البنية واللسانيات البنيوية
من علوم الرياضيات إلى علوم اللغة؛ أو من"نظريات المجموعات" (القرن 19)، إلى لسانيات دو سوسير والشكلانييين الروس
- ملخص
“البنية“.. لا تعني: مجموع كل العناصر، بل “كيفية إنشاء شبكة من العلاقات”؛ حالة إنشاء دائم بدون بداية او نهاية، كما ان “إنشــاء” لا تعني بداية إنشاء بناية، وقريبا سننتهي من تشييدها، او نظام في حالة إنشاء دائم. كما ان “إنشــاء” لا تعني بداية إنشاء بناية، وقريبا سننتهي من تشييدها،
وبهذه المناسبة سيكون هناك حفل تدشين للبناية، بل إنشاء بالمعنى الرياضي (للبنيـة Structure)، او “كيفية إنشاء شبكة من العلاقات”، سواء كانت علاقات وصل (conjunction)، او عبر الفصل (disjunction)، او من خلال التضمين(implication).
“البنيوية”.. كمفهوم تم استعارته من علوم الرياضيات للقرن 19، نتيجة للتطورات المذهلة في ذاك القرن تحديدا، اذ انتقل كثير من مفاهيم علوم التجريبية اوالبحتة الى العلوم الاجتماعية، كما حدث في علم اللغة التطوري او علم الاجتماع التطوري(نسبة الى دارون)، وكذا فعل (موس) في علم الشكل الاجتماعي، وهو كان احد الفروع العلمية لعوم الحيوان انذاك (علم الشكل)..
- مدخل
كيف تم نقل مفهوم “البنيويـة” الى حقول اللسانيات و السيميائيات فيما بعد؟
يعتبر ليفي اشتراوس هو رائد “مدرسة البنيوية الفرنسية”؛ بنشره سلسلة مقالات في مجلة “الازمنة الحديثة”(سارتر) في نهاية أربعينيات القرن الماضي.. عندما رحل اشتراوس الى امريكا، بسبب الاحتلال النازي لفرنسا؛ تصادف انه درس بنفس الجامعة التي كان بها احد اهم رواد اللسانيات البنيوية (رائد الشكلانية الروسية) رومان جاكبسون،
وعن طريقه تعرف على اشغال بروب مؤسس علم السرد، حتى قبل ان يعرفه العالم الانجلو ساكسوني (ترجمت اعمال بروب الى الانقليزية والفرنسية في بدايات الستينيات). هذا باختصار مخل، بل واعتذر عنه ايضا.
- مدخل ابستمولوجي
“ظهرت اكتشافات عديدة في علم الرياضيات في خلال القرن التاسع عشر الميلادي ، ولكن أكثرها تاثيرا من الناحية الفلسفية كانت الاكتشافات الخاصة بالهندسة غير التقليدية ونظرية المجموعات التي قام بها كانتور (1918-1845م)، “مجموعة البورباكي” و “جبر بول”،
فقد أظهر هذان الاكتشافان أن ما كان يعد من قبل ، وبغير تردد ، مجرد افتراضات مسبقة لا يقوم علم الرياضيات إلا عليها ، ما هو في الواقع إلا قضايا ليست يقينية علي الإطلاق ، كما نبه هذان الاكتشافان الأنظار إلي ضرورة التحليل الدقيق للمفاهيم التي تبدو في الظاهر بسيطة ، وإلي تركيب النظم الرياضية ابتداء من المسلمات”.
فيما يخص نظرية المجموعات، فقد اكتشف الرياضيون، عند انتهاء القرن التاسع عشر الميلادي، ما يسمي “بالمفارقات” (Paradoxes)، أي استنتاجات متناقضة، ابتداء من مسلمات بسيطة وواضحة في الظاهر، رغم كون البراهين المستخدمة صحيحة.
وهكذا انتهي الحال إلي تهافت أسس علم الرياضيات ذاته. وقد عاد المنطق الصوري إلي النهوض من جديد، تحت أسماء جديدة، منها المنطق الرمزي والمنطق الرياضي او الفلسفة التحليلية، في ظل اتصال وثيق مع أزمة علم الرياضيات تلك…” (بوخونسكي، عبد الكريم الوافي)
(بوخونسكي ” الفلسفة المعاصرة في أوروبا “، ت عبد الكريم الوافي، جامعة قاريونس، بتصرف)، ترجمه ايضا عزت قرني، عن سلسلة عالم المعرفة ، العدد 165 ، ص 38، لكن الملاحظ على هذه الترجمة، رغم الجهد المخلص بها، انها كتبت باستراتيجية ايديولوجيا “الانا القومية” في مواجهة “معرفة الآخر”، اما ترجمة الوافي فيغلب عليها الشغف المعرفي ونقل العلوم الحديثة للطلاب والدارسين، رغم الملاحظات الكثيرة في ضبط المصطلحات والمفاهيم، ربما لحداثة تجربته الفلسفية والمناخ التعليم الفلسفي العربي انذاك عموما، مطلع سبعينيات القرن الماضي.
يقول (جان بياجيه، البنيوية؛ ص 64؛ بتصرف):
“أما مفهوم البنية، الأكثر قدماً والمعروفة، جاءت مع المفهوم الرياضي “بنية المجموعة” (أو بنيات المجموعات)، التي تم اكتشافها بواسطة (غالوا)؛ وغزت رياضيات (القرن 19) … وفيما بعد مع “مجموعة البورباكي” (اسم مستعار لمجموعة رياضيين فرنسيين)؛ التي كانت تسعى لإلحاق الرياضيات بفكرة “البنية” أو حتى مع (منطق بول)، أحد أكبر مؤسسي المنطق الرمزي في ذلك القرن، حتى انه أسس جبراً “يدعى جبر بول”؛ على قيمتين أو عمليتين/ بنيتين رئيسيتين؛ هما: ” صفر؛ واحد”..
“.. حين بيّن (ف. دي سوسير) بأن سياق اللغة لا يقتصر على التعاقب الزمني(التاريخي/الديكروني)، وأن تاريخ الكلمة مثلاً، لا يعرض معناها الحالي، ويكمن السبب في وجود النظام (لم يكن سوسير يستعمل لفظة بنيه) بالإضافة إلى وجود التاريخ، وفي أن نظاماً كهذا؛ يرتكز على قوانين توازن تؤثر على عناصره وترتهن في كل حقبة من التاريخ بالنظام اللغوي المتزامن، الآني/السيكروني”.
و الجدير بالذكر؛ فأن “دو سوسير” لم يستخدم لفظة “بنية” بتاتاً، بل كان يستخدم لفظة (system)، رغم أن (عبدالسلام المسدي) يترجمه إلى: “جهاز” لدلالتها على معنى الحركة والعمل والآلية، عكس كلمة “نظام” الذي تعني الترتيب الثابت القار”(الأسلوبية والأسلوب؛ 1977).
حتى أن (جورج مونان) الألسني الفرنسي الشهير له كتاب بعنوان، (دي سوسيرا أو البنيوي الذي لا يعرف نفسه؛ 1968):
“إن اهتمام سوسير بفهم عمل (أو وظيفة) الكلام؛ باعتباره مؤسسة اجتماعية في هذا المكان والزمان بالذات، هو الذي قاده إلى التأكيد على مفهوم النظام (system)، فالكلمة قديمة في الألسنية، ترجع إلى (القرن 18) على الأقل، لكن (دي سوسير) منحها دقة جعلتها ترادف تقريباً “قانون” كما كان يبحث عن الوحدات التي تتركب منها السلسلة المنطوقة، بدون ما قبليات. وهو ما يرجعنا إلى مفهوم التقنين (Encode) رغم أنه كان لا يحب كلمة “بنيه”، فإنها تحاليل بنيوية”.
أما إذا رجعنا إلى كتاب (دي سوسير؛ ت محمد الشاوش؛ محمد عجينة؛ الدار العربية للكتاب؛1985)، سنجد أن:
لفظه”بنية”؛ ليس لها وجود، ذلك لأن (سوسير) اشتغل على البنيويه كـ”مفهوم”، بتشديده الواضح على المحور الآني(التزامني/السيكروني) للغة، وليس على المحور التعاقبي (الزماني/الديكروني)، دون أهمال أو الغاء الاخير ايضا، وتمثل ذلك في مقارنته الشهيرة بين اللغة ولعبة الشطرنج، اذ قال:
“الذي نلاحظه أولاً، أن أية مرحلة من مراحل هذه اللعبة، توافق كل الموافقة حالة من حالات اللغة. فقيمة كل قطعة بالنسبة إلى بقية القطع هي رهينة موقعها من الرقعة، وإن كل عنصر من عناصر اللغة تتحدد قيمته بتقابله مع جميع العناصر الأخرى”. أوكما علق (صالح القرمادي): “أن بنيوية سوسير تتضح في تشديده على مهمة الالسني على المحور التزامني…”
- الخلاصة: (حسب تعبير شتراوس نفسه)؛
“أن البنيوية كمدرسة نظرية لسانية، امتد تأثيرها على مختلف العلوم الإنسانية، اذ كان عليها أن تلقن الدرس للعلوم الاجتماعية”،
اما اذا نظرنا الى المسالة من زواية اخرى فأننا سنجد ثأثير “دور كايم” و”مرسيل موس”(*)، غير المباشر، على (دي سوسير)، والمباشر والريادي على الشكلانيين الروس، لعل أبرزهم: فلاديمير بروب؛ جاكبسون؛ تروبتسكوى، وفي أميركا (أدوارد سابير؛1922، بلومفيلد؛1933)، الى (رولان بارت؛1951، فوكو1962)، مرورا برائد المدرسة الفرنسية (ليفي شتراوس؛1949).
ان الدخول الى علوم اللسانيات والسيميائيات، بدون معرفة المباديء الاساسية للرياضيات الحديثة، يكاد يكون مستحيلا، خاصة “نظرية المجموعات البنيوية”، الاكسوماتية. اذ ان مفهوم البنية تمت استعارته منها مباشرة للمدرسة الانجلو سكسونية (تشارلز بيرس) و المدرسة الفرنكوفونية (دو سوسير والشكلانيين الروس).. الاستاذ عبد الرحمان الحاج صالح، احد رواد علوم اللسانيات العربية القلائل، له اراء اكثر حزما في هذا الصدد..
تتميز المدرسة الانجلو ساكسون السيميائية بانشاء الثلاثيات، عكس ثنائيات المدرسة الفرنكوفونية، او كما يقرر “ت. بورس” في ثلاثية التجريد (او الفكرة idea) في كيفية انشاء العلامة من اجل تعقل العالم.. للتعامل مع بيرس، لابد من مرجعية رياضية، تحديدا نظريات بنية المجموعات (من الانجازات المذهلة للقرن 19 للقطيعة مع الاقليدية وثنائية القيمة لارسطو)، هو ما نتبينه بوضوح اكثر في انجازات فلاسفة اللغة (او تاريخ الابستمولوجيا الكلاسيكية للوضعية المنطقية منذ رسل حتى مورس، بوبر، باشلار..الخ)..
ذلك لان الاصول المرجعية للسيميائيات الانجلوسكسونية خاصة لها علاقة مباشرة بالمنطق الرياضي، بل ربما لا نبالغ اذا قلنا ان التعامل بدون معرفة هذا الامر، سيكون السيميائيات و اللسانيات البنيوية عموما، سيكون تبعات اجرائية و منهجية تخل بالشروط العلمية لكيفية الاستفادة من تلك الانجازات العلمية لاكثر من قرن، او سيكون التعامل مع تلك العلوم الحديثة باستراتيجية مفاهيمية “اقليدية ارسطوية”،
تلك الانجازات التي نشأت بفضل القطيعة المعرفية معها، كما هو الامر في فهم النظرية “النسبية”(اينشتاين) باستراتيجية قوانين الميكانيكا..
تشارلز بورس: رائد مدرسة “السيميائيات الانجلو سكسونية”، المفكر الفذ، الذي تعرض للغبن مرتين: عندما لم تعترف به الجامعات الامريكية الا بعد عقدين تقريبا من وفاته، بعد شراء جامعة شيكاغو حقوق اعماله الكاملة في 1933
اما الثاني، فهو مترتب على الغبن الاول، اذ كان على “مؤسسة الخطاب” العلمي، ان ان تدفع ثمن ذلك، بخسارتها ثمار تلك الابحاث العلمية في لغتها الاصلية (الانقليزية)، وظلت تقتات على بعض من دروس رواد الدرس اللساني، للشكلانيين الروس المهاجرين، في فترة ما بين الحربين(رومان جاكبسون وهجرته لامريكا مثال فقط). وفيما بعد على المدرسة البنيوية الفرنسية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
دون ان ننسى دروس ادوارد سابير وغيره من الباحثين، ولكنها ظلت في اطار الاستثناءات الفذة. بل اكثر من هذا لم تتفطن لابحاث تشارلز موريس السيميائية الباهرة الا عندما تعلمت دروس بورس ايضا. و ذلك بعد ان تم توحيد الاشغال العلمية لسيميائيات المدرستين: الانقلوساكسونية والفرنكوفونية (مؤتمر تشكيل الرابطة الدولية للسيميائيات 1969).
اما في اللسان العربي فأن الامر لا يعدو الا ان يكون كارثة معرفية، اذ ظل يعتبر احد الفلاسفة البراغماتيين مع ديوي وجويس، وبصفات معيارية جد بائسة(نفعيين..!)، حتى ظهور بعض اشغال وترجمات اساتذتنا المثابرين، سبيل المثال لا الحصر: من المغرب(سعيد بنكراد)، الجزائر(عبد القادر بوزيدة)، تونس(عبد الرزاق بنور) في بدايات الالفية الثالثة. اذ لم يكن هناك فصل، فيما سبق، بين المنطق و الرياضيات، او حتى بينهما و النحو..!(هل يكون من كوارث تعليم النحو العربي هذا الانفصال..؟)
رغم التطورات الابستمولوجية المذهلة، منذ لبنتز على الاقل، فأن الثمن كان باهظا على النحو والفلسفة نتيجة هذا الفصل..، بل قد يصبح كارثة معرفية و بيداغوجية ايضا..! و هو ما نلاحظه بوضوح شديد، لدى الطلبة و الدارسين خاصة، في كيفية التعامل مع مرجعيات سيميائيات غريماص و ت. س. بورس تحديدا..!
(ان “السميوزيس”، او سيرورة) هي ما يشكل في نظرية بورس ما يطلق عليه السيميوز أي النشاط الترميزي الذي يقود إلى إنتاج الدلالة وتداولها. يمكن تفسير هذا التصور من خلال خاصيتين تعتبران أساسيتين في التصور البورسي لاشتغال ووجود العلامة.
- السميوز (السيرورة الدلالية) باعتبارها الحجر الأساس في كل فعل سميائي.
مفهوم العلامة. إنها الوجه الآخر لإواليات الإدراك. لذا لا يمكن تصور سميائيات مفصولة عن عملية إدراك الذات وإدراك الآخر. وإدراك –الأنا- وإدراك العالم الذي تتحرك داخله هذه –الأنا- فالعلامة هي مأثول يحيل إلى موضوع عبر مؤول هذه الحركة (سلسلة الإحالات)، هي ما يشكل في نظرية بيرس ما يطلق عليه السيميوز أي النشاط الترميزي الذي يقود إلى إنتاج الدلالة وتداولها.
يمكن تفسير هذا التصور من خلال خاصيتين تعتبران أساسيتين في التصور البورسي لاشتغال ووجود العلامة
أ-الخاصية الأولى : تعود إلى كون السميائيات عند بيرس ليست مرتبطة باللسانيات فموضوع دراستها لا يختصر في اللسان ذلك أن التجربة الإنسانية، واللسان جزء منها، هي موضوع السميائيات البيرسية.
إن السيميوز بتعبير بنكراد ( ليست تعيينا لشيء سابق في الوجود،ولا رصدا لمعنى واحد ووحيد، إن على العكس من ذلك إنتاج ،والإنتاج معناه الخروج من الدائرة الضيقة (للوصف الموضوعي ) إلى ما يحيل على التأويل باعتباره سلسلة من الإحالات المتتالية الخالقة لسيقاتها الخاصة)21
(Coordinate system) (بالمعني العطالى Inertial )
هذ النظام الأحداثي القيمي المختلف قد تم بالفعل .. الى أن وصل الأمر لـ “غريماص”(1983)، باشتغاله على الرياضيات الحديثة (النسبية والمحتملة) وتخلص من بقايا الاستراتيجية البنيوية القديمة (الثنائيات المطلقة)، وذلك بالاشتغال المخلص والعمل الجاد المسؤول على مدى أكثر من عقد ونصف، المربع السيميائي (1966،1971).
“.. أن إحدى أهم الإنجازات العلمية (للقرن التاسع عشر)، على مستوى البحث والتطبيق في العلوم التجريبية (البحتة)، هو التمييز الإجرائي الواضح بين “الظاهرة” الفيزيائية؛ وكيفية مقاربتها نظريا (الأدوات والمعدات والأجهزة)، باختصار: كيفية اختبارها وتجريبها وتحليلها.
بدلاً من الفصل المتعسف بين ثنائية: النظرية والتطبيق. ذلك لأن الظاهرة أكبر وأعمق من أي محاولة لضبط قوانينها وآلياتها بشكل نهائي. وبهذا الانجاز الاختباري؛ فقد أنهى هذا القرن آخر البقايا البائسة للفكر التأملي المهووس بالاختراع وعبقرية “الطفل المعجزة”.
وبالتالي أصبح عدم التمييز الإجرائي، بين الظاهرة وكيفية اختبارها، من شأنه أن يؤدي بالباحث إلى فوضى منهجية، قد لا تترك له إلا هامش جد ضئيل من حرية الاختيار، بل قد يكون مرغماً على اللجوء “للحس المشترك”(Common sense)، اى البحث عن أسئلة وهمية عبثية، تلك التي تجد إجاباتها الجاهزة في الكلام الشائع والمكرر. (هل هناك معنى آخر لـ “الاستراتيجيات الخطابية”؟)..”(من كتابنا: سلطة الكلام.. مشروع بيان السيميائيات السردية)
(*) في الكتاب الاخير خاصة (المورفولوجيا الاجتماعية، أوعلم الشكل الاجتماعي)، وذلك طبقاً للتقاليد الخطابية(للقرن 19)، اى تأثير علوم الأحياء(البيولوجيا)، وخاصة “التطورية الدارونية”، بل وطغيان وهيمنة مفاهيمها ومصطلحاتها، ليس على حقول”العلوم الانسانية” فقط، بل علي العلوم التطبيقية/البحتة ايضاً.
(*) من الدرس الافتتاحي لـ “مختبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب” (2005)