الذكاء الاصطناعي وتحديات النزاهة في التعليم والتوظيفتربية وتعليم

اختبارات الذكاء التكيفية – “GRE” و”GMAT” نموذجاً

نحو جيل جديد من التقييم الذكي

في عصر تتسارع فيه التحولات الرقمية، لم يعد من الممكن الاعتماد على النماذج التقليدية في تقييم قدرات الأفراد. وقد جاءت اختبارات الذكاء التكيفية كحل مبتكر يستثمر تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل السيكومتري المتقدم لقياس القدرات الفكرية بشكل أكثر دقة وتخصيصا. يعتبر كل من اختبار GRE (Graduate Record Examination) واختبار GMAT (Graduate Management Admission Test) من أبرز الأمثلة على هذا النمط المتقدم من الاختبارات.

ما هي الاختبارات التكيفية (Computerized Adaptive Testing)؟

الاختبارات التكيفية هي نمط من التقييمات يتم فيه تكييف صعوبة الأسئلة بناء على أداء الممتحَن في الزمن الحقيقي. فعلى عكس الاختبارات الورقية التقليدية، يقوم النظام بطرح سؤال جديد بناء على إجابة الممتحن على السؤال السابق:

  • إذا كانت الإجابة صحيحة ➜ يتم تقديم سؤال أصعب
  • إذا كانت الإجابة خاطئة ➜ يتم تقديم سؤال أسهل

بهذا، يتم تحديد مستوى الشخص بدقة في أقصر وقت ممكن، مما يجعل التقييم أكثر فعالية وكفاءة.

الفرق بين GRE وGMAT: كيف تُستخدم الاختبارات التكيفية؟

المعيار اختبار GRE اختبار GMAT
المجال الدراسات العليا العامة ماجستير إدارة الأعمال والمالية
شكل الاختبار تكيفي على مستوى القسم تكيفي على مستوى السؤال
المنهجية أكثر مرونة أكثر صرامة ودقة في تقييم المنطق
عدد الأسئلة متغير بحسب القسم يُكيف بدقة لتحديد قدرات التحليل
التقييم درجة كلية + قسمية درجة كلية + قسمية + تحليلي

كلا الاختبارين يوظف نموذج راش أو نماذج IRT (نظرية الاستجابة للعنصر) لتقييم الاستجابات بدقة عالية.

التقنية وراء الاختبارات التكيفية: كيف تعمل؟

تعتمد هذه الاختبارات على خوارزميات الذكاء الاصطناعي ونماذج الإحصاء النفسي، مثل:

  • نظرية الاستجابة للعنصر (IRT): تحدد العلاقة بين قدرة الشخص وصعوبة السؤال
  • تحليل البند (Item Analysis): لضمان أن كل سؤال يقيس مهارة محددة بدقة
  • خوارزميات الاختيار الديناميكي: لاختيار السؤال الأمثل في الوقت المناسب

بفضل هذه التقنيات، يتمكن النظام من تحديد درجة الذكاء أو الكفاءة بدقة أعلى وبعدد أقل من الأسئلة مقارنة بالاختبارات التقليدية.

مزايا الاختبارات التكيفية على الاختبارات التقليدية

  1. الدقة والموثوقية العالية: تقيس المهارات الفعلية وتقلل التحيز.
  2. الفعالية الزمنية: عدد أقل من الأسئلة يعطي نتائج دقيقة.
  3. التخصيص: الاختبار يتكيف مع مستوى الممتحن بدقة.
  4. مقاومة للغش: من الصعب مشاركة أسئلة موحدة.
  5. تجربة مستخدم أكثر عدالة: لا يتعرض الجميع لنفس مستوى الصعوبة.

تحديات واختلالات محتملة

رغم الفوائد، توجد بعض التحديات:

  • القلق من التكنولوجيا: بعض الممتحنين يفتقرون للراحة في الاختبارات الرقمية.
  • التحيز البرمجي: احتمال وجود تحيزات غير مقصودة في الخوارزميات.
  • ضعف الإنترنت أو الأجهزة: قد يؤثر على الممتحنين في مناطق معينة.

ولذلك فإن المؤسسات المسؤولة مطالبة بمراجعة الخوارزميات بانتظام لضمان النزاهة.

مستقبل التقييم التكيفي في التعليم والتوظيف

يتجه العالم نحو تعميم الاختبارات التكيفية ليس فقط في الدراسات العليا، بل أيضا في:

  • التوظيف الذكي: تقييم مهارات المتقدمين لوظائف مرموقة.
  • المدارس والجامعات: قياس التقدم الفردي للطلبة.
  • البرامج التدريبية المهنية: تخصيص المسارات التعليمية.

بل إن بعض الجامعات بدأت في تطوير اختبارات قبول محلية تكيفية خاصة بها بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

  • خلاصة:

تمثل اختبارات الذكاء التكيفية مثل GRE وGMAT نقطة تحول في فلسفة التقييم والقياس، بفضل دمجها الذكي للبيانات والخوارزميات. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يتوقع أن تصبح هذه الاختبارات النموذج السائد، لا الاستثناء.

على الجامعات العربية ومؤسسات التوظيف أن تستعد لاحتضان هذه التحولات، من خلال الاستثمار في البنية الرقمية، وتكوين الأطر البشرية، وتبني ثقافة تقييم قائمة على المرونة والموثوقية.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى