المكتبة العامة للعلوم PLOS: نموذج عالمي للنشر العلمي المفتوح
Public Library of Science
في عالم النشر الأكاديمي، تتزايد الحاجة إلى نماذج تضمن الوصول الحر إلى المعرفة، بعيدا عن حواجز الاشتراك المرتفعة والتوزيع المحدود. وقد شكّلت المكتبة العامة للعلوم (PLOS) واحدة من أبرز المبادرات العالمية في هذا الاتجاه، عبر تأسيسها لنموذج غير ربحي يدمج بين الجودة العلمية والعدالة في الوصول.
- ما هي PLOS؟
PLOS (Public Library of Science) هي منظمة نشر علمي غير ربحية متخصصة في مجالات العلوم، الطب، والتكنولوجيا، تعمل على إصدار مجلات مفتوحة الوصول متاحة للجميع عبر الإنترنت بموجب رخصة المحتوى الحر (Creative Commons).
أطلقت المنظمة أولى مجلاتها العلمية، PLOS Biology، في أكتوبر 2003، ومنذ ذلك الحين توسعت إلى سبع مجلات تغطي طيفا واسعا من التخصصات العلمية الحيوية والطبية والتقنية.
- الهيكل التنظيمي والمقرات:
يقع المقر الرئيسي لـ PLOS في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا (الولايات المتحدة الأمريكية)، كما تحتفظ بمكتب تحرير أوروبي نشط في مدينة كامبريدج، المملكة المتحدة، مما يعزز من حضورها العالمي والتفاعل مع المجتمعات الأكاديمية الأوروبية.
- نموذج التمويل وآلية النشر:
تتبنى PLOS نموذجا مميزا في تمويل نشر المقالات يعتمد على ما يُعرف بـ رسوم معالجة المقالات (Article Processing Charges – APC)، وهي رسوم يدفعها المؤلف أو المؤسسة الممولة بدلا من القرّاء.
هذا النموذج يسمح بإتاحة النصوص الكاملة للمقالات العلمية دون قيود، ويضمن وصولا مفتوحا فوريا للمحتوى، مما يُعزز تبادل المعرفة وتسريع الاكتشافات العلمية.
وفي الولايات المتحدة، تدعم مؤسسات بارزة مثل:
- المعاهد الوطنية للصحة (NIH)
- معهد هوارد هيوز الطبي (HHMI)
جهود الباحثين من خلال تخصيص منح لتغطية رسوم النشر في مجلات PLOS، مما يشجع على اختيار المجلات المفتوحة الوصول كخيار أولي.
- مبادرة المشاركة العالمية GPI:
أطلقت PLOS في عام 2012 مبادرة تُعرف بـ Global Participation Initiative (GPI) تهدف إلى:
- إعفاء مؤلفي “دول المجموعة الأولى” (عادة الدول ذات الدخل المنخفض) من رسوم معالجة المقالات.
- تخفيض الرسوم للمؤلفين من “دول المجموعة الثانية” (البلدان ذات الدخل المتوسط).
وتؤكد PLOS أن قرارات النشر لا تتأثر بالقدرة على الدفع، وإنما تستند فقط إلى معايير التحرير العلمية، ما يعكس التزامها العميق بمبادئ العدالة المعرفية والشمول العالمي في النشر.
تأثير PLOS في المشهد الأكاديمي العالمي:
من خلال نشرها المجاني المفتوح، ساعدت PLOS على:
- زيادة استشهاد الأبحاث العلمية المنشورة في مجلاتها، بفضل سهولة الوصول إليها عالميا.
- تمكين باحثي الدول النامية من المساهمة بفعالية في الإنتاج العلمي دون حواجز مالية.
- تشجيع الشفافية في مراجعة الأقران، حيث تعتمد بعض مجلاتها نموذج المراجعة المفتوحة.
وقد أصبحت مجلات مثل PLOS ONE من بين أكثر المجلات العلمية نشرا على مستوى العالم.
- خلاصة:
تُعد المكتبة العامة للعلوم (PLOS) تجربة رائدة في إعادة تعريف النشر الأكاديمي، عبر كسر حواجز الوصول، واعتماد نموذج مستدام ومُنصف. وفي ظل التحولات الجذرية التي يشهدها العالم الأكاديمي نحو الأتمتة والوصول المفتوح، تبرز PLOS كمرجعية استراتيجية في مستقبل المعرفة العلمية الحرة.
في أبريل 2017، كانت المكتبة العامة للعلوم أحد الشركاء المُؤسسين ضمن مبادرة الاقتباسات المفتوحة .
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً