العرب على الإنترنت: أرقام وعادات
تصدّر العرب في بعض مؤشرات تقرير حالة الإنترنت عالمياً لـ2023، لكن ذلك لم يغيّر حقيقة أن حضور لغتهم لا يزال نقطة في بحر الشبكة، وذلك في تقرير أنجز بالتعاون بين شركة ميلتواتر للدراسات الإعلامية وشركة وي آر سوشال للتصميم والتسويق.
- مؤشر الوصول إلى الإنترنت
حلّت المملكة العربية السعودية على رأس مؤشرات عدة ضمن التقرير، سواء تعلق الأمر بالأجهزة أو المنصات أو أوقات استخدام الإنترنت. وحضرت دول عربية أخرى ضمن أعلى الترتيب في التقرير، بينما حلّت أخرى في القاع، وتحديداً سورية واليمن.
حصلت المملكة العربية السعودية على المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً في مؤشر الوصول إلى الإنترنت، فالغالبية العظمى من سكان البلاد لديها ولوج إلى الشبكة، متقدمةً على دول مثل سويسرا والدنمارك والمملكة المتحدة والسويد وسنغافورة.
وتفوقت على الدول العربية في الوقت المنقضي يومياً على الهاتف المحمول بـ5.18 ساعات. كذلك، تصدّرت عربياً في نسبة المستخدمين الذين يمارسون ألعاب الفيديو بـ90.1 في المائة، تلتها الإمارات العربية المتحدة بـ88.2 في المائة، ثم مصر بـ83.4 في المائة.
والسعودية على رأس القائمة العالمية من حيث الوقت المقضيّ يومياً في استخدام منصات الألعاب بساعة و58 دقيقة يومياً، تليها عربياً مصر التي احتلت المرتبة الرابعة عالمياً بساعة و34 دقيقة يومياً.
وتصدرت مصر قائمة الوقت الذي يقضيه العرب على الإنترنت، إذ يقضي المصريون 7 ساعات و41 دقيقة موزعة على مدار اليوم على مختلف الأجهزة على الشبكة، تلتها الإمارات العربية المتحدة (7 ساعات و29 دقيقة) ثم المملكة العربية السعودية (7 ساعات و20 دقيقة).
ومصر الأولى عربياً من حيث الوقت المقضيّ على الإنترنت عبر الهاتف المحمول، بـ4 ساعات و20 دقيقة يومياً، وكذلك من حيث الوقت المقضيّ على الحواسيب لتصفح الإنترنت بـ3 ساعات و21 دقيقة في اليوم.
وتصدّر المغرب العالم لجهة استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول، إذ إنّ مائة في المائة من سكان المملكة الذين تراوح أعمارهم بين 16 و64 عاماً والذين يستخدمون الإنترنت، يصلون إلى الشبكة من خلال هذا الجهاز، متجاوزين سكان إندونيسيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا.
والإمارات العربية المتحدة هي الأولى عربياً من حيث استخدام الإنترنت عبر الحواسيب بنسبة 74.7 في المائة من المستخدمين. كذلك، تصدرت دول العالم من حيث سرعة الإنترنت بـ139.41 ميغابايت في الثانية، متفوقةً على النرويج وكوريا الجنوبية، تلتها عربياً السعودية بـ90.49 ميغابايت في الثانية.
أما في ما يتعلّق بسرعة الإنترنت على الموبايل، فقد تصدرت قطر القائمة العالمية بـ176.18 ميغابايت في الثانية. كذلك حضرت قطر بقوة في مجال استخدام الإنترنت خلال 2022 حين استضافت بطولة كأس العالم لكرة القدم، إذ حلّت صفحة البطولة رابعةً من حيث التصفح في موسوعة ويكيبيديا، بـ46.4 مليون زيارة.
- ألعاب الفيديو
يذكر أنّ عدد لاعبي ألعاب الفيديو في الإمارات والسعودية ومصر تجاوز 65 مليوناً عام 2021، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما يقارب 86 مليوناً عام 2025، بحسب أرقام “غوغل”. بينما بلغت إيرادات الدول الثلاث 1.76 مليار دولار في عام 2021، مع توقعات بأن ترتفع إلى 3.14 مليارات دولار في عام 2025، وفق شركة ريسيرتش إند ماركيتس.
وتعتبر السعودية مركز الألعاب في الدول الناطقة باللغة العربية، حيث بلغت قيمة السوق عام 2021 مليار دولار. وتجمع السعودية بين عدد السكان المرتفع وقوة إنفاق عالية تحقق أعلى الإيرادات، وفقاً لـ”ريسيرتش أند ماركيتس”.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات الإمارات في قطاع ألعاب الفيديو إلى 288.10 مليون دولار عام 2022. وتعتبر الإمارات أيضاً سوقاً كبيراً ومتنوعاً، إذ تضم لاعبين عرباً، لكنها تضم كذلك غالبية من المقيمين الأجانب.
أما في مصر، فبحسب الترجيحات، سيحقق قطاع ألعاب الفيديو 681.30 مليون دولار أميركي في عام 2022، على أن يرتفع الرقم ليصل إلى 815.50 مليون دولار بحلول 2027. ومن المتوقع أن يصل عدد اللاعبين إلى 44.8 مليوناً بحلول 2027.
- الدول المتأخرة
من جهة ثانية، لم يكن حضور العرب إيجابياً في كل قوائم تقرير 2023، إذ حلّت دول مثل سورية واليمن في مراتب متأخرة جداً. كذلك احتلت اللغة العربية مراتب متأخرة من حيث الحيّز الذي تحتله على الإنترنت، إذ لا تمثل المواقع الناطقة بالعربية سوى 0.9 في المائة من الشبكة، بينما تغطي الإنكليزية 58.8 في المائة من المواقع.
ويسجل العرب تأخراً على مستوى المحتوى الصوتي. وعلى الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة الأولى عربياً، فإن نسبة المستمعين للموسيقى عبر الإنترنت فيها لم تتجاوز 36.5 في المائة من إجمالي المستخدمين، ولم تتجاوز النسبة 21.4 في المائة للبودكاست.
- أرقام حول العالم
حول العالم، استخدم 5.44 مليارات شخص الهواتف المحمولة في أوائل عام 2023، أي ما يعادل 68 في المائة من إجمالي السكان. وزاد عدد مستخدمي الهواتف المحمولة بنسبة تزيد قليلاً على 3 في المائة خلال العام الماضي، مع 168 مليون مستخدم جديد خلال الشهور الـ12 الماضية.
ويوجد اليوم 5.16 مليارات مستخدم للإنترنت في العالم، ما يعني أن 64.4 في المائة من إجمالي سكان العالم متصلون بالإنترنت. وتشير البيانات إلى أن إجمالي مستخدمي الإنترنت في العالم قد زاد بنسبة 1.9 في المائة خلال الشهور الـ12 الماضية. وهناك حالياً 4.76 مليارات مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، أي ما يقل قليلاً عن 60 في المائة من إجمالي السكان.
في الوقت نفسه، تباطأ نمو مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الأخيرة، إذ بلغ صافي إضافة هذا العام 137 مليون مستخدم جديد، وهو ما يعادل نمواً سنوياً بنسبة 3 في المائة فقط. ولفت التقرير إلى أن مقدار الوقت الذي نقضيه على الإنترنت قد انخفض بنسبة 5 في المائة تقريباً على أساس سنوي، إذ قلّل المستخدم العادي الوقت المقضيّ في استخدام الإنترنت بـ20 دقيقة يومياً مقارنة بالعام الماضي.
قبل عام، أظهرت البيانات أن مستخدمي الإنترنت في سنّ العمل يقضون ما يقرب من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، لكن الرقم انخفض إلى 6 ساعات و37 دقيقة يومياً في أحدث الأرقام.
- توقعات 2023
تضمن التقرير أيضاً قائمة من التوقعات حول ما سيميز عالم الإنترنت خلال الشهور المقبلة:
- الذكاء الاصطناعي الإبداعي: أدوات مثل ChatGPT وDall -E وMidjourney وStablediffusion وSynthesia هي مجرد بداية لموجة قادمة من الذكاء الاصطناعي “الإبداعي”. ويتوقع التقرير تحسينات هائلة في الأداء، وتطبيقات واقعية وقوية، وتصاعداً في المناقشات حول الجوانب القانونية والأخلاقيات وإمكانية إساءة الاستخدام.
- التأثيرات في الاقتصاد الكلي: مع استمرار التضخم والغلاء حول العالم، قد يعدّل الناس اشتراكاتهم استجابة للضغوط المالية، أو يغيّرون سلوكهم الإخباري استجابة لاحتياجات الصحة العقلية. هناك أيضاً احتمال متزايد بأن تؤدي التوترات الجيوسياسية إلى عقوبات جديدة وحظر للمنصات، ما قد يؤدي إلى تغيير جذري في سلوك المستخدم والمشهد الرقمي الأوسع.
- إعادة التفكير في الشبكات الاجتماعية: ستستمر المنصات التي نشير إليها حالياً على أنها “اجتماعية” في توسيع نفوذها في حياتنا، وإعادة تشكيل المكان الذي نبحث فيه عن المعلومات، وكيف نستهلك الترفيه. ستظل المحادثات والتجارب المشتركة مكوناً لها.
- زيادة المعلومات المضللة: يتوقع تقرير 2023 أن تشوّه وسائل إعلام متزايدة الحقائق عمداً، وقد يؤدي ظهور أدوات مثل ChatGPT إلى تضخيم هذه التحريفات من خلال “إعادة تدوير” المحتوى.