“الاسمانية” أو “الاسمية” أو “المذھب الاسمي” هو تیار في فلسفة العصور الوسطى، يَعتبِر المفاھیم الكلیة مجرد أسماء للأشیاء الجزئیة. وأصحاب المذھب الاسمي يؤكدون في مقابل واقعیة العصور الوسطى أن الأشیاء الجزئیة وحدھا، بخصائصھا الجزئیة، ھي التي توجد حقا.
أما المفاھیم العامة التي تخلقھا أفكارنا من ھذه الأشیاء –وھي أبعد من أن توجد في استقلال عن الأشیاء– لا تعكس حتى خواصھا وصفاتھا. والاسمية يرتبط ارتباط لا ينفصم بالاتجاھات المادية لإدراك أولیة الأشیاء وثانوية طبیعة المفاھیم.
والاسمية –في رأي ماركس– كان أول تعبیر عن المادية في العصور الوسطى. غیر أن أصحاب الاسمية لم يفھموا أن المفاھیم العامة تعكس الصفات الواقعیة للأشیاء الموجودة موضوعیا، وأن الأشیاء الجزئیة لا تنفصل عما ھو عام بل تحتويه داخلھا.
وكان روسلین وجون دانز سكوطس ووليم الأوكامي أبرز أصحاب الاسمية من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر. وقد تطورت أفكار الاسمية على أساس مثالي في مذاھب بركلي وديفيد هيوم، وبعد ھذا حديثا في الفلسفة السیمنطیقیة.
- شواهد فلسفية
فرفريوس:
«فيما يتعلّق بالأجناس والأنواع فإنّي لا أستطيع أن أقرّر أموجودة هي في العقل وحده وجودا مجرّدا، أم هي من صنف الموجودات الجسمانية أو اللاّ جسمانية الكائنة على حدة، كما أنّي لا أستطيع أن أقرّر أمنفصلة هي عن المحسوسات أم موجودة فيها، وبالتالي فما وجه بقائها ودوامها، لأنّ هذا البحث شاق جدّا ويتطلّب منّي جهدا طويلا».
- ما ذكره ابن خلدون في المقدمة:
«…لأن الأصل في الإدراك إنما هو المحسوسات بالحواس الخمس. و جميع الحيوانات مشتركة في هذا الإدراك من الناطق و غيره و إنما يتميز الإنسان عنها بإدراك الكليات و هي مجردة من المحسوسات.
وذلك بأن يحصل في الخيال من الأشخاص المتفقة صورة منطبقة على جميع تلك الأشخاص المحسوسة وهي الكلي. ثم ينظر الذهن بين تلك الأشخاص المتفقة وأشخاص أخرى توافقها في بعض.
فيحصل له صورة تنطبق أيضا عليهما باعتبار ما اتفقا فيه. و لا يزال يرتقي في التجريد إلى الكل الذي لا يجد كليا آخر معه يوافقه».
«و إذا تأملت المنطق وجدته كله يدور على التركيب العقلي، و إثبات الكلي الطبيعي في الخارج لينطبق عليه الكلي الذهني المنقسم إلى الكليات الخمس، التي هي الجنس و النوع و الفصل والخاصة و العرض العام، و هذا باطل عند المتكلمين.
والكلي و الذاتي عندهم إنما اعتبار ذهني ليس في الخارج ما يطابقه. أو حال عند من يقول بها فتبطل الكليات الخمس و التعريف المبني عليها. و المقولات العشر…».
- كندياك:
«فيم تتمثّل طبيعة الفكرة العامة والمجرّدة التي توجد في عقولنا؟ إنها لا تعدو أن تكون اسما (…) إنّ الأفكار المجردة ليست سوى تسيات، وإن نحن أردنا رغم ذلك افتراض شيء اخر فإنّنا نكون أشبه بالرسام الذي بصرّ على رسم الإنسان بصورة عامة فلا يرسم إلا مجرّد أفراد من النّاس».
- مراجع:
رمزي البعلبكي (1990)، معجم المصطلحات اللغوية: مع 16 مسرداً عربياً (بالعربية والإنجليزية) (ط. 1)، بيروت: دار العلم للملايين، ص. 331.