ليلى أبو العلا وصورة المرأة المُسلمة في عيون الغرب
الروائية السودانية ليلى أبو العلا التي رحلت عن السودان جسدا ولكن أدبها بقي شاهدا وسفيرا لوطنها الأم فخطت أدبها بين ربوع اسكتلندا، فخرجت بأدب مختلف كليا عن الصورة التقليدية للأدب السوداني، ولقيت كثيرا من الإشادات العالمية وفازت بالكثير من الجوائز ولقيت أعمالها كثيرا من الحفاوة نتيجة للصورة التي تقدمها رواياتها عن المرأة المسلمة، وخصوصا مشاكلهم ومعاناتهم في دول المهجر والاغتراب لتنقل صورة مختلفة عما يروج عن المرأة المسلمة والعربية وتلقى كتاباتها استحسانا كبيرا في الوسط الأدبي الغربي.
تقول ليلى أبو العلا: “الكتابة بالإنجليزية ليس اختيارا بل فرضه التعليم منذ الصغر وأعتقد أنها الأكثر جودة بالنسبة لي مقارنة باللغة العربية التي لم تتطور عندي هذا الاختيار تعمّق بالغربة والعيش في المجتمع الإنجليزي والذي أردت أن أخاطبه بلسانه وبهموم امرأة عربية مسلمة تعيش فيه”. من أشهر أعمالها رواية المترجمة التي تنبري فيها للحب والدين خصوصا للنساء في دول المهجر بالإضافة لرواية المئذنة، المتحف، كرم الأعداء.
حصلت ليلى أبو العلا على جائزة كين العالمية للأدب الإفريقي عن قصتها المتحف ووضعت روايتها المترجمة في قائمة 100 كتب البارزة في تصنيف نيويورك تايمز ورشحت رواياتها لعدد من الجوائز المحلية الأسكتلندية أو حتى العالمية وترجمت رواياتها لأثنى عشرة لغة وبثت رواياتها وقصصها القصيرة على راديو بي بي سي.
هي تجارب ليست للحصر ولا لتأطير الأدب السوداني وتقديمه في صورة عدد من الروائيين ولكن الأدب السوداني يحتاج العديد والعديد من اللقاءات والصفحات التي لن يوفيها أي كاتب حقها وما زال يزخر بكثر من الكتاب الذين لهم جمورهم العربي المحلي أو حتى العربي والعالمي كحمور زيادة ورائعته شوق الدرويش وبركة ساكن وأدبه الذي كون جمهورا واسعا وعماد البليك الذي حاول الخروج من الإطار التقليدي برواياته ماما ميركل وقصة اللجوء الى أوروبا وغيرهم من الكتاب الذي ربما نفرد لهم صورة أكثر عمقا لأدبهم وأكثر تفصيلا.
إعداد: محمد صلاح حسين