كتاب الطبقات الكبير
كتاب الطبقات الكبير؛ لمحمد بن سعد بن منيع البصري الزهري، المشهور بابن سعد، من أهم الكتب التي ألفت في الطبقات وتراجم الرجال، ولم يسبقه في هذا الموضوع إلا «كتاب الطبقات» لشيخه الواقدي، غير أن كتاب الواقدي لم يصل إلينا، ويُقال إن ابن سعد أفاد منه كثيراً.
يعد كتاب الطبقات الكبير مرجعًا في السيرة النبوية والتراجم والتواريخ، حيث تناول فيه مصنفه السيرة النبوية المطهرة، عارضًا لمن كان يفتي بالمدينة المنورة، ولجمع القرآن الكريم، ثم قدم تراجم للصحابة ومَن بعدهم من التابعين وبعض الفقهاء والعلماء.
ومن منهج المصنف في الكتاب أنه يذكر اسم العلم المترجم له، ونسبه، وإسلامه، ومآثره، وما ورد في فضله في ترجمة مطولة، وقد بلغ عدد الأعلام المترجم لهم 4725 علمًا، ويُعد هذا الكتاب من أقدم الكتب التي وصلت إلينا من كتب التواريخ الجامعة لرواة السنة النبوية من ثقات وضعفاء، وهو مرتب على الطبقات، وقد تكلم على الرواة جرحًا وتعديلًا.
- اسم الكتاب
ذكر العلماء كتاب الطبقات الكبير بإسميْن:
الاسم الأول : الطبقات الكبير، حيث جاء هذا الإسم مثبتاً هكذا في أكثر من نسخة من نسخ الكتاب الخطية، كما جاء هذا الإسم أيضاً في عدد من المصادر المطبوعة.
الاسم الثاني : الطبقـات الكبرى، حيث جـاء مُسمى هكذا في بعض المصادر، وهذه التسمية أشهر من الأولى.
وقد يُجرّد بعض العلماء الكتاب عن وصفه فيقول: كتاب الطبقات،” كما فعل تلميذ المصنف الحسين بن الفهم، حيث قال: «… وهو الذي ألّف هذا الكتاب، كتاب الطبقات، واستخرجه وصنفه». وكذا فعل تلميذه البلاذري في كتاب أنساب الأشراف. ويقع أصل كتاب الطبقات في خمسة عشر مجلداً.
- نسبته للمؤلِّـف
لم يرد في المراجع أن هناك أدنى شك من أنَّ هذا الكتاب، كتاب الطبقات الكبير، هو لمحمد بن سعد، ومما يدل على ذلك أمور عدة، منها:
استفاضة هذا الكتاب وشهرته لدى أهل العلم قديماً وحديثاً، حتى إنهم لا يذكرون هذا الكتاب إلا مقروناً بابن سعد غالباً.
جاء في ترجمة ابن سعد التي كتبها تلميذه الحسين بن الفهم: «وهو الذي ألّف هذا الكتاب، كتاب الطبقات، واستخرجه وصنَّفه وروي عنه».
أن كل من ترجم لابن سعد ذكر هذا الكتاب ونسبه إليه.
إسناد الكتاب المثبت على النّسخ الخطية، وكذا في أول النسخ المطبوعة، ينتهي إلى محمد بن سعد مؤلّف كتاب الطبقات.
الأسانيد الواردة في الكتاب عن شيوخه هي الأسانيد نفسها التي يرويها عنه تلامذته، وهم: الحارث بن أبي أسامة، والبلاذري، وابن أبي الدنيا، والحسين بن الفهم.