اللغات السامية وتفرُّعاتُها

اللغة القبطية – Copte

اللغة القبطية؛ هي المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية التي تكلم بها وكتبها قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة. والرأي السائد لدى العلماء أنها تنحدرُ من اللغة المصرية المتأخرة مباشرة، حسبما كانوا يتحدثونها في القرن السادس عشر قبل الميلاد مع بداية الدولة الحديثة.


ولكن يسجل أبيه ماريوس شين رأياً جديداً في مقال له عن اللغة الوطنية الشعبية لمصر القديمة يؤكد فيه على أن اللغة المصرية واللغة القبطية كانتا متعاصرتين وموجودتين معا منذ أقدم العصور.


ويقدم دراسة مستفيضة لقواعد اللغتين يستخلص منها أن اللغة المصرية لم تكن لغة تخاطب وإنها هي مأخوذة عن القبطية – باعتبار أن القبطية هي الأصل – وقد صيغت بحيث يستخدمها الكهنة والكتبة فقط.


وظلت معرفتها في دائرة الكتية فقط دون عامة الشعب وهكذا صحيح فلم نجد مخطوطة هيروغليفية شعبية (أي أن الشعب كتبها) فاللغة القبطية هي اللغة المصرية القديمة التي تكلم بها الشعب منذ فجر التاريخ المصري وحتى القرن الثاني عشر.


إن أقدم بردية موجودة إلى الآن تسجل واحدة من الكتابات الأولى لكتابة لغة التخاطب المصرية بالحروف اليونانية (Proto Coptic) هي بردية هايدلبرج 414 التي ترجع إلى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد.

وتشتمل على قائمة لمفردات قبطية بحروف يونانية مع ما يقابلها في المعنى باللغة اليونانية. و هي مكتوبة بواسطة مصريين. وربما سبقت هذه الوثيقة محاولات أخرى لم تصل الينا.


بدات في العصر الروماني وهي المعروفة بالكتابة القبطية القديمة Old Coptic وترجع وثائقها إلى المصريين الوثنيين الذين عاشوا في القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد. وهي وثائق لا علاقة لها بالمسيحيين لأنها تتصل بالسحر والتنجيم بالإضافة إلى لافتات المومياوات وما شابه ذلك.


بالرغم من أن المحاولات الأولى للكتابة القبطية وكذلك أيضا الوثائق المعروفة باسم “النصوص القبطية ما قبل المسيحية” قد تمت بواسطة المصريين القدماء كنتيجة طبيعية لتزاوجهم مع اليونانيين، حيث وُجدت نصوص تسبق العصر القبطي مكتوبة باللغة القبطية وهي نصوص أدبية من الأدب اليوناني الفلسفي الكلاسيكي.


إلا أن الفضل في تثبيت الأبجدية المصرية القبطية في الوضع الذي تعرف به حاليا وتطبيع نظام هجاء الكلمات كان بواسطة العلامة بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية والذي قام بترجمة قبطية للكتاب المقدس في عهد البابا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر 189 – 232 م وخلفائه.


ففي البداية كان الإنجيل يقرأ باليونانية ثم يترجم شفاهياً للغة القبطية حيث لم يكن قد تمت ترجمته للقبطية بعد، ولما زادت الحاجة إلى ترجمة مصرية قبطية مكتوبة للإنجيل، استخدمت الأبجدية اليونانية لهذا الغرض مع إضافة بعض الحروف المصرية الديموطيقية وهي Ϣ Ϥ Ϧ Ϩ Ϫ Ϭ Ϯ.


ومع انتشار ترجمة الإنجيل عن النسخة اليونانية المعروفة بالترجمة السبعينية Septuagint بين الناس، انتشرت معه الكتابة القبطية وعم استخدامها. ومن بين أشهر المخطوطات القبطية التي ترجع إلى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلاديين مخطوطات نجع حمادي الغنوصية.


  • الأبجدية القبطية:

تتكون الأبجدية القبطية من 32 حرفاً، 7 منهم من أصل ديموطيقي، 24 حرفاً من أصل يوناني، بالإضافة إلى الحرف السادس الذي لا يدخل في تكوين الكلمات ويستعمل كرقم 6.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى