الكتاب: موسُوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم – PDF
مرجع موسوعي رائد في التراث العربي الإسلامي

تُعَدّ موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم من أعظم الموسوعات التراثية التي خلفها لنا الفكر الإسلامي في ميدان الاصطلاحات العلمية والفنية. ألّفها محمد علي التهانوي، أحد أعلام القرن الثامن عشر الميلادي، وجعل منها عملا شاملا يضم آلاف المصطلحات والتعاريف التي تعكس ثراء العلوم الإسلامية والعالمية آنذاك.
هذه الموسوعة ليست مجرد معجم لغوي، بل هي عمل موسوعي يجمع بين الدقة العلمية والتوثيق التاريخي والتحليل الاصطلاحي، مما جعلها مرجعا لا غنى عنه للباحثين في مجالات الفلسفة، العلوم، الفنون، والآداب.
- مؤلف الموسوعة: محمد علي التهانوي
التهانوي عالم موسوعي من شبه القارة الهندية، عاش في القرن الثامن عشر، وكان ملمّا بمختلف الفنون والمعارف التي انتشرت في الحضارة الإسلامية آنذاك. تميز بمنهجه الدقيق في جمع المصطلحات، حيث اعتمد على كتب الأصول والمعاجم الكبرى، وأضاف إليها شروحا وتفصيلات توضح الخلفيات النظرية والعملية لكل مصطلح. وقد انعكس ذلك على موسوعته التي صارت مرجعا عالميا في تاريخ العلم والمعرفة.
- بنية الموسوعة
تتكون موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم من مجلدات ضخمة، مرتبة وفق نظام ألفبائي يجعلها أشبه بالمعاجم الحديثة. وتضم:
- تعريفات دقيقة للمصطلحات.
- الإشارة إلى الاستخدامات المتعددة للكلمة في سياقات مختلفة.
- ذكر المراجع الأصلية التي استقى منها التعريف.
- شروح تفصيلية تربط المصطلح بميدانه (الفقه، الطب، المنطق، الرياضيات، الفلك، البلاغة، الفلسفة، وغيرها).
وقد بلغ عدد الاصطلاحات المشروحة في الموسوعة آلاف المصطلحات، مما يعكس حجم الجهد الموسوعي الكبير الذي بذله التهانوي.
- أهمية موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم
- مرجع علمي موسوعي: تُعدّ من أوائل الأعمال العربية التي جمعت بين معجم الاصطلاحات العلمية والفنية في كتاب واحد.
- حفظ التراث العلمي: أسهمت في حفظ المصطلحات العربية والإسلامية من الضياع، ونقلت إلينا إرثا علميا متنوعا.
- التكامل المعرفي: جمعت بين علوم الشرع والعقل، مما يُبرز شمولية المعرفة الإسلامية.
- مقارنة بالمعاجم الأوروبية: تعتبر الموسوعة رائدة في منهجها، وتسبق في بعض جوانبها محاولات أوروبية لاحقة في توثيق المصطلحات العلمية.
- قيمة أكاديمية وبحثية: لا تزال مرجعا رئيسيا للباحثين في الدراسات الإسلامية وتاريخ العلوم والفلسفة.
- أثر الموسوعة في الدراسات المعاصرة
أصبحت موسوعة التهانوي مادة أساسية للتحقيق والدراسة في الجامعات ومراكز البحث. وقد أصدرت دور نشر عربية وأجنبية طبعات محققة منها، لتلبية حاجة الباحثين إلى مصدر يربط بين اللغة والتراث والعلوم الكونية. كما أدرجت في مشاريع رقمية وموسوعات إلكترونية، ما ساعد في إتاحتها للقراء والدارسين حول العالم.
- خلاصة:
تمثل موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم علامة فارقة في مسيرة الفكر العربي والإسلامي، فهي ليست مجرد معجم اصطلاحي، بل هي موسوعة شاملة تنقل إلينا صورة متكاملة عن حركة العلم والمعرفة في الحضارة الإسلامية.
إن دراسة هذا العمل وإتاحته للأجيال الجديدة يسهم في إعادة الاعتبار للتراث العلمي العربي، ويكشف عن ريادة المسلمين في تأسيس قواعد الموسوعات العلمية والمعرفية قبل عصر الموسوعات الحديثة.