الأدب النسويالبحث العلميدوريات علمية محكمة

مجلة “هيباتيا” ونزاع التحول الجنسي

تورطت المجلة الفلسفية النسوية “هيباتيا” في نزاع في شهر أبريل من عام 2017، الأمر الذي أسفر عن التشهير بإحدى الكاتبات فيها -ريبيكا توفيل- على الإنترنت، وهي أستاذة مساعدة في الفلسفة في كلية رودس في ممفيس.


نشرت المجلة مقالًا خاضعًا لاستعراض الأقران للكاتبة ريبيكا توفيل، التي قارنت فيه بين كاتلين جينر الامرأة العابرة جنسيًا وراشيل دوليزال الامرأة البيضاء التي تُعرف عن نفسها بأنها سوداء. تعرّض المقال إلى انتقادات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم انضم باحثون على علاقة وثيقة بالمجلة إلى الأشخاص المطالبين بالتراجع عن المقال.


كشف هذا الجدل عن الخلاف الداخلي بين أعضاء فريق التحرير في المجلة، وتطور إلى نزاع في أوساط النسويات والفيلسوفات الأكاديميات.


بدأت توفيل كتابة مقالها حول العبور العرقي بعد ملاحظتها للتناقض بين تناول مسألة ظهور كايتلن جينر امرأةً عابرةً في شهر أبريل من عام 2015 وظهور راشيل دوليزال البيضاء على أنها عابرة إلى العرق الأسود في شهر يونيو من العام ذاته.


صُنّفت جينر واحدةً من نساء العام في مجلة غلامور وظهرت على غلاف مجلة فانيتي فير، بينما فقدت دوليزال منصبها كرئيسة للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في فرعها بمدينة سبوكين في واشنطن وأصبحت -حسب قولها- غير قابلة للتوظيف.


لم تول “توفيل” أي اهتمام لتفاصيل القضيتين بل اكتفت بالنظر إلى أساسهما. شرعت توفيل في كتابة حجة لدعم موقفها: «كما ينبغي علينا تقبل قرارات الأفراد العابرين جنسيًا بتغيير جنسهم، يتوجب علينا قبول قرارات الأفراد العابرين عرقيًا بتغيير عرقهم».


نُشر المقال المعنون «دفاعًا عن العبور العرقي» في مجلة هيباتيا في عدد ربيع عام 2017 بتاريخ 25 أبريل، وجاء فيه على لسان توفيل: «كما ينبغي علينا تقبل قرارات الأفراد العابرين جنسيًا بتغيير جنسهم، يتوجب علينا قبول قرارات الأفراد العابرين عرقيًا بتغيير عرقهم».


انتقدت مجموعة صغيرة من الناس هذا المقال وهاجمت توفيل على مواقع فيسبوك وتويتر، ثم بدأ تداول رسالة مفتوحة جاء فيها اسم إحدى أعضاء هيئة التحرير في هيباتيا للتواصل معها بالإضافة إلى بعض المطالبات المتعلقة بتراجع المجلة عن المقال.


أرسلت الجهة المسؤولة عن نشر المقال رسالةً مفادها: «قد يشارك الخبراء البيض المتوافقين مع جنسهم في مناقشة فكرية حول هذه الموضوعات» دون إشراك «المنظرون الذين قد تتأثر حياتهم بشكل مباشر برهاب العبور الجنسي والعنصرية».


نشرت صفحة المجلة على موقع فيسبوك اعتذارًا عن نشر المقال نيابةً عن «غالبية» مساعدي محرري هيباتيا بتاريخ 1 مايو. حصدت الرسالة المفتوحة 830 توقيعًا في اليوم التالي لنشر الاعتذار، من بينهم توقيعات لبعض الباحثين العاملين مع المجلة بالإضافة إلى عضوين من لجنة تحكيم أطروحة توفيل.


تمسكت رئيسة تحرير هيباتيا سالي شولتز ومجلس إدارتها بالمقال. قدمت شولتز استقالتها في شهر يوليو من عام 2017، وعلق المجلس صلاحيات المحررين المساعدين فيما يتعلق بتعيين رئيس تحرير جديد، الأمر الذي أسفر عن استقالة ثمانية محررين مساعدين.


شكل المدراء فريق عمل لإعادة هيكلة الشؤون الإدارية في المجلة. استُبدل المدراء في شهر فبراير من عام 2018.


استجاب المجتمع الأكاديمي معلنًا عن دعمه لتوفيل. كشفت القضية عن انقسامات الأوساط الفلسفية حول موضوع استعراض الأقران، والفلسفة التحليلية مقابل الفلسفة القارية، والتنوع في أوساط هذه المهنة، ومسألة اعتبار شخص ما مؤهلًا للكتابة عن التجارب التي يمر بها الناس، والضغوط التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية حماية التبادل الحر للأفكار.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى