«ألم المسيح ردائي» للشاعرة الإماراتية “فواغي بنت صقر القاسمي”
الديوان الصوتي «ألم المسيح ردائي» للشاعرة الشيخة “فواغي بنت صقر القاسمي” مدته تسعون دقيقة، ويتضمن ثلاثين قصيدة، تحتفي فيها الشاعرة بالعشق أيما احتفاء، وتُدني إليه مخابئ الروح، وتسعفه بنبض القلب.
تختزله في ذاتها ليتسرب منها في اتجاهات متعددة بتعدُد المعشوقين، وأول المعشوقين: الله جلَّ جلاله، وهي تقدِّمه في ديوانها على سواه في المنزلة فتجعله الأول في الترتيب، فهو الواهب، والعشق من بعض هباته ومكامن قدراته.
ولذلك توجَّب إدراكه من خلال الذات، ثم التوحد في ذاته، فتغترف من معاني المتصوفة الذين جعلوا لمفردات العشق معانيَ خاصةً بهم وحدهم، وبالحب الإلهي وحده.
وثاني المعشوقين في صفحة قلب الشاعرة: الوطن، فهو المُلهم والراعي للعشق، وهو مكانه وزمانه، غير أن الشاعرة تذهب في عشقها لوطنها بعيدًا، فتتراخى غنائيتها الأنثوية العذبة ليطغى طابع التحدي للطامعين.
وتتجلى إنسانية الشاعرة وما تنطوي عليه نفسها الوقور من العشق السامي الذي لا تشوبه شوائب نفوس الآخرين من البشر، في قصيدتها “ألم المسيح ردائي” التي جعلتها عنوانًا للديوان، حيث التسامح؛ هذا المعشوق الذي تستشعر من خلاله الحكمة في ذات الله وكينونته.
وعلى الجانب الآخر يقف المعشوق في شخصه الآدمي، فيأخذ مساحته الواسعة من قصائد الديوان، على الرغم من مراوغة بعض هذه القصائد في الإفصاح عن المعشوق على الحقيقة.
إنَّ الشاعرة فواغي القاسمي تتوحد والعشق بوصفه ملمحًا أصيلاً لا ينبغي للإنسان أن يتخلى عنه، ووجهًا من وجوه الله، لا يُرى إلا من خلاله، وهي لا تُهادنُ في مشاعرها، ولا تُرسلها جزافاً، بل هي حادة المشاعر، مخلصة الجَنان، لها في العُذريين أسوة وقدوة.
ولذلك فمشاعرها تتغلغل في العشق، وهو عندها قيمة ترتقي إلى مستوى التقديس والتبجيل، ولهذا لا نجدها معشوقة في قصائدها، بل هي العاشقة دائمًا، وعلى هذا دارت معانيها، فأسبغتْ بذلك على قصائدها طابعًا إنسانيًا، متجاوزة فيه الأنا والذات.
اتخذتْ “فواغي القاسمي” من القصيدة المقفاة ذات الشطرين أساسًا للبناء الشعري الأصيل للقصيدة العربية، فجاءت موسيقى قصائدها متساوقة، متوقَّعة الجرْس والنغمات، تحكمها القافية الواحدة.
ثم جاءت هذه القافية الواحدة على أشكال مختلفة: ساكنة أو متحركة أو ممدودة، وهي في اعتنائها بموسيقى القصيدة وإيقاعها تمسح الغبار عن القصيدة العربية وتحاول أن تُعيد إليها نضارتها وبهجتها وأصالتها.
- من قصائد الديوان:
ترنيمة عشق إلهية – دع انعكاسك في ذاتي – خلب الغرام جنانا – شهيد الحب
تسابيح القُرب – زائري في ليلة صيف – ما على الدهر ملام – كم ليل العاشق ممتد
سحر هاروت – أرق الزمان لصبوتي – كيدكن عظيم – أعد لي قلبي يا سارقه