الإطاحة بمملكة هاواي وضمها إلى الولايات المتحدة (1893–1898)

الولايات المتحدة والعالم: تاريخ الهيمنة والتدخل

لم يكن ضم جزر هاواي إلى الولايات المتحدة مجرد امتداد جغرافي أو توسع بحري، بل كان تتويجا لانقلاب سياسي صاغته مصالح اقتصادية مدعومة بقوة السلاح الأمريكي.

ففي 17 يناير 1893، تمت الإطاحة بالملكة ليلي أوكالاني، آخر حكّام مملكة هاواي، في عملية انقلابية قادها تحالف من المستوطنين البيض والمقيمين الأجانب، بدعم مباشر من القنصل الأمريكي ووجود عسكري بحري فعلي.

شكل هذا الحدث واحدة من أقدم حلقات التوسع الإمبريالي الأمريكي خارج القارة، وكرّس نمطا سيُعاد إنتاجه لاحقا في مناطق مثل كوبا، الفلبين، وبنما.

الخلفية: مملكة هاواي في نهاية القرن التاسع عشر

انقلاب 1893: بداية النهاية

العنصر العرقي في تبرير الضم

شكلت التحاملات العنصرية ضد السكان الأصليين لهاواي (الهاوايين) أحد أبرز مبررات النخبة الاستيطانية للضم، إذ وُصفوا بأنهم “غير قادرين على حكم أنفسهم”، وأن الحكم الأبيض هو “الحضاري الوحيد الممكن”.

“لم يكن السكان الأصليون في هاواي مؤهلين للحكم الذاتي”، حسب ما ورد في نقاشات الكونغرس الأميركي عام 1898.

وقد استُخدم هذا الخطاب لتبرير الإمبريالية تحت قناع التفوق العرقي والتحضر، وهو ما يتقاطع مع النظرية الأوروبية لـ”عبء الرجل الأبيض“.

كانت هاواي بالنسبة لرجال الأعمال الأمريكيين كنزا زراعيا واستراتيجيا:

كما وفرت الجزر موقعا استراتيجيا في المحيط الهادئ، ما عزز من طموحات الولايات المتحدة لبناء أسطول بحري قوي.

من الجمهورية إلى الضم الرسمي (1894–1898)

بعد الانقلاب، أُنشئت جمهورية هاواي بقيادة سانفورد دول. حاولت الملكة مقاومة الانقلاب، وكتبت التماسات للكونغرس الأمريكي. لكن المصالح الكبرى حسمت المسار:

📄 قرار الاعتذار الأمريكي (1993):
أقر الكونغرس الأمريكي بمسؤوليته في الإطاحة بمملكة هاواي، وذكر بأن “شعب هاواي لم يتنازل أبدا عن سيادته”، مما أعاد إحياء النقاش حول شرعية الضم.
🔗 نص القرار كاملا – Public Law 103-150

موقع الحدث في استراتيجية الهيمنة الأمريكية

هذا التدخل لم يكن مجرد حادثة منفردة، بل يندرج ضمن:

يتقاطع هذا مع أطروحة “الحدود الجديدة” التي طرحها المؤرخ فريدريك جاكسون تيرنر، حيث رأى أن على أمريكا توسيع حدودها البحرية بعد استنفاد الجبهة الداخلية.

مثّل ضم هاواي واحدة من أوائل خطوات الولايات المتحدة نحو التحول إلى قوة إمبريالية عابرة للبحار. وقد تضافرت فيه الأطماع الاقتصادية، والتحاملات العرقية، والطموحات الجيوسياسية، ليؤسس لنموذج سيتكرر لاحقا في الفلبين وبورتو ريكو.

كما يُعد هذا الحدث مبكرا في توظيف “القوة الناعمة” – من الإعلام إلى المؤسسات التجارية – لتبرير الفعل العسكري، ثم إحاطته بغلاف “الشرعية القانونية”.

ورغم مرور أكثر من قرن على الضم، فإن حركة السيادة الهاواية ما زالت قائمة، وترى في هذا الحدث غزوا مقنّعا ومسخا لإرادة شعب أصيل.

  1. وزارة الخارجية الأمريكية – مكتب المؤرخ:
    Annexation of Hawaii, 1898
    يقدم هذا المصدر الرسمي شرحا تاريخيا موثقا لعملية ضم هاواي، ويُبرز الدور الأمريكي فيها.
    🔗 اضغط هنا لزيارة المصدر
  2. القانون العام 103-150 – قرار الاعتذار (1993):
    U.S. Public Law 103-150 – Apology Resolution
    يمثل هذا القانون اعترافا رسميا من الكونغرس الأمريكي بدور الولايات المتحدة في الإطاحة بمملكة هاواي.
    🔗 الاطلاع على النص الكامل للقانون على govinfo.gov
  3. سيلفا، نونوئي ك. (2004):
    Aloha Betrayed: Native Hawaiian Resistance to American Colonialism
    دراسة أكاديمية تتناول المقاومة الثقافية والسياسية لشعب هاواي ضد الاستعمار الأمريكي.
    🔗 عرض الكتاب على موقع Duke University Press
  4. كوفمان، توم (2016):
    Nation Within: The History of the American Occupation of Hawaii
    تأريخ شامل لتحول هاواي من مملكة مستقلة إلى جزء من الولايات المتحدة.
    🔗 عرض الكتاب على موقع Duke University Press
  5. أوسوريو، جون كاماكاويوولي (2002):
    Dismembering Lāhui: A History of the Hawaiian Nation to 1887
    يحلل الكتاب تفكيك الهوية الوطنية الهاواية قبيل الإطاحة بالمملكة.
    🔗 عرض الكتاب على موقع University of Hawai‘i Press
  6. سجلات الكونغرس الأمريكي – مجلس الشيوخ (يوليو 1898):
    Congressional Record – Senate Debates on the Annexation of Hawaii
    توثق هذه السجلات الحوارات الرسمية التي جرت في الكونغرس الأمريكي حول ضم هاواي.
    🔗 تحميل السجلات من موقع congress.gov
Exit mobile version