصول النقد الأدبي”.


وقد خلص فيه إلى التصنيف المشهور الذي جعل النقد في خانة الأدب الوصفي، في حين صنف الشعر والنثر ضمن الأدب الإنشائي. أما المحاولة الثانية والجادة نحو الفصل بين الانطباعية والنقد العلمي؛ فقد اضطلع بها الأكاديمي عز الدين إسماعيل من خلال مؤلَّفِه “الأسس الجمالية في النقد العربي: عرْض وتفسير ومقاربة”، الذي نجح من خلاله في إخراج النقدية التراثية من توجهِها التاريخي إلى توجهٍ باحثٍ في الرؤية الجمالية.


• تنقسم علوم النقد عند توفيق الزيدي إلى قسميْن كبيرين هما:

1- علوم النقد العامة:

 – نظرية النقد
 – تاريخ النقد
 – نظرية الأدب
 – تاريخ الأدب
 – النقد الاستشراقي

2- علوم النقد الخاصة:

وتنقسم إلى قسميْن أساسييْن هما:

• علوم الخطاب الأدبي:
–  آليات الخطاب الأدبي
–  تقبُّل النصوص الأدبية ونقدِها
–  المناهج الأدبية وتطبيقاتُها
–  شرح النص الأدبي ومنهجيتُه
–  تعليمية الأدب

    • علوم الخطاب النقدي:
      –  آليات الخطاب النقدي
      –  القاموسية النقدية
      –  الاصطلاحية النقدية
      – المصطلحية النقدية
      –  التعليمية النقدية

إن قارئ اليوم، “القارئ الجديد” غيرُ قارئِ الأمس، وبالتالي فحاجته غير حاجات سابقيه. قارئ الأمس يكتفي بالقراءة الصامتة، في حين أن قارئ اليوم يُريد قراءة مشارِكة، إنه متسائِل إلى حد الإحراج، إنه قارئ مشاكِس.

  • تعلِيمية النقد القديم

هناك ثلاثة طرق تعليمية للنقد القديم وهي:
1) طريقة التأريــخ النقدي
وقد راجت هذه الطريقة (حسَبَ توفيق الزيدي) بحثا وتدريسا في أوائل القرن 20، وخاصة مع دروس الأستاذ طه أحمد إبراهيم، التي ضمَّها كتابُه “تاريخ النقد الأدبي”. أصبحت هذه الطريقة لا توائم حاجات المتعلمين اليوم، لأنها تعتمد على تناول المسائل حسب التدرج الزمني، إلا أنها قاصرة على الوقوف بدقة على التطور الحاصل في النظرية النقدية، كما تعتمد هذه الطريقة أيضا على تتبع النقد عبر مسار زمني، يمثل حركة التطور.
– السؤال المتجاوز لهذه التقنية في البحث هو:
هل للنقد عصور تاريخية، أم له نظام داخلي يتحرك وفق عناصر مكتملة وعلاقات يشدُّ بعضُها بعضا؟

2) طريقة المداخل:
غاية المداخل؛ أن تقدم رؤوس المسائل في إيجاز ودون إخلال، بُغية تكوين الفكر النقدي بطريقة منظمة، فهذه الطريقة ضد حشو الأذهان بالمعلومات الكثيرة التي لا تفيد، فَما يُذْكَرُ هُو ما لابد مِن معرفتِه. ولطريقة المداخل شرطان أساسيان هما: التخصص والتجربة البيداغوجية

• نقترح تقسيما لطريقة المداخل على النحو التالـي:
1) المدخل البيبليوغرافي: ويضم أهم المصادر والمراجع التي لها قوة تمثيلية.
2) المدخل المصطلحي: ضرورة اعتماد المصطلحات والمفاهيم العلمية.
3) المدخل إلى القضايا النقدية: مَدُّ المتعلم بالمصطلحات اللازمـة مع ضبط تعاريفها.

1) طريقة مُدارسة النص:
وهي طريقة مُدارسة النص القديم الذي يَرى (توفيق الزيدي) أنه يتصف بثلاثة جوانب وهي:
1- الجانب الزمنـي الذي يُشكل “وثائقية النص”.
2- الجانب النقدي الذي يُشكل “نقدية النص”.
3- الجانب النصي الذي يشكل “نصية النص”.

ويمكن إدراج جانب رابع وهو: علاقة النص بالمتلقي تقبلا ومعرفة.
وثائقيـة النـص: تَعتبر النص النقدي القديم وثيقةً يجب معاملتُها معاملة الوثيقة.
نقديـة النـص: يَدرس في هذا الجانب المتصورات المحورية والفرعية للنص.
نـص النـص: يَدرس النص في شبكة نصوص الكتاب الذي أُخِذ منه، وكذا في شبكة النصوص النقدية العربية السابقة واللاحقـة.

إن ما ذكرناه، وإن كان نماذجَ مُندرجة ضمن طرائق تبليغ النقد، فإننا نُنبِّه إلى أن تعليمية النقد يمكن أن تتجاوز ذلك؛ إلى الكفايات التي يتم بها اكتساب الإنسان الرؤية الجمالية عامة، وإلى الظروف الاجتماعية والنفسية واللغوية المؤثرة في ذلك الاكتساب، والنظر في الحلول الممكنة التي تجعل من هذا النقد أصلح من غيره. إن تعليمية النقد؛ عِلمٌ دقيق وفاعل، خلَّصَ النقدَ مِن تسيُّبِه وأرجعَه إلى جدواه.


  •  خصوصية المصطلح النقدي

إن خصوصيةَ المصطلحِ النقدي العربي، تحتاج درسا دقيقا، ويمكن أن نُمثل له بثلاثة قضايا أساسية وهي:

1) قضية الانفتاح

إن الانفتاح المصطلحي النقدي، يتجلى في ثلاثة زوايا أساسية وهي:
– انفتاحُه على الرصيد اللغوي العام، وهذا الرصيد اللغوي هو الذي توَلدَتْ عنه المصطلحات النقدية.
– تقاطع المصطلح النقدي، مع مصطلحات العلوم المجاورة كالبلاغة والعروض والفلسفة واللسانيات.
– الزاويـة الثالثة، وتخُصّ المستعملين، فبِما أن النص الأدبي مفتوح على كل المتقبلين، فإن بعض سمات المصطلحات النقدية، تتغير بتغير مستعمليها.

إن غايةَ المصطلحية هي المعيارية، وتعني التنميط، وانغلاق المصطلح يساعد على هذا التنميط، وهو ما يعطينا المصطلحات العلمية والتقنية. إن الانغلاق هو الذي يضمن عالمية المصطلح.

2) قضية العلاقة بين المتصوَّرِ ورمزِه

وتعني “الوحدة الاصطلاحية”، وهي وحدة مركبة من متصوَّرِ ورمزه. والمتصور؛ وحدةٌ فكرية تتكون من مجموعِ السماتِ التي نضيفها على المسمى.

إن العلاقة بين المتصوَّر ورمزِه في المصطلح العلمي/ التقني، علاقة اعتباطية. أما المصطلح النقدي، فالعلاقة بين المتصور النقدي ورمزه في معظمها علاقة غيرُ اعتباطية.

3) قضية النظام الاصطلاحي

لا يمكن فهم أصول المصطلح ما لمْ نَتَبَيَّنْ علاقة النظام الدلالي للغة عامة، وعلاقته بالرؤية الجمالية العربية، فالمصطلح النقدي ليس عنصرا معزولا، بل ينتمي إلى نظام اصطلاحي، ما لمْ نقف عليه سيظل درسنا المصطلحي ناقصا.

• كيف استثمر توفيق الزيدي مكتسباتِه المصطلحية في قراءة التراث النقدي؟

 مشـــروع عِلميــة النقد عند توفيق الزيدي

لقد اهتدى توفيق الزيدي إلى أن دراستنا للمصطلح العربي القديم وتناولِه معزولا عن نظامه غير مفيد إطلاقا، وأن دراسة المصطلحية عند ناقد بعينه أو في عصر بعينه، لا يمكن فصلُها عن النظام الاصطلاحي في الخطاب النقدي العربي ككل. وركَّز بشكل أساسي على الدعوة إلى تأسيس مركز الاصطلاحية النقدية العربية، والذي اقترح العمل فيه على ثلاثة مراحل:

1. مرحلة الجرد:

ويم فيها جرد كل المؤلفات النقدية، وتُقسّم فيه المدونة إلى ثلاثة أقسام وهي:
–  قسم المدوّنة الأول: يهتم بالنقد الجاهلي إلى القرن الخامس الهجري.
–  قسم المدوّنة الثانــي: يَهتم بالنقد منذ القرن السادس، إلى عصر النهضة.
–  قسم المدوّنة الثالث: يهتم بالنقد الحديث.

2. مرحلة التخـزين:

يتم فيها تخزين معلومات المصطلحية النقدية، عن طريق جذاذات خاضعة للمعايير العِلمية العالمية، أو بواسطة الحاسوب، ثم ربطها بمختلف البنوك الاصطلاحية.

3. مرحلة الدراسـة:

يتم خلالها وضع اللّبنات الأساسية لقيام نظام اصطلاحي نقدي عربي.
–  لإنجاز مشروع “الاصطلاحية النقدية العربية”، لابد للمركز من تكوين الاصطلاحيين والمصطلحيين النقـاد.
–  جمع المصطلحات النقدية العربية قديمِها وحديثها، وترتيبِها ودراستها.
–  لتخريج هذا المصطلحي المثالي؛ نحتاج لتكوينه تكوينا خاصا، وذلك عبر أربعة مراحل وهي:

مرحلة التكويـن اللّسانـي
مرحلة التكويـن النّقـدي
مرحلة التكويـن الاصطلاحـي العام
مرحلة التكويـن المصطلحي

– مـلاحظـات واستنتـاجـات

إن القراءات الحديثة في تراثنا النقدي، قد ظلت في معظمها رهينة المحبسين، التاريخي والبلاغي، ذلك أن معظم الدراسات الحديثة، إنما تهتم بذلك التراث النقدي بوصفه تاريخا نقديا، لا بوصفه أساسا للتطور النظري والبناء، أما الوجه الثاني إنما يعنيه من التراث النقدي شقُّه البلاغي فقط لا النظري أو الفلسفي.

بسبب هذه القراءة الضيفة لتراثنا النقدي، ظل عبد القاهر الجرجاني مجهولا، ولعلنا نقول إن الجرجاني إلى اليوم، لم يجد تلميذا واحدا يفهمه، ويفهم نظريته في الأدب، إلى أن بُعث من جديد في العصر الحديث، وقد كان قبْلاً يُصنف على أنه محضُ نحوي، أو بلاغي في أحسن الأحوال، إلى أن بدأ المستشرقون يكشفون لنا أنَّ مِن وراء مقولات الجرجاني أبعاداً لسانية ونقدية، لم نكن نراها ونحن ندرس مؤلفاتِه، فرُدَّتْ إلينا بضاعتُنا بعد أن اكتشفناها بعيون غربية استشراقية، ليبقى ما اكتشفناه في نطاق المقارنة والمباهاة، دون تفعيل للمعطى المصطلحي في طرحنا النقدي الحديث.

إن الوعيَ بقيمة المصطلح في تطور العلوم، يحتم علينا الحاجة إلى ضبط المصطلح في شتى حقول المعرفة العربية، لتحقيق نوع من التوازن بين هذه التراكمات والمعرفة الضخمة الوافدة علينا من المركز المعرفي العالمي الغربي.

إننا في العالم العربي، مازلنا نواصل الدرس الأدبي بأنصاف المصطلحات، وأحيانا بأضدادِها دون أن نعيَ خطورة ذلك.
إننا بحاجة ماسة إلى دراسة المصطلحات النقدية، دراسة علمية تنتهي بنا إلى رصد حاجات الطالب المصطلحية، وحاجات الـمُدرِّس وحاجات النقد.
إن كل ما تحقق حتى الآن في مجال البحث المصطلحي، مجردُ أعمالٍ فردية تعد على رؤوس الأصابع، ولا ترقى الى الغاية المنشودة، في غياب المؤسسات الحاضنة والداعمة، المنوط بها جمع العلماء وذوي الاختصاص.


  •  المفاهيم الإجرائية ومصطلحات النقد الأدبي الواردة في المرجع

“يرتبط إنتاجُ اللغة بالفكر الذي يستوعب الشكل والمعنى الجوهري، ثم يحوِّل هذه المرئياتِ أو الـمُجردات إلى ألفاظ تحيل على المعنى الحاصل في العقل، فكل شيء موجودٌ خارج الدهن، له صورة معبرة داخله، وبالتالي، له لفظٌ أو مصطلح يُحققه في أفهام المستمعين، فصار للمعنى أو المفهوم وجودٌ آخرُ مِن جهة دلالة الألفاظ” .


بعد قراءتنا للمرجع “في علوم النقد الأدبي”، ووقوفنا على المنهجية التي اتبعها المؤلِّف في بحثه، تبين لنا أنه اتبع مسارا منتظما ومرتبا ترتيبا كرونولوجيا، يراعي تطور المصطلح النقدي العلمي عبر مسارٍ زمني تصاعدي، ثم يُقحِم ما توَلد في حقل النقد من مفاهيم ومصطلحات، وِفْق منظوره العلمي، والخطاطة الذهنية التي رتب بها عملَه، وصولا إلى النموذج الذي اقترحه كمعيار لعلمية النقد، وعليه فقد ارتأينا في مُعجمنا هذا؛ بعد جردنا للمصطلحات النقدية التي تضمنها المؤلَّف، أن نُحافظ على ترتيبِها كما وردتْ؛ حفاظا على تسلسلِها المنطقي.


  •  تعليميَّة النقد

مُصطلح مُركب، يُقصد به “المشروع المتكامل الجوانب، الذي يَهتم بالنقد بحثا وتدريسا، وذلك بالخوض في دراسة أصوله وقضاياه عبر ثلاثة مراحل هي: الإلمام بأدبية التراث النقدي، مرورا بأطروحة أبي سلام الجمحي حول تأسيس الخطاب النقدي، وصولا إلى عمود الشعر.

–  يمكن لتعليمية النقد كذلك، دراسةُ أسبابِ انعدام الاكتساب، والنظَرِ في الحلول الممكنة، والأسباب التي تجعل من منهج نقدي ما؛ أصلحَ مِن غيرِه لدى مجتمع ما أو فئة معينة.
–  تعليمية النقد، عِلمٌ دقيق فاعل، خلَّصَ النقد من تسيُّبِه، وأرجعَ إليهِ جَــدواه.


  •  مصطلح التعليمية

إن مصطلح التعليمية، من المصطلحات المثيرة للُّبْسِ، إذ له اتصالٌ وإن كان مخصوصا بـ “البيداغوجيا” فإنه يتعداهُ إلى علومٌ أخرى كعِلم النفس، وعِلم النفس التربوي، وعِلم الاجتماع، واللسانيات، وبالتالي فترادف هذا المفهوم وارِدٌ بَلْ شائعٌ بين هذه العلوم، وهذا يدل على أن “التعليمية”، عِلم توَلَّدَ عن تمازُجِ اختصاصات مختلفة ومتقاربة.


–  يطرح هذا التداخل إشكالية ضبط مجال “التعليمية”، بمعنى، هل هي مادة متجانسة، أَم مجردَ رصف لاختصاصات معينة.
–  التعليمية: توَجُّهٌ تطبيقيّ منهجيٌّ، يُعنى بتقنياتِ تبليغِ المعرفة وكفايات اكتسابها.

–  تَسَيُّب العِلمية النقدية
مصطلح مركب، يُقصد به غيابُ الجامِعِ الابستمولوجي، الذي يُحدد المقولات النقدية للنص الأدبي، هل هي نقد أم لا ؟ وإذا كانت كذلك، فما هو الرابط الذي يُوَّحِدُ بين خطاباتِه المختلفة؟ وهل هذه المقولاتُ نابعةٌ من رُؤية جمالية مُعيَّنة أم لا ؟.
–  يعالج هذا المصطلح طريقة إخراج النقد من عَالَم التسيب إلى عالَم الضَّبْط.


