السيبرنيطيقا -أو- السيبرانية
السِبرانية (Cybernetics)؛ وتعني الموجه أو الحاكم أو القبطان أو الرُّبَّان (ومنها التربين)، وهو علم حديث نوعيا ظهر في بداية الأربعينيات من القرن العشرين.
ويعتبر الرياضي نوربرت فينر من أهم مؤسسيه وقد عرف فينر السِبرانية على أنها «علم القيادة أو التحكم في الأحياء والآلات ودراسة آليات التواصل في كل منهما».
يُسمى أيضا: «علم التحكم الآلي» ويُعرّف بأنه «الدراسة العلمية للتحكم بالآلات والمخلوقات ووسائل التواصل بينها (على حدى).».
في القرن الحادي والعشرين، اُستُخدم هذا المصطلح بطريقة فضفاضة إلى حد ما بعني «التحكم بأي نظام يستخدم التكنولوجيا». وبعبارة أخرى، فإن السِبرانية هي الدراسة العلمية لكيفية تحكم الإنسان أوالحيوان أوالآلات ببعضها البعض.
- تاريخ السِبرانية
المصدر اللغوي: سيبرنيتيك أو كيبرنتيك هي مفردة مشتقة من اللغة الإغريقية القديمة من «كيبرنتيس» أي القائد أو قائد السفينة كما قد تكون مشتقة من كيبرنتيكا أي فن قيادة السفن أو من كيبرنيسيس أي منصب قيادي في الكنيسة،
وأما المصطلح المُعرَّب، فرمجة, فهو كلمة معربة من الفارسية «فرمان» والتي تعني «تحكُّم/قيادة/سيطرة», منحوتة على كلمة برمجة لارتباط هذين المجالين العلميين ببعضهما في العصر الحديث وتقاربهما.
المصدر الاصطلاحي الحديث: السِبرانية هو علم القيادة أو التحكم في الأحياء والآلات ودراسة آليات التواصل في كل منهما.
بما أن فعل القيادة أو التحكم وفعل التواصل أو التخاطب قديمان قدم التاريخ الإنساني، فإنه ليس من الدقة القول أن السبرانية علم حديث وهنا لمحة عن بعض الآلات التي استعمل عند اختراعها مفاهيم سِبرانية دون أن تعرف هذه المفاهيم كسِبرانية أو حتى أن يذكر اللفظ سِبرانية:
في 300 ق م اخترع أول قنديل زيتي يحتوي على آلية تحكم.
في 100 ق م اخترع هيرون الإسكندري آلية لفتح أبواب المسارح بطريقة أوتومتيكية.
في 1784 م اخترع جيمس وات أداة لتعديل أو التحكم في سرعة دوران الآلة البخارية
وغيرها.
أما لفظة السِبرانية في مفهومها الحديث فقد استعملت لأول مرة من قبل عالم الرياضيات الأمريكي نوربت فينر الذي عرف السِبرانية وأعطاها مفهومها الاصطلاحي الحديث.
كانت بدايات السِبرانية الحديثة في المجال التقني ولعل ذلك أحد أسباب صعوبة إقحام هذه المادة في العلوم الإنسانية، وبما أن الشخص الذي يعتبر من مؤسسي هذا العلم كان رياضياتيا فإن هذا العلم كان في بداياته محسوبا على الرياضيات أو الرياضيات التطبيقية وخاصة مجال تطويع النظم.
إلا أن العديد من المقاربات السِبرانية يمكن استعملها خارج إطار الرياضيات في العلوم الإنسانية مثلا. لذلك نجد اليوم شق السِبرانية الذي يهتم بالنظم عامة يسمى نظرية النظم.
والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين آخرين نظرية نظم عامة تهتم مثلا بمسائل البنية التنظيمية والتحكم فيها وأنسبها للمشاكل المطروحة وهي مقاربة نجدها مثلا في علم الاقتصاد السِبراني أو علم الإدارة السِبراني.
أما القسم الثاني فهو قسم تلعب فيه الرياضيات دورا أكبر وهو يهتم بالنمذجة الرياضياتية للنظم خاصة التقنية والبيولوجية وبطرق تطويعها (علم الضبط).
في مجال العلوم الإنسانية يطلق أحيانا على المقاربة السِبرانية أيضا لفظة سيستامك. في الميدان الفلسفي هناك مقاربات تقدم الجدلية الهيغلية على أنها المنطق الذي يحكم السِبرانية أو السيبرانية.