نزاع تجاري وتنافس جيواقتصادي: قراءة استراتيجية في نهج أمريكا تجاه الصين
مع تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة في يناير 2021، تساءل العديد من المراقبين عما إذا كانت إدارته ستتبع نهجا مغايرا لسلفه دونالد ترامب في التعامل مع الصين. غير أن الواقع أظهر استمرارية في السياسات، مع بعض التعديلات في الأسلوب والأدوات.
ركزت إدارة بايدن على تعزيز التحالفات، دعم الصناعات المحلية، وتقليل الاعتماد على الصين، بينما واصلت بكين سعيها نحو الاكتفاء الذاتي والابتكار المحلي.
1. الاستراتيجية الأمريكية الجديدة: احتواء ناعم أم تصعيد صامت؟
- 1.1 الحفاظ على أدوات ترامب
رغم الانتقادات التي وجهها بايدن لسياسات ترامب خلال حملته الانتخابية، إلا أن إدارته احتفظت بالعديد من التعريفات الجمركية التي فرضتها الإدارة السابقة على المنتجات الصينية. كما استمرت في فرض قيود على تصدير التقنيات المتقدمة إلى الصين، خاصة في مجالات أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
- 1.2 دعم الحلفاء وسياسات “صنع في أمريكا”
أصدر بايدن الأمر التنفيذي 14005 لتعزيز سياسة “صنع في أمريكا“، مما يشجع على شراء المنتجات الأمريكية في العقود الفيدرالية. كما سعى إلى تعزيز العلاقات مع الحلفاء لمواجهة النفوذ الصيني، من خلال مبادرات مثل “الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
2. إعادة هيكلة سلاسل التوريد: فك الارتباط الاقتصادي؟
- 2.1 تقليل الاعتماد على الصين
أطلقت إدارة بايدن مراجعة لمدة 100 يوم لسلاسل التوريد في قطاعات حيوية مثل أشباه الموصلات، المعادن النادرة، والبطاريات. هدفت هذه المراجعة إلى تحديد نقاط الضعف وتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب، خاصة الصين.
- 2.2 توطين الصناعات الحيوية
أقر الكونغرس قانون “الرقائق والعلوم” الذي يوفر تمويلا بقيمة 52.7 مليار دولار لتعزيز تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة. كما تم تخصيص استثمارات كبيرة لتطوير تقنيات الطاقة النظيفة وتوطين إنتاج البطاريات.
3. الرد الصيني: الابتكار الذاتي ومبادرة “التداول المزدوج”
- 3.1 استراتيجية “التداول المزدوج”
أطلقت الصين استراتيجية “التداول المزدوج” التي تركز على تعزيز “الدورة الداخلية” من خلال تحفيز الاستهلاك المحلي والابتكار، مع الحفاظ على “الدورة الخارجية” عبر التجارة والاستثمار الأجنبي. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية والتقنيات الأجنبية.
- 3.2 الابتكار الذاتي
استثمرت الصين بشكل كبير في تطوير تقنيات محلية في مجالات مثل أشباه الموصلات، الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة. رغم التحديات، تسعى بكين إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في التقنيات الحيوية، كجزء من خطتها “صنع في الصين 2025”.(wsj.com)
- خلاصة:
تُظهر سياسات بايدن تجاه الصين استمرارية في النهج الأمريكي الهادف إلى مواجهة النفوذ الصيني، مع التركيز على التحالفات وتوطين الصناعات. في المقابل، تسعى الصين إلى تعزيز اكتفائها الذاتي وتقليل تعرضها للضغوط الخارجية.
يبدو أن الصراع الاقتصادي بين القوتين سيستمر في السنوات القادمة، مع تصاعد التوترات في مجالات التكنولوجيا والتجارة.
- مراجع:
- “Executive Order 14005” – Wikipedia
https://en.wikipedia.org/wiki/Executive_Order_14005(en.wikipedia.org) - “CHIPS and Science Act” – Wikipedia
https://en.wikipedia.org/wiki/CHIPS_and_Science_Act(en.wikipedia.org) - “Dual circulation” – Wikipedia
https://en.wikipedia.org/wiki/Dual_circulation(en.wikipedia.org) - “Made in China 2025” – Wikipedia
https://en.wikipedia.org/wiki/Made_in_China_2025(en.wikipedia.org) - “China’s ‘dual circulation’ plan to cut its dependence on overseas markets” – World Economic Forum
https://www.weforum.org/agenda/2020/09/chinas-dual-circulation-economic-strategy/(weforum.org) - “The U.S. Finally Has a Strategy to Compete With China. Will It Work?” – The Wall Street Journal
https://www.wsj.com/economy/the-u-s-finally-has-a-strategy-to-compete-with-china-will-it-work-ce4ea6cf(wsj.com) - “How national security has transformed economic policy” – Financial Times
https://www.ft.com/content/6068310d-4e01-42df-8b10-ef6952804604(ft.com) -
“China’s Xi Is Building Economic Fortress Against U.S. Pressure” – The Wall Street Journal
https://www.wsj.com/world/china/chinas-xi-is-building-an-economic-fortress-against-u-s-pressure-53f6292d(wsj.com)