  • مفهوم الأدب

هو مجموعُ النصوصِ النثرية والشعرية، وشتى العلوم الخادمة لها بما في ذلك النقد، إلا أن النقد يُصنَّفُ ضِمن الأدب الوصفي، في حين أن الشعر والنثر يُصنَّفَانِ ضمنَ الأدبِ الإنشائي.
–  علوم النقد الأدبي
هي علومٌ وليست عِلما واحدا، وفروعُه هي:
–  شرح النصوص الأدبية
– الدراسة الأدبية
– القراءة
– نظرية الأدب
– جميع هذه الفروع تندرج ضمن النقد.
نحتاج إلى تنظيم هذه العلوم، وتصنيفِها، حتى يَتسنى لنا تنظيمُ أبحاثِ العلماء، وتوضيحِ مسالكِ الاختصاص وفروعه.

 القارئُ الجديد ـ ص/22.


عكسُ القارئ الكلاسيكي، وبالتالي فحاجاتُه غيرُ حاجات سابقيه.
إنه القارئ الذي له مطالبُ محددة، تَستوجبُ على الباحثين الاستجابة لها، إنه القارئ الذي لا يُريد حديثا عاما في الأدب، بل يريد كُتبُا منهجية تُبيِّنُ له كيف يُميِّز بين الأجناس الأدبية، وكيف تُشرح، وكيف تُفسَّـر، وكيف يُستفاد منها.

– القارئ الجديد يمتاز بقراءةٍ “مشارِكة”، إنه قارئ مشاكسٌ إلى حدِّ الإحراج، عكسَ القارئ الكلاسيكي الذي يكتفي بالقراءة الصامتة.

 الوحدة التعليمية الأساسية ـ ص/25.
مصطلح مُركَّب، يُقصد به الجمهور العريض، التلاميـذ في المستوى الأساسي، والتلاميذ في المستوى الثانوي.

 الوحدة التعليمية المتطورة ـ ص/25.
يُقصد بها طلبة التعليم العالي، الـمُعَلمون في التعليم الأساسي، والأساتذة في التعليم الثانوي.

التأريخ النقدي ـ ص/26.
مصطلح مركب، يُقصد به الطريقة التي يَتم بها تَعقُّبُ آثار النقد الأدبي، عبرَ مسارٍ زمني، أو محطات زمنية، سواءً أشهد تطورا أو ركودا، أو تقهقرا.

–  لقد عِيبَت طريقة التأريخ النقدي، من لدن كثير من النقادِ العِلميِّينَ بالخصوص، الذين رفضوا أن يكون للنقد عصورا تاريخية، وقالوا إن النقد نظام داخلي مخصوص، يتحرك ضمن عناصرِه الـمُتعالقة التي يشد بعضها بعضا.

 طريقة المداخـل ـ ص/27.
مصطلح مُركب، وهو نوع من التَّلخيص، يُعنى بتقديم رؤوس المسائل في إيجاز، دون إخلال أو حشو، حيث لا يُذكر خلالَه إلاّ ما لا بد من معرفتِه.

– تَستوجب تقنية المداخل شرطان ضروريان هما: التخصص في المادة قيد الدراسة، وتوفر التجربة البيداغوجية.

  •  المدخل المصطلحي

مُصطلح مُركّب، يُقصد به الرصيد المفاهيمي الذي يقوم عليه أيُّ عِلم، وهو العمود الذي تقوم عليه حقول المعرفة كلِّها. فـالمصطلحات “مفاتيح العلوم” الخوارزمـــي.

 مُدارسـة النصوص
مُصطلح مُرَكب، يُقصد به مُدوّنة النصوص النقدية القديمة، التي يُذيِّلُ بها المؤلِّفينَ مؤلفاتِهم قصْد مُدارسَتِها.
– تتم هذه الـمُدارَسَة مِن ثلاثة جوانب أساسية وهي:
– الجانب الزمني الذي يُشكل “وثائقية النص”.
– الجانب النقدي الذي يشكل “نقدية النص”.
– الجانب النصي الذي يشكل “نصية النص”.

  •  وثائقية النص

مصطلح مُرَكب، يُقصد به، النص القديم الذي يُعتبَرُ مَرْجعا، ووثيقة تستلزم ضبطا وتعاملا خاصا، ويتم ذلك من زاويتين:
1- الزاوية المادية التي عُرضت بها الوثيقة، أي الاهتمام بكل ما تتضمنه هذه النصوص مِن إشارات، شروح، تعليقات…
2- التحقيق الداخلي للنص، ونقصد به، إضافة ما يمكن أن نجتهد فيه، من تحقيق لفظة، أو جملة، أو حتى نص.

  •  نقدية النص

مُصطلح مُركب، يُقصد به المتصوَّرات (من الصورة) المحورية والفرعية للنص، ويكون ذلك من زاويتين:
1- مِن خلال المصطلحات، إن كانت صريحة.
2- مِن خلال الـمُتصوَّرات الظاهرة، والتي تكون رسما لمصطلح معلــوم.

  •  نصية النص

مُصطلح مُركب من وحدتيْن يجمع بينهُما عنصر الاشتقاق، ويُقصد به: دراسة النص ضمن شبكة نصوص الكتاب الذي ورد فيه، وكذلك في شبكة النصوص النقدية العربية السابقة واللاحقة.

  •  البنوك الاصطلاحية

وهي المؤسسات والـمَجامع والهيئات، التي تشتغل في مجال المصطلح جمْعا وضَبْطا وتوليدا وتعريبا ونحتا وترجمة.

  •  انفتـاح المصطلح

مُصطلح مُركب يُقصد به، انفتاح المصطلح النقدي على الرصيد اللغوي العام، وتقاطعِه مع مصطلحات العلوم المجاورة للنقد، كالبلاغة والعَروض والفلسفة واللسانيات.

  •  نمطيـة المصطلح

مُصطلح مُركب، يُقصد به انغلاق المصطلح، كما هو عليه الشأنُ بالنسبة للمصطلحات العلمية والثقافية، أذ هي أحادية المرجع، وغالبا ما تكون أحادية الرمز كذلك، وهو ما يضمن عالمية المصطلح.

  •  الوحدة الاصطلاحيـة

مُصطلح مُركب، يُقصد به الوحدة المركبة من متصوَّرٍ ورمـزِه.
–  الـمُتصوَّر: وحدة فِكرية تتكون من مجموع السمات التي نضيفها إلى المسمى، مثال “متصور السمكة” الذي يتكون من السمات التالية: (حيوان ـ فقري ـ مـائي ـ ذو زعانف …).
– رمزُه المتصوَّر: وهو الصورة المتصوَّرة “السمكة” أو لفظة “السمكة”، منطوقةً كانت أو مكتوبة.
– العلاقة بين المتصور ورمزِه في المصطلح العلمي التقني، علاقةٌ اعتباطيـــة.

  •  الرمز في المصطلح النقدي

حالُ الرّمز في المصطلح النقدي، مغايرٌ تماما لمفهوم الرَّمز في المصطلح التقني والعلمي.
– العلاقة بين المتصور النقدي ورمزِه في أغلبها غير اعتباطية، والرمز لا يكون إلا بواسطة اللغة، مثال “طَبْعٌ” فَلِمُتصوَّرِه سمات عدة:
– خاصية في النص وصاحبه، فطـري، الاسترسـال.
– البحث في الرمز الدال على الـمُتصوَّر في هذا المثال، يُحيلنا إلى لفظة “طبع”، أما لماذا اخترنا هذه اللفظة دون غيرِها، فبسبب قضية النظام الاصطلاحي.
– الرمز اللغوي “طبع” لم يكن ليختار دون غيره إلا لأنه متعلق بالرؤية الجمالية عند العرب، وبالنظام الدلالي للغة.

– إن اختيار مادة “ط ـ ب ـ ع” لتشكيل رمز المصطلح “طبْع” يعود إلى تشاكل المتصورات التالية:
أولها يخص “القيمة” في الرؤية الجمالية، وثانيها يخص متصور “الخلق” و “الختم” في النظام الدلالي للعربية، فالكلام الجيد “المخلوق” لابد من إبرازِه، بنعتِهِ بـ”المطبوع”، وذلك النعت إنما هو “خَتْمُهُ” من ناحية قيمتِه، وهذا الختم القِيمِيُّ “للشيء المخلوق” هو ما محضتْ له اللغة مادة “ط ـ ب ـ ع”، وقد ورد في لسان العرب لابن منظور. المتصور الأول “خلق” من خلال قوله: “طبعَهُ الله على الأمر يطبَعُهُ طبْعاً.. إذا فطَرَهُ عليه.. طبَع الله الخَلْقَ.. خَلَقَهُم” ، وإذا كان الخلق لله، فإن للإنسان “الصُّنْع”.


– الطبع ابتداءُ صَنعةِ الشيء، نقول: “طبع الدرهم وطبع السيف يطبَعُه طبْعا إذا صاغَه وصنعَه”
– أما المتصور الثاني الذي يشد مادة “طبَعَ”، فهو “الخَتْمُ”، ويعني في النظام الدلالي، “التغطية” عامة، ومعنى الطبعِ في اللغة والختْمِ، واحد. وهو التغطية على الشيء والاستِيثاقُ مِن أن يَدخله شيء.
إن هذا “الختْمَ” في اتصاله بالرؤية الجمالية، يصبح معبِّرا عن “جودة” شيء، إذْ الجيِّدُ يُختم بـ “طابع” ليميَّزَ عن “الرديء”، فقولك “كلام مطبوعٌ” يعني أنه كلام مختومٌ قيمةً، وأنه لم يتخذ الختمَ القيْميَّ، إلا لأنه مطابِق لمقاييس الجودة حسب الرؤية الجمالية.


إن الختم القيميَّ يَرِدُ في المجال الذي تَبْرُز فيه الحاجة إلى “القيمة” و “التقييم” ومن ذلك باب الدرهم والدينار، فلنا في هذا ما يسمى بـ “السِّكة” التي هي في أحد معانيها “الختم” على الدينار والدرهم المتعامَل بهما بين الناس، بطابع حديدي، “تُنقش عليه صور أو كلمات مقلوبة، ويضرب به على العملة” .
إن المصطلح النقدي ليس عنصرا معزولا، بل ينتمي إلى نظام اصطلاحي، وما لم نقف عليه، سيظل درسنا المصطلحي منقوصا.


  •  الاصطلاحيـة النقدية العربية

مصطلح مُرَكّب، يُقصد به مخططُ مشروعٍ عربيٍّ لنقل الاصطلاحية من الانطباعية إلى العلمية، وذلك عبر ثلاثة مراحل:
– مرحلة الجرد: وفيها يتم جرد كل المؤلفات النقدية، وتُقسَّم في المدونة
النقدية إلى ثلاثة مدونات:
المدونـة الأولـــى: تهتم بالنقد الجاهلي إلى القرن الخامس الهجري.
المدونـة الثانيــة: تهتم بالنقد منذ القرن السادس الهجري، إلى عصر النهضة.
المدونـة الثالثـــة: تهتم بالنقد الحديث.

– مرحلة الخـزن: يتم فيها تخزين معلومات المصطلحية النقدية، عن طريق جذاذات خاضعة للمعايير الأكاديمية المعمول بها عالميا، أو بواسطة الحاسوب، ثم ربطها بمختلف البنوك الاصطلاحية.
– مرحلة الدراسـة: يتم خلالها وضع اللَّبِنات الأساسية لقيام نظام اصطلاحي نقدي عربي.

لإنجاز مشروع “الاصطلاحية النقدية العربية”، لابد للمركز من تكوين الاصطلاحيين والمصطلحيين/ النُّقـاد والسرديين تكوينا متكاملا وفعّالا.

 – الناقـد الأدبـي

مصطلح مركب، يُقصد به الباحث المهتم بتقييم الأثر الأدبـي.

– المصطلحـي/ الناقـد
وهو الباحث الذي يُعنى بخطاب الناقد المنجز.
– إن المصطلحي الناقد، يعالج المصطلح النقدي، ولا يُصدر أحكاما بشأن الأثر الأدبي، فالأحكام إنما هي من وظائف الناقد الأدبـي.
– إن عمل المصطلحي الناقد، لا يفيد الناقد الأدبي فحسب، بل يفيد أيضا مترجمي النصوص النقدية، إذ يمدهم بما يلزم من مصطلحات عربية وحتى بما يقابلُها في الألسن الأخـرى.
– لتخريج مصطلحيٍّ ناقدٍ ونموذجـي، لا بد لنا من تكوينِه تكوينا خاصا عبر أربع مراحل أساسية وهـي:
o التكوين اللساني
o التكوين النقـدي
o التكوين الاصطلاحي العام
o التكوين المصطلحـي

  •  مصطلح التطور الدلالـي

يُعنى هذا المصطلح المركب، بالبحث في متصوَّر أو المصطلح المراد تفسيرُه أو تنميطُه أو توليـدُه.
ولتوضيح طريقة اشتغال هذا المصطلح، نعطي مثالا بمصطلح “عصمـاء”، إذ نجد هذا المصطلحَ يتطور دلاليا عبر ثلاث مراتب:
o متصوَّر المنع: وهو أصل المادة “ع،ص،م” وتدل على الإمساك والـمَنع والملازمة والوقاية…
o متصوَّر الأثـر اللَّونـي: عن ابن فارس: العَصْمُ، أثرُ كلِّ شيء من وَرَسٍ أو زعفرانٍ أو نحوه ، ومنه “العَصْمُ” وهو ما لزِم يدَ الـمُختضِبَة من الحناء.

o متصوَّر الاستجـادة: ويقصد به السمة النادرة والمميزة، أي أن لفظة عصماء مثلا، خرجتْ من مدلولها اللغوي الخاص بالحيوان، إلى مستواها اللغوي الخاص بالإنسان، إلى مستوى ثالث، هو مستواها الاصطلاحي الخاص بالنقد، وهو مستوىً أصبح فيه المصطلح دالا على قيمة أدبية.
– إن مصطلح “قصيدة عصماء” مثلا، يعني قصيدة نادرة ونُدرتُها دليلُ تميُّزِها وتميّزُها دليل جودتها.

  •  الجهـاز النقدي

مصطلح مُركب يقصد به، كل ما اتصلَ بإنجاز الخطاب النقدي من نظرية أو مرجعية نقدية أو مصطلح، أو طريقة في الكتابة.
– يحتاج الناقد المشتغِلُ على الجهاز النقدي، إلى طاقة كبيرة في التجريد، ليستطيع السيطرة على المسائل المدروسة والوقوف على نظامها.

o مصطلحات وردت في المرجع غير معرَّفة (اصطلاحا)، أوردناها مع تعريفاتها.

  •  الأدبيـة

لم نقف على تعريف محدد لمصطلح الأدبية، ولكن هذا المصطلح يَرِدُ بأسماءَ مُختلفة، تارة الأدبية، وتارة الشعرية، وقد ظهر هذا المصطلح أول ما ظهر مع الشكلانيين الروس، ويبحث في أدبية الأدب، أي، ما الذي يجعل من الأدب أدبا.

أما الأدب باعتبارِه مصطلحا، فهو قديم جدا وعرف تطورات كثيرة جدا، ففي العصر العباسي كانت لفظة الأدب كناية عن التأدّب والخُلُقُ النبيل، والسَّمْتُ الحسن، وسارت الأمور على هذا النحو مدة من الزمن، أصبح فيها الأديب مرادفا للعالِم، والأدبُ مرادفا للعِلْم الذي كان يُقصد به دراسة الفقه والحديث وتفسير القرآن الكريم.

في منتصف القرن الرابع الهجري، اتضحتْ مجالات العلوم والأدب واستقل بعضها عن بعض، وظفر الشعراء والكتاب بمصطلح الأدب، دون غيرهم من علماء الشريعة، وإن كان بعضهم يُوصَمُ بالأديب العالم الفقيه، لتمكُّنِه وموسوعيته وقوة حافظته.


في القرن الهجري السادس ظهرت أولى المحاولات المنهجية لتحديد معنى الأدب، وكانت مع العلاّمة ابن خلدون الذي جعل من الأدب عِلْما، كما جاء في مقدمته، (علم الأدب) وعرّفه بقوله: (الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارهِم والأخذ من كل فن بطرف).

