“تشلحيت”؛ هي إحدى لغات الأطلس الأمازيغية وأكبر لغة أمازيغية من حيث عدد الناطقين، يشمل مجال الشلحة الجزء الغربي لجبال الأطلس الكبير، وجبال الأطلس الصغير، ومعظم سهل سوس، ومن أهم المراكز الحضرية لهذا المجال مدن؛ أݣادير، ݣلميم، تارودانت، وورزازات.
يمكن كذلك أن تُحدد هذه الرقعة في؛ الأطلس الكبير الغربي والأطلس الصغير وسهل سوس حتى واد نون جنوبا.
تُستعمل “تشلحيت” أساسا بالمملكة المغربية في رقعة جغرافية يحدها محور دمنات – الصويرة شمالا، والمحيط الأطلسي غربا، ومحور ورزازات – تاكونيت شرقا، ومحور سلسلة باني – واد نون جنوبا.
أهم المراكز الحضرية التي تنتشر فيها تاشلحيت؛ هي مراكش، وورزازات، الصويرة، أگادير، تارودانت وتزنيت وزاكورة.
تاشلحيت؛ موجودة كذلك في أغلب المدن المغربية نتيجة هجرة أبناء الجنوب، حيث تشكل مدن الدار البيضاء والرباط خصوصاً مركزين يشكل الناطقون باللغة الشلحية نسبة مهمة من ساكنتها.
بالإضافة كذلك إلى وجود نسبة مهمة من الناطقين بها في أوروبا خصوصاً فرنسا. وتتميز اللغة الشلحية بتجانس كبير على امتداد رقعة تداولها، حيث أنه رغم بقائها شفوية وعدم تنميطها، فإن هناك تفاهما تاماً بين مختلف الناطقين بها.
ويمكن الإشارة إلى أن الاختلافات التي يمكن رصدها تنحصر في بعض التغيرات الصوتية الطفيفة وفي بعض الاختلافات المعجمية البسيطة والطبيعية بالنسبة لأية لغة.
وقد ساهم المغنون والمنتجون؛ عبر رقعة تداولها في التقليل من تأثير هذه الاختلافات، كما كان للبرامج الإذاعية والأشرطة الصوتية وأشرطة الفيديو وVCD، دور كبير في جعل اللغة الشلحية تنوعاً لغوياً يتميز بتجانس كبير.
وفيما يخص الكتابة بتاشلحيت. فيمكن الإشارة إلى أنها قديمة، وقد كتبت بها بالخصوص مؤلفات دينية في الفقه ومنظومات شعرية. وتوجد مخطوطات كثيرة منتشرة في مختلف المتاحف بأوروبا وعند الخواص، مكتوبة بتاشلحيت. ونذكر على سبيل المثال.
وكغيرها من اللغات الأمازيغية، فقد تمت كتابتها بالعديد من الأنظمة المختلفة على مر السنين. وفي الآونة الأخيرة ومنذ 2003م، أصبحت كتابة التيفيناغ رسمية في جميع أنحاء المغرب، في حين الأبجدية العربية واللاتينية ما زالت تستخدم بشكل غير رسمي على الانترنت ومختلف المنشورات.
ومع تنامي الوعي بالذات الأمازيغية، عرفت الكتابة قفزة نوعية حيث استشعر المثقفون الأمازيغ ضرورة الانتقال باللغة من الشفوي إلى المكتوب.
وهكذا؛ انتقلت اللغة من إنتاج أدب شفوي تقليدي (حكايات، أمثال، أحاجي…) إلى إنتاج أدب حديث (شعر، رواية، مسرح، مجموعات قصصية، كتب تدريس اللغة…) وعرفت نهاية الستينات وبداية السبعينات ظهور أولى الإصدارات الأمازيغية بتاشلحيت.