من أفوه الرواة
الكتاب: من أفوه الرواة..من أفوه الرواة.. السيرة التربوية والاجتماعية للوالد عبدالله بن محمد بن عبدالمحسن الفريح (الملقب بالمدير)
المؤلف: محمد بن عبدالله الفريح
الناشر: مكتبة العبيكان
تاريخ النشر: 2021
اللغة: العربية
عدد الصفحات: 576 صفحة
حديث الإنسان عن والده شاق، ويحتاج إلى مزيد تحرٍّ وعدل؛ إذ قد يهمل جوانب من سيرته؛ خشية من معرة المحاباة، أو قد يترد ويبالغ، بحكم العاطفة.
والأب – أيا كان له هيبته؛ وجلاله؛ والأبوة -عمومًا- کنف سامي الذُّرا، وكهف يؤوي إليه؛ فيقي لفح الهجير، وبرد الزمهرير؛ فكيف إذا كان أبًا قريبًا منك صديقًا لك؛ تنهل من حكمته، وتنال من بركة القرب منه؛ وتهتدي في مسارب الحياة بمناره؟!
وهناك من أبناء عدد من أبناء كبار الأدباء كتبوا كتبًا أشبه بمذكرات وسير ذاتية تضم أهم المواقف الحياتية في حياة الآباء.
فكتب حسين أحمد شوقي عن والده أمير الشعراء أحمد شوقي كتاب (أبي شوقي)، وكتب مؤنس طه حسين، النجل الأكبر لعميد الأدب العربي الراحل، حيث يحكى فيه الكثير من أسرار وتفاصيل مواقف الدكتور طه حسين، وكتب حسين أحمد أمين عن والدة كتاب (في بيت أحمد أمين).
صدر حديثًا عن شركة العبيكان للنشر في طبعة فاخرة كتاب بعنوان: (من أفواه الرواة.. السيرة التربوية والاجتماعية للوالد عبدالله بن محمد بن عبدالمحسن الفريح (الملقب بالمدير) في 576 صفحة.
يتحدث صاحب كتاب (من أفواه الرواة) الكاتب محمد بن عبدالله الفريح عن السيرة التربوية لوالده (عبدالله بن محمد عبدالمحسن الفريح) في كتاب أشبه بالسيرة الذاتية لوالده ولأقرانه عن أسباب نشر هذا الكتاب: «ترددت كثيرًا قبل أن أشرع أكتب هذا الكتاب؛ لأسباب عدة: أهمها حساسية أن يكتب ابن عن أبيه؛ وذلك لطغيان العاطفة وحظوظ النفس في مثل هذه المواقف.
ولكن عندما بدأ الزوار يفدون إلى منزل الوالد بحي الريان بعد وفاته للتعزية توالت علينا القصص الكثيرة التي حدثت لطلاب الوالد وزملائه وأقرانه وجيرانه رحمه الله، حيث سرد كل من قدم العزاء موقفًا مرّ به مع الوالد رحمه الله، فتشاورت مع بعض الإخوة والزملاء بتدوين هذه القصص والمرويات وإخراجها على شكل كتاب؛ لتكون درًا وعبرة يقدمها السابق للاحق، وكذلك تطبيقًا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن متناوبهم».
لقد حملت بعض تلك القصص في طياتها خلقًا تربويًا، أو موقفًا تعليميًا.
ويؤكد الفريح فهذه صفحات تبين عن سيرة الوالد: (الاجتماعية والتربوية)، وقد راودتني الفكرة بعد وفاة الوالد مباشرة، وكان الإلحاح في كتابتها شديدًا، سواء من الإخوة أو الأقارب؛ أو من أصدقاء الوالد ومحبيه.
ويقول: لرغبة في النفس أقدمت على كتابة هذه الصفحات، وكان مما أغراني بذلك أن الكتابة عن الآباء عادة مطروقة؛ حيث كتب كثير من العلماء والكتاب في القديم والحديث من العرب وغيرهم عن آبائهم.
حيث اعتمدت على تقسيم الكتاب إلى ستة أقسام رئيسة هي:
– السيرة الذاتية المختصرة لعدد من الشخصيات التي أثرت في تشكيل شخصية الوالد رحمه الله منذ نعومة أظفاره، فقد ذكرت هنا، وسلط الضوء عليها مع إدراج مزيد من المعلومات عنها، وذلك نوع من حفظ الجميل والود لها، وهذه الشخصيات أثرت فيه إما بالنصح أو الإرشاد أو التوجيه، أو الدعم المادي أو المعنوي أو النفسي خلال مراحل حياته المختلفة رحمه الله.
– القصص والمرويات التي وصلت إلينا من أقارب الوالد رحمه الله وزملائه وأصدقائه ومعلميه وطلابه، حيث حدثت لهم خلال مراحل الدراسة، أو التدريس، أو الإدارة، أو ما بعد التقاعد، مع مراعاة أن الروايات وصلت بطرق مختلفة؛ منها الصوتي، ومنها المرئي، ومنها المكتوب برسالة بريد، ومنها برسالة جوال، ومنها برسالة واتس آب، ومنها الرواية الفورية من الراوي، مع ذكر تعريف مبسط للراوي وعلاقته بالوالد بحسب توافر المعلومات لدي.
– الوثائق والمراسلات والخطابات التي توافرت لدي من قبل بعض أقارب الوالد، وحصلت على أصولها أو صور منها، وقمت بترميمها ومعالجتها عبر مركز الملك سلمان لترميم الوثائق والمخطوطات، وقمت بتحريرها وكتابتها من جديد بخط الحاسوب؛ لتسهيل قراءتها، وتم تصويب الأخطاء الإملائية واللغوية المعترضة في النص، وقد تم إدراجها والتعليق عليها بما يتناسب مع الواقع الحالي فيما يتعلق بالألفاظ والأسماء والتعريف بالشخصيات والمعالم.
– النص الكامل للحوار الذي أجراه برنامج (خبرات السنين) ضمن برنامج (اللهم بك أصبحنا) التابع لإذاعة القران الكريم مع الوالد رحمه الله قبل وفاته بأربع أشهر والكون من ثلاثة أجزاء، تم تفريغها بالكامل بوصفها نصًّا حواريًّا متكاملاً.
وفي نهاية الكتاب يحتوي على عدد كبير من الصور التي توثق حياة (الشيخ: عبدالله بن محمد بن عبدالمحسن الفريح) رحمه الله.
مجلة فكر الثقافية