علوم

الألم، والمتعة، والصالح العام

في هذا الاستعراض التاريخي العلمي الآسِر لمسألة النفعية، ترسم كاثي جير مسار النظرية الأخلاقية التي تَعتمِد على “الخير الأعظم للعدد الأكبر من الناس”. فعلى مدار 200 عام، تخللت النفعية الكثير من الأبحاث في الطب وعلم النفس؛ فاعتُبِر أن الألم الذي يلحَق بالأفراد يقدِّم نفعًا أكبر، وبرنامجًا للسياسات الاجتماعية.


فقد نُظِر، على سبيل المثال، إلى أن تخفيض المعونة للفقراء “ينقذ” المجتمع من الكسل الذي مِن المفترَض أن هذه المعونة تشجعه.


يأخذنا سرد جير الجذّاب إلى جلسات الاستماع التي عُقِدت في عام 1973 بخصوص دراسة توسكيجي لداء الزهري المشينة السمعة. فعلى مدار أربعة عقود، راقبت خدمة الصحة العامة الأمريكية تطوُّر مرض الزهري لدى المئات من فقراء الرجال الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، الذين لم يتم إعلامهم بإصابتهم بالمرض، أو إمدادهم بالعلاج له.


وتحطمت المزاعم الطبية بخدمة الصالح العام، ومع ذلك، تعاود الروح التي غلبت على هذه الدراسة الظهور في مجال الاقتصاد السلوكي، من خلال دَفْعنا إلى التفكير في أن قولبة الكثير من الناس – دون الحصول على موافقتهم – في قالب القلة منهم، من المفترض أنها “تنقذنا” من لا عقلانية ما متأصلة. وتؤكد جير – عن حق – على أننا يجب أن نكون حذرين مِنْ أن تُبَرِّر الغايات “النبيلة” أيّ وسيلة لتحقيقها.


  • ترجمة :

أليكس هازلام: أستاذ علم نفس، حاصل على الزمالة الأسترالية في جامعة كوينزلاند ببريزبان.


المصدر : مجلة نيتشــر العلمية / النسخة العربية.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى