ميشيل فوكو – Michel Foucault
ميشيل فوكو؛ مفكر وفيلسوف فرنسي، يعد أحد أهم المفكرين الغربيين في النصف الثاني من القرن العشرين، كما يوصف بأنه الفيلسوف الأكثر تأثيرا في فلاسفة ما بعد الحداثة.
- الولادة والنشأة
ولد ميشيل فوكو يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 1926 في مدينة بواتييه بفرنسا لأسرة تنتمي إلى طبقة النبلاء في المجتمع الفرنسي.
- الدراسة والتكوين
حصل على شهادة التبريز في الفلسفة عام 1951، وعلى رسالة الدكتوراه في الفلسفة عام 1961.
- التوجه الفكري
- التجربة الفكرية
بدأت شهرته 1969 بعد إصداره كتاب “حفريات المعرفة”. واتسم مساره الفكري بإبانته عن التزامه باعتباره “مثقفا من أهل التخصص” وليس باعتباره “مثقفا شموليا” على طريقة سلفه جون بول سارتر.بهذه الصفة ناضل فوكو إلى جانب اليسار الراديكالي “القضية البروليتارية”، وأسس “فريق الإخبار بحال السجون” الذي استقصى سريا أحوال المعتقلين لأجل إدانة الوضع الذي كانوا يوجدون عليه.
سافر كثيرا خلال سبعينيات القرن العشرين، وحاضر في الولايات المتحدة الأميركية واليابان، وتحمس بالخصوص للثورة الإيرانية.
يكمن جانب تجديده الفكري في أنه منذ الفيلسوف فرانسيس بيكون -الذي يوصف بأنه أول من اعتبر المعرفة سلطة- لم يعالج أحد من مفكري الغرب مسألة “المعرفة والسلطة” بنفس العمق الذي عالجها بها ميشيل فوكو.
تمحورت اجتهاداته حول خمسة أسئلة أساسية: ماذا يمكن للإنسان أن يقوله حول ذاته حين يفكر فيها لا من منظور العقل وإنما من منظور اللاعقل؟ (كتاب تاريخ الجنون، 1961)، وكيف ينظر إلى ذاته حينما يدركها انطلاقا من ظاهرة المرض؟ (كتاب ميلاد العيادة، 1963).
وكيف يبني ذاته من جهة كونه كائنا حيا ناطقا شغالا؟ (كتاب الكلمات والأشياء، 1966)، وكيف تبدو للإنسان محاكمته لذاته من حيث خضوعه للمراقبة وللعقاب؟ (كتاب المراقبة والعقاب، 1975)، وأخيرا: كيف ينظر الإنسان إلى رغباته ويهتم بذاته؟ (ثلاثية تاريخ الحياة الجنسية، 1976-1984).
يظهر بهذا إذن أن فوكو ما نظر إلى الإنسان الغربي من جهة تعقله وعافيته وحريته، وإنما نظر إليه من جانب ما يضاد ذاتيته ويقلق دعتها؛ نعني الجنون والمرض والعقاب.
لقد دعا ميشيل فوكو الحضارة الغربية إلى التفكير في ذاتها انطلاقا مما تهمشه، فكان أن وجد في ظاهرة الجنون -التي هي جزء لا يتجزأ من تاريخ هذه الحضارة حتى وإن هي أنكرته أو قمعته- موضعا مشتركا لأشكال الإقصاء، كما تحرى في ذلك تفكيك التقليد الكلاسيكي الذي دأب على جعل العقل لا يحاور إلا نفسه حول الجنون.
تعقب فوكو العقل الغربي بدءا من نشأته (عصر النهضة) إلى القرن التاسع عشر (عصر الحداثة) مرورا بالعصر الكلاسيكي، باحثا عن أسس المعرفة وعن النظام المعرفي الخفي الذي تشكلت بحسبه العلوم وأشكال القول العقلي. فأكد أن عصر النهضة طغى عليه التفكير بحسب مبدأ التماثل، وأن العصر الكلاسيكي استبد به منهج التحليل، أما العصر الحديث فقد هيمن عليه البعد التاريخي.
- المؤلفـات
- الـوفـاة