دوريات علمية محكمة

مجلة “PLOS ONE”: هل ما تزال الأكبر عالميا؟

في العقد الأخير، شهدت الساحة العلمية العالمية تحولات جوهرية في مشهد النشر الأكاديمي، كان أبرزها صعود المجلات ذات الوصول المفتوح (Open Access). من بين هذه المجلات، بزغ نجم PLOS ONE كواحدة من أكبر المنصات العلمية في العالم، ليس فقط من حيث التنوع الموضوعي، بل أيضا من حيث عدد المقالات المنشورة سنويا. غير أن هذا التفوق لم يستمر بنفس الزخم، إذ بدأت مجلات أخرى بمزاحمتها على الصدارة.

في هذا المقال، نستعرض مسيرة PLOS ONE، من لحظة التأسيس حتى المرحلة الحالية، معززين التحليل بجداول مقارنة حديثة بين كبريات المجلات العلمية من حيث حجم الإنتاج السنوي.

  • ما هي PLOS ONE؟

PLOS ONE هي مجلة علمية دولية محكّمة، تنتمي إلى منظمة Public Library of Science (PLOS) غير الربحية. تأسست المجلة عام 2006، وتعتمد على نموذج النشر المفتوح، ما يعني أن جميع الأبحاث المنشورة فيها متاحة مجانا للقراءة دون قيود اشتراك أو جدران دفع.

تتميّز PLOS ONE بأنها متعددة التخصصات، وتقبل الأبحاث في جميع فروع المعرفة العلمية. وتنفرد بنموذج تحكيم يركز على الصرامة المنهجية وجودة التصميم العلمي، بغض النظر عن “أهمية” النتائج أو مدى “ابتكارها”، على عكس ما تتبعه المجلات التقليدية.

  • نمو استثنائي ثم تراجع نسبي

بين عامي 2010 و2015، سجلت PLOS ONE رقما قياسيا في النشر الأكاديمي، حيث نشرت في عام 2013 وحده ما يزيد عن 31,000 مقالة علمية، متصدرة بذلك جميع المجلات العالمية من حيث عدد المقالات.

لكن هذا الازدهار لم يستمر طويلا؛ فقد بدأت المجلة تشهد تراجعا تدريجيا منذ عام 2016، في ظل تصاعد المنافسة من مجلات أخرى مثل Scientific Reports التابعة لمجموعة Nature، ومجلة IEEE Access المتخصصة في مجالات الهندسة والتقنية.

  • مقارنة حديثة بين أكبر المجلات العلمية من حيث عدد المقالات المنشورة

بيانات الجدول بناء على تقديرات تقريبية من قواعد البيانات المتاحة، وتوقعات تقارير النشر الأكاديمي.

السنة PLOS ONE Scientific Reports IEEE Access
2010 6,913
2011 13,833 211
2012 23,441 800
2013 31,882 2,553
2014 30,054 3,941 106
2015 22,120 7,692 548
2023* ~18,000 ~28,000 ~15,000
  • تحديات في سرعة النشر والتحكيم

في السنوات الأخيرة، ظهرت تقارير تشير إلى بطء نسبي في العمليات التحريرية لمجلة PLOS ONE. فقد بلغ متوسط الزمن بين تقديم المقالة ونشرها ما يزيد عن 180 يوما في بعض الحالات. وأرجع بعض الباحثين هذا البطء إلى زيادة أعباء التحكيم والتدقيق النهائي قبل النشر، خاصة بعد إدراج مرحلة مراجعة “النسخة النهائية للنشر” (proof). هذا التأخر أثار استياء بعض الباحثين، وفتح الباب أمام مجلات أخرى تقدم خدمة أسرع، دون المساس بجودة التحكيم.

  • هل لا تزال PLOS ONE في الصدارة؟

رغم التراجع النسبي، لا تزال PLOS ONE تُعد من أضخم المجلات العلمية على مستوى العالم من حيث الإنتاج السنوي وتنوع الموضوعات. غير أن المنافسة اشتدت بشكل واضح من مجلات أخرى، مثل:

  • Scientific Reports: التي أصبحت تنشر ما يقارب 30,000 مقالة سنويا.
  • IEEE Access: والتي تخطت حاجز 15,000 مقال في بعض السنوات، خصوصا في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة.

نقاط القوة والضعف

جوانب التقييم PLOS ONE
التخصصات متعددة (شاملة للعلوم، الطب، التقنية…)
نموذج النشر مفتوح الوصول 100%
التحكيم قائم على الصلاحية المنهجية
الانتشار العلمي عالمي، مع قابلية كبيرة للاقتباس
الزمن للنشر بطء نسبي (180+ يوما في بعض الحالات)
الرسوم (APC) مرتفعة نسبيا
  • مستقبل المجلة: بين الريادة والتحول

يبدو أن PLOS ONE تمر بمرحلة “إعادة تموضع”، حيث تحاول الموازنة بين المحافظة على الجودة العلمية وضمان استمرارية النشر السلس والمفتوح. وإذا نجحت في معالجة تحديات التحكيم والإنتاج، فقد تستعيد جزءا من زخمها السابق. أما إذا استمر البطء، فربما ستفقد المزيد من الباحثين الذين يبحثون عن سرعة وأثر علمي أكبر.

  • خلاصة:

في ضوء هذه التحولات، يبرز سؤال جوهري:
هل النموذج المفتوح الذي تبنته PLOS ONE منذ 2006 لا يزال ملائما اليوم، في ظل المنافسة المتزايدة والاحتياجات المتغيرة للباحثين؟ والجواب على هذا السؤال ليس سهلا، إذ يتطلب المزيد من  المتابعة والدراسة والبحث.

مراجع:

  1. PLOS Official Metrics – https://plos.org
  2. Wikipedia – PLOS ONE Entry – https://en.wikipedia.org/wiki/PLOS_ONE
  3. PMC Article Counts – https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/
  4. Reports on Editorial Delays – Retraction Watch, Scholarly Kitchen
  5. Nature Portfolio – Scientific Reports – https://www.nature.com/srep
  6. IEEE Access – https://ieeeaccess.ieee.org

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى