هل للعالم العربي بنية تحتية صناعية حقيقية؟

الصناعات العربية بين الواقع والرهانات

غالبا ما يُوصَف العالم العربي بأنه اقتصاد ريعي يعتمد على النفط والغاز والفوسفات وغيرها من الثروات الطبيعية، بينما يتخلف عن الركب الصناعي الذي يميز دولا مثل تركيا وإيران وماليزيا. هذه الصورة الشائعة صحيحة جزئيا، لكنها لا تعكس كامل المشهد.

فعدد من الدول العربية نجح في بناء نواة صناعية حقيقية، بعضها في قطاعات إستراتيجية مثل صناعة السيارات والطائرات والدواء والبتروكيماويات، مما يجعل من الصناعة أحد المحركات الممكنة لتنويع الاقتصاد وتقليل الارتهان للثروات الطبيعية.

إن طرح سؤال: هل لدى الدول العربية صناعة حقيقية أم أنها مجرد اقتصادات استهلاكية؟، يفتح الباب لنقاش جوهري حول مستقبل التنمية العربية، وحدود استقلالها الاقتصادي في عالم تشتد فيه المنافسة على الإنتاجية والتكنولوجيا.

1. مصر

2. المغرب

3. الجزائر

4. الإمارات العربية المتحدة

5. السعودية

6. تونس

عموما، توجد دول عربية لديها نواة صناعية حقيقية، أبرزها: مصر، المغرب، الجزائر، السعودية، الإمارات، تونس.

دراسة مقارنة للصناعات في الدول العربية

إذا كانت بعض الدول العربية ما تزال حبيسة الاقتصاد الريعي المعتمد على الموارد الطبيعية، فإن دولا أخرى قطعت خطوات مهمة في بناء بنية صناعية حقيقية، سواء عبر الصناعات الثقيلة أو التحويلية أو التكنولوجية. ويُبرز الجدول التالي مقارنة بين أبرز هذه الدول من حيث أهم الصناعات، وحجم مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي، وأهم الشركات أو القطاعات الرائدة.

الدولة أهم الصناعات مساهمة الصناعة في الناتج المحلي (تقريبية) أبرز الشركات/القطاعات الرائدة
مصر الحديد والصلب، الأسمنت، النسيج، الصناعات الكيماوية، الأدوية، السيارات (تجميع) 15–17% شركة حديد عز، شركة النصر للسيارات، شركات الأدوية الوطنية
المغرب السيارات (إنتاج وتصدير)، الطائرات (قطع غيار)، الصناعات الكيماوية والفوسفات، النسيج 25–28% رينو-طنجة، PSA بيجو القنيطرة، مجموعة OCP (الفوسفات)
الجزائر البتروكيماويات، السيارات (تجميع)، مواد البناء، الصناعات الغذائية 20–22% سوناطراك (نفط وغاز)، رينو الجزائر، شركات الأسمنت الوطنية
السعودية البتروكيماويات، التعدين (الألومنيوم والفوسفات)، الصناعات العسكرية، الأدوية 40% (مع التعدين والبتروكيماويات) سابك، معادن، الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)
الإمارات الألومنيوم، البتروكيماويات، الطيران (قطع الغيار)، الصناعات الدوائية، الأغذية 12–15% إيمال (الألومنيوم)، Strata (قطع غيار طائرات)، Julphar (الأدوية)
تونس النسيج والملابس، الصناعات الميكانيكية والكهربائية (قطع غيار سيارات)، الصناعات الغذائية، الأدوية 16–18% شركات النسيج المصدرة، شركات الإلكترونيات لقطاع السيارات، سيف تونس للأدوية

استنتاج:

خلاصة:

يتبين من خلال هذا التحليل أن التنمية الصناعية في العالم العربي ما تزال تشهد تفاوتا حادا بين دول تعتمد على تصدير المواد الخام وأخرى بدأت تخطو نحو بناء قاعدة صناعية صاعدة. غير أن التحدي الجوهري يتمثل في القدرة على الانتقال من الصناعات التقليدية كثيفة العمالة إلى صناعات المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، مع تعزيز التكامل بين الصناعة والبحث العلمي والابتكار، بما يتيح للدول العربية امتلاك موقع تنافسي حقيقي في الاقتصاد العالمي والخروج من دائرة التبعية الاقتصادية.

وعلى الرغم من أن التجارب الصناعية في دول مثل مصر والمغرب وتونس والإمارات والسعودية والجزائر لا تزال في مراحلها التأسيسية مقارنة بالنماذج الآسيوية الصاعدة، فإنها تمثل رصيدا مهما يمكن البناء عليه. لكن نجاح هذه التجارب يبقى رهينا بتبني سياسات تعليمية متطورة، واستثمارات استراتيجية في البحث العلمي، ودعم الابتكار التكنولوجي بما ينسجم مع التحولات الاقتصادية العالمية.

إن الصناعة ليست مجرد قطاع اقتصادي فرعي، بل هي دعامة للسيادة الوطنية وركيزة أساسية لتقليص التبعية الخارجية وضمان استدامة التنمية. ومن ثم، فإن السؤال الذي يواجه صانع القرار العربي اليوم لا يقتصر على: “هل نملك صناعة؟”، بل يتجاوز ذلك إلى: “كيف نُعيد تشكيل هذه النواة الصناعية لتصبح منظومة إنتاجية متكاملة وقادرة على المنافسة إقليميا ودوليا؟”.

Exit mobile version