أدب وفنون

حَـيـرة

 

أي الدروب ستسلك الآن؟ 
قف جانبا 
أطلق حمائمك 
لتأتيك بالخبر اليقين .
ها سماؤك قد أقلعت 
والماء حمل وجهه الحزين 
وتوارى في الأغوار .
لا أحد يعصمك اليوم من ذاتك 
وحبال السماء انبترت 
منذ زمن سحيق .
ليس في المدى إلا أنت
وذاك الشيء البعيد .
احمل صخرتك وامض 
فما من يقين .
ها هي ذي الحمائم 
تعود إليك خاسئة 
تجتر حيرة السؤال.
حرك سهامك.. أخرج واحداً 
وامض فذاك هو المصير.
كل المعالم انطمست 
فلا تطمع في الإشارة .
أنت هنا.. غداً هناك
والطريق قربة ماء مثقوبة 
تحلم بقرية غادرها 
آخر الراحلين .
احمل عصاك 
عساها تسعفك 
في شق العبارة 
لتستخرج من لبها 
لب اليقين.
امض يا صديقي 
ازرع خطوك في حضن الثرى 
ولا تلتفت 
فالمدينة خلفك ليست 
سوى زهرة للخراب .
امض فما من يقين 
وكل الدروب 
قطعة من سراب 

مصطفـى لغتيـري

مصطفى لغتيري: كاتب وروائي مغربي؛ عضو اتحاد كُتاب المغرب سابقا، صدرت له العديد من الأعمال الأدبية في القصة والرواية. إضافة إلى عددٍ من المقالات والدراسات النقدية. حاصل على جائزة النعمان اللبنانية في القصة القصيرة، جائزة ثقافة بلا حدود السورية في القصة القصيرة جدا، وجائزة دار المغربية في الرواية. كما صدرت عن تجربته الأدبية مجموعة من الكتب والدراسات المهمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى