- علاقة التداولية باللسانيات:
أكد فرانسوا لاترافارس F.Latraverse في كتابه (البراغماتية، تاريخ ونقد) صعوبة التمييز بين هذين العلمين، فاللسانيات تشتمل على عدد كبير من النظريات والمذاهب المترابطة بما في ذلك التداولية، ثم يعترف بعد ذلك بأن التداولية تتموقع خارج النظرية اللسانية بناء على ما قدمه تشومسكي في مفهوم الكفاءة والأداء.
وقد أقر اللسانيون أهمية اللسانيات في دراسة نظام اللغة وطرق التنظيم بين مجموع الأصوات، ومجموع المعاني بين الشكل وبين المعنى بتعبير أوجز، غير أنهم لم يضبطوا مجال التداولية مقارنة بالعلوم الأخرى للسانيات ، فهي تتجاوز (الشكل، المعنى) إلى مجالات أخرى مثل الملفوظية ومظاهر الاستدلال في اللغة وغيرها…
- علاقة التداولية بالنحو الوظيفي:
يعد النحو الوظيفي من أهم روافد التداولية، وقد جعل بعض الدارسين الوظيفية في عموم معناها تقابل التداولية؛ فالنحو الوظيفي يقدم دعائم هامة للتفسير التداولي للخطاب، وهو في نظر سيمون ديك يجمع بين المقولات النحوية المعروفة، وبين ما عرضته نظرية أفعال الكلام، فهو يقترح أن يدرج النحو الوظيفي ضمن نظرية تداولية شاملة.
- علاقة التداولية بعلم الدلالة:
تبحث كل من التداولية وعلم الدلالة في دراسة المعنى في اللغة ويجعل بعض الدارسين التداولية امتدادا للدرس الدلالي.
فيصنف علم الدلالة ضمن القدرة على معرفة اللغة، أما التداولية فتصنف ضمن الأداء والإنجاز واستخدام اللغة. كما أن “السيمانتيكية البراجماتية اللغوية تتولى المعنى ضمن إطار المقام المحدد المعالم والمقاصد” وهذا يعني أن أحدهما يكمل الآخر.
- علاقة التداولية باللسانيات النفسية:
تعتمد التداولية في درسها على مقولات اللسانيات النفسية، فسرعة البديهة، وحدة الانتباه، وقوة الذاكرة والذكاء… كلها عناصر تشرح ملكة التبليغ الحاصلة في الموقف الكلامي.
- علاقة التداولية باللسانيات الاجتماعية:
تتداخل التداولية واللسانيات الاجتماعية تداخلا كبيرا في بيان أثر العلاقات الاجتماعية بين المشاركين في الحديث على موضوعه، وبيان مراتبهم وأجناسهم وأثر السياق غير اللغوي في كلامهم.
- علاقة التداولية باللسانيات التعليمية:
تستند التعليمية في الوقت الحاضر إلى مقولات البحوث التداولية التي أسهمت في مراجعة مناهج التعليم ونماذج الاختبارات والتمارين، وعدّت البعد التداولي للغة أحد أهداف العملية التعليمية، كما انتقدت طرق تدريس اللغات الأجنبية التي تتعامل مع لغات مثالية وأناس مثاليين في مواقف مثالية… بعيدا عن أي سياق اجتماعي ودعت إلى تجاوز تدريس أنماط الترميز إلى تدريس أنماط التأطير.
- علاقة التداولية باللسانيات النصية وتحليل الخطاب:
يتجاوز مجال اللسانيات النصية دراسة الخطاب بعدّه نصا إلى عدّه نشاطا فعليا يعتمد المعارف المقامية والسياقية، وذلك من المجالات الثرية للدرس التداولي.
إن التداولية تعنى بدراسة الكيفية التي يسلكها الناس لفهم الفعل الكلامي، وكيفية إنتاجهم له، فهي حقل واسع جدا يشمل كل جوانب اللغة إذ تعن بتتبع أثر القواعد المتعارف عليها من خلال العبارات الملفوظة وتأويلها، وتهتم بتحليل الشروط التي تجعل العبارات جائزة ومقبولة في موقف معين بالنسبة للمتكلمين بتلك اللغة.
وتسعى التداولية لأن تجد مبادئ تشتمل على اتجاهات مجاري فعل الكلام المتشابك الإنجاز الذي يجب أن يوجد عند إنجاز العبارة كي تصير ناجحة ومفهومة، و تحاول التداولية أيضا البحث في كيفية تماسك ظروف نجاح العبارة كفعل إنجازي، وأن تصوغ الشروط التي تعين أيَّ العبارات تكون ناجحة في موقف ما.