وظل هذا التعريف هو المشهور والسائد والمهيمن إلى العصر الحديث (القرن التاسع عشر الميلادي)، حيث بدأت لفظة أدب تأخذ أبعادا دلالية مختلفة.

فقد تم توظيف لفظة الأدب للدلالة على كل مكتوبٍ يَحمل إحساسا ودَفْقة شعورية، للتعبير عن معنىً مِن المعاني، ما لم يكن تقريرا، كالعقود والمواثيق والعهود.

استمر الحال على هذا النحو إلى حدود القرن التاسع عشر، حيث تميزت هذه الفترة بالانتقال من “الأنْسَنِيَّات التي كانت في الأساس تكوينا بلاغيا، إلى تعليم الأدب بوصفه مجالا من مجالات التربية، لا مجالا لصناعة العباقرة” .

  •  النقـد

هو بيان أوجهِ الحُسن، وأوجه العيب في شيء من الأشياء بعدَ فحصِهِ ودراسته.
ونقصد بالنقد الأدبي: دراسة الأعمال الأدبية وتفسيرِها، وتحليلِها وموازنتِها بغيرها، وإقامة الحكم عليها ببيان قيمتِها ودرجة جودتِها.
o أنواع النقد الأدبي ثلاثة وهي:
– النقد التاريخي، الذي يشرح الصلة بين الأدب والتاريخ.
– النقد الشخصي، الذي يتخذ من حياة الأديب وسيرته وسيلة لفهم آثاره وفنونه.
– النقد الفني، وهو الذي يتناول النصوص الأدبية بالتحليل.
– نظرية الأدب
أو النظرية الأدبية، هي الدراسة المنهجية لطبيعة الأدب ووسائِل تحليلِه.

  •  نظرية النقـد

في الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، يُستخدم مصطلح النظرية النقدية للإشارة إلى نظريتين مختلفتين تماما تاريخا ونشأة، الأولى نشأت من النظرية الاجتماعية والأخرى من النقد الأدبي، إلا أن التطورات اللاحقة في مناهج العلوم الاجتماعية والإنسانية قربت المجالين، فمنذ السبعينات من القرن العشرين أصبح هناك تداخل واضح بين النقد الأدبي الذي يدرس بنى النص ومكنوناته، وبين دراسة المجتمعات البشرية وأنظمتها، كل هذا جعل من مصطلح النظرية النقدية شائعا جدا في ا الوسط الأكاديمي،

ولكنه كذلك مصطلح واسع يُغطي مجالا واسعا من النظريات العلمية التي تتناول منهجياتٍ لدراسة العلاقات بين المكونات، سواء أكانت مكونات أدبية نصية، أو مكونات اجتماعية أنثربولوجية، وهي غالبا ما تدرج ضمن نظريات ما بعد الحداثة.

  •  النقد الاستشـراقي

الاستشراق هو “علم يختص بفقه اللغة خاصة، الاستشراق؛ كلمة مشتقة من “شَرْق”، وعلى هذا يكون الاستشراق هو عِلم الشرق، أو عِـلم العالَم الشرقي. ويعتمد المستشرق الإنجليزي آربري تعريف قاموس أكسفورد الذي يُعَرف المستشرق بأنه “من تبحّرَ في لغات الشرق وآدابه”.

– أورد إدوارد سعيد عِدة تعريفات للاستشراق منها أنه “أسلوب في التفكير مَبْني على تميّز مُتعلق بوجود المعرفة بين الشرق الغرب، ويضيف سعيد بأن الاستشراق ليس مجردَ موضوع سياسي، أو حقل بحثي، ينعكسُ سلباً باختلاف الثقافات والدراسـات أو المؤسسات، وليس تكديساً لمجموعة كبيرة من النصوص حول الـمَشرق …

إنه توزيع للوعي الجغرافي إلى نصوص جمالية وعلمية واقتصادية واجتماعية في فقه اللغة. وفي موضع آخر يُعرِّف سعيد الاستشراق؛ بأنه المجالُ المعرفيُّ أو العِلم الذي يُتوصَّل به إلى الشَّرْق بصورة مُنَظمّة كموضوع للتعلم والاكتشاف والتطبيق. ويقول في موضع آخر إنّ الاستشراق: “نوع من الإسقاط الغربي على الشرق، وإرادةُ حُكْم الغربِ للشرق.


– والنقد الاستشراقي، هو كل ما يصدر عن الغربيين من إنتاج فكري وإعلامي وتقارير عن الفكر أو الفن في المشرق العربي، وشمال إفريقيا، ويمكننا أن نُلحق بالاستشراق ما يَكتبه النصارى العرب من أقباط ومارونيين وغيرهم مِمَّن يَنظر إلى الإسلام من خلال الـمِنظار الغربي، ويَلحق به أيضاً ما يَنشره الباحثون المسلمون الذين تتلمذوا على أيدي المستشرقين، وتبنوا كثيراً من أفكارهم.

  •  التَّعْـريـب

التعريب، لفظٌ مشتركٌ متعددُ المعاني، يُعرّفه معجمُ لسانُ العربِ بانّه مصْدر عَرَّبَ، وعَرَّبَ مَنْطِقَهُ، أي هَذَّبَهُ مِن اللحْن، وتعريبُ الاسمِ الأعجمي هو نُطق الاسمِ على منهجِ العَرَب، أما المعجمُ الوسيطُ فيعرّفُ التعريبَ بِأَنّهُ صَبْغُ الكلمة (الـمُصْطَلح) بِصِبْغَةٍ عربيةٍ عند نقلها بلفظها الأجنبي إلى اللغة العربية.
o التعريـب: هو نقل نصوص أجنبية إلى العربية، وإيجادُ مُقابلاتٍ عربية للمفاهيم الجديدة.
o التعريب ليس نشاطاً حديثَ العهْدِ، فقد مارسَه العرب منذ فجر الحضارة العربية الإسلامية، وذلك بنقل النصوص العلمية إلى اللغة العربية.
o يختلف مفهوم التعريب عن الترجمة، وعن التوليد وغيره من المصطلحات التي تبدو مرادفة للتعريب، فلكلٍّ تعريفهُ الخاص به.

  •  الاستطيقـا

ظهر هذا المفهوم أول الأمرِ في كتاب “تأملات فلسفية” للفيلسوف والأديب بومغارتن، ويعني به “علم المعرفة بالمحسوس” أو “عِلم الجمال”، وله مرادفات عدة من بينها، “نظرية الفنون الحرة”، أو ” فن جمالية التفكير”.

  •  الأنطولوجيا

أحد مباحث الفلسفة، مرادفٌ لعِلم ما بعد الطبيعة، يبحث في الحالة الأولى للوجود.
– لقد تطور هذا المفهوم منذ التسعينيات، لتُصبح الأنطولوجيا من أهم مجالات البحث العلمي في ميدان الاعلاميات.
– تساعد الأنطولوجيا على إثراء النظام المعلوماتي بالمفاهيم والمصطلحات.
– لقد أثبتت الأنطولوجيا مردوديتَها في ميادينَ عدَّة مثل الذكاء الصناعي، والطب وهندسة البرمجيات وتصميم الأنظمة.

• ملاحظـات واستنتاجـات

إن القراءات الحديثة في تراثنا النقدي، ظلتْ في مُعظمها رهينةَ محبسيْن، المحبَس التاريخي والمحبس البلاغي، ذلك أن مُعظم الدراسات الحديثة، إنما تهتم بذلك التراث النقدي بوصفه تاريخا نقديا، لا بوصفِه أساسا للتطور النظري والبناء. أما الوجه الثاني إنما يَعنيه من التراث النقدي شِقُه البلاغي لا النظري أو الفلسفي.

بسبب هذه القراءة الضيفة لتراثنا النقدي، ظل عبد القاهر الجرجاني مجهولا، ولعلنا نقول أن الجرجاني إلى اليوم، لم يجد تلميذا واحدا يَفهمُه، ويَفهم نظريته في الأدب، إلى أن بُعثتْ مجهوداته مِن جديد في العصر الحديث، وقد كان يُصنَّف على أنه محضُ نحوي، أو بلاغي في أحسن الأحوال، إلى أن بدأ المستشرقون يكشفون لنا أن من وراء مقولات الجرجاني أبعادا لسانية، ونقدية لم نكن نراها، فردَّ إلينا المستشرقون بضاعتَنا بعد أن اكتشفوها، وليبقى ما اكتشفناه نحن حبيسَ نطاق المقارنة والمباهاة، دون تفعيلٍ للمعطى الرؤيوي المصطلحي في طرحنا النقدي الحديث.

إن الوعي بقيمة المصطلح في تطور العلوم، يحتم علينا الحاجة إلى ضبط المصطلح في شتى حقول المعرفة العربية، لتحقيق نوع من التوازن بين هذه التراكمات والمعرفة الضخمة الوافدة علينا من المركز المعرفي العالمي الغربي.

إننا في العالَم العربي اليوم، مازلنا نواصل الدرس الأدبي بأنصاف المصطلحات، وأحيانا بأضدادِها دون أن نعيَ خطورة ذلك. إننا بحاجة ماسةٍ إلى دراسة المصطلحات النقدية، دراسة عِلمية تنتهي بنا إلى رصد حاجات الطالب المصطلحية، وحاجاتِ المـُدرس وحاجاتِ النقد.

إن كلَّ ما تحقق حتى الآن في مجال البحث المصطلحي، مُجرد أعمالٍ فردية تُعد على رؤوس الأصابع، ولا ترقى إلى الغاية المنشودة، في غياب المؤسسات الحاضنة والداعمة، المنوط بها جمعُ العلماءِ وذوي الاختصاص. فلا يمكننا أبدا أن نتصور عِلما بدون مصطلحات، فالمصطلحاتُ مفاتيح العلوم، كما قال الخوارزمـــي.

الحسين بشوظ

كاتب، صحفي عِلمي وصانع محتوى، باحث في اللسانيات وتحليل الخطاب، حاصل على شهادة الماجستير الأساسية في اللغة والأدب بكُلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. مسؤول قسم اللغة العربية في منظمة المجتمع العلمي العربي بقَطر (سابقا)، عُضو مجلس إدارة مؤسسة "بالعربية" للدراسات والأبحاث الأكاديمية. ومسؤول قسم "المصطلحية والمُعجمية" بنفس المؤسسة. مُهتم باللغة العربية؛ واللغة العربية العلمية. ناشر في عدد من المواقع الأدبية والصُّحف الإلكترونية العربية. له إسهامات في الأدب إبداعاً ودراسات، صدرت له حتى الآن مجموعة قصصية؛ "ظل في العتمة". كتاب؛ "الدليل المنهجي للكتابة العلمية باللغة العربية (2/ج)".

تعليق واحد

  1. من فضلكم اريد ملخص لكتاب توفيق الزيدي مفهوم الأدبية في التراث النقدي القديم الى نهاية القرن الرابع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى