كتب بصيغة Pdfنقد

التعليم العالي والمِنح في تركيا: قوة ناعمة

  • القوة الناعمة ومواردها

يعد هذا المصطلح من المصطلحات الحديثة في عالم السياسة، وقد أخرجه إلى الوجود السياسي الأمريكي جوزيف ناي في كتابه ملزمون بالقيادة 1990، ثم زاده إيضاحاً في صفحات من كتابه مفارقة القوة الأمريكية 2001، ثم أفرد له كتاباً في العام 2004 وسماه القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية.

ويحدد ناي في كتابه للقوة أنماطاً ثلاثة: القوة العسكرية والاقتصادية والناعمة[1]، معرفاً الأخيرة بأنها “القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام أو دفع الأموال”[2]. فالقوة الناعمة على عكس القوة العسكرية الصلبة تعتمد على خلق الجاذبية التي تعمل على إقناع الطرف الآخر بتحقيق أهدافك دون إدراك منه لذلك، أو تمنحك القدرة على التأثير في جدول أولوياته.

وموارد القوة الناعمة لأي بلد عند ناي ثلاثة وهي:

– ثقافته (في الأماكن التي تكون فيها جذابة للآخرين).

– قيمه السياسية (عندما يطبقها بإخلاص في الداخل والخارج).

– سياساته الخارجية (عندما يراها الآخرون مشروعة وذات سلطة معنوية أخلاقية)[3].

  • التعليم العالي والمنح في تركيا

مقومات القوة الناعمة التركية تم تفعيلها بشكل كبير بعد تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد السلطة في البلاد (2002). ويعد البروفيسور أحمد داود أوغلو، منظر السياسة الخارجية التركية في السنوات الـ15 الأخيرة، من المفكرين الذين اعتمدوا بشكل كبير على أدوات القوة الناعمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في صياغة صورة “تركيا الجديدة” داخلياً وخارجياً.

وقد لاقت هذه السياسة نجاحاً كبيراً في مناطق الحكم العثماني سابقاً، بحيث تحولت تركيا إلى دولة نموذج في منطقة آسيا الوسطى والبلقان والشرق الأوسط، تتطلع إليها الأنظار وتحاول الاقتداء بخطواتها، وهو الدور الذي لخصه داود أوغلو بقوله: “نجاح تركيا لا يحدده الدور الذي تتخيله تركيا لنفسها في المنطقة، لكن بكيفية تصور المنطقة لدور تركيا”[4].

وقد أجرى مركز زغبي الدولي في آذار ونيسان من عام 2002 استطلاعاً للرأي حول نظرة العرب إلى 13 بلداً غير عربي، في مصر والأردن والسعودية والمغرب ولبنان والكويت والإمارات، وكانت النتيجة تصنيف المستطلعين لتركيا في المرتبة الثالثة بعد أمريكا وإسرائيل كأكثر الدول سلبية[5].

في حين أظهر استطلاع للرأي أجرته “المؤسسة التركية للدراسات الاقتصادية والاجتماعية” (TESEV) عام 2011 في 15 دولة عربية وإيران، تغيراً كبيراً في رؤية شعوب تلك الدول لتركيا؛ فقد حصلت على المرتبة الأولى في الدول التي حازت أفكاراً إيجابية 70%، واعتبر 61% منهم أن تركيا تمثل نموذجاً لدول المنطقة ما بعد الربيع العربي، كما كانت الأولى في نظر المستطلعين حول أقوى اقتصادات المنطقة في السنوات العشر القادمة[6].


[1] القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية، جوزيف س ناي، ترجمة محمد توفيق البجيرمي، العبيكان، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1428هـ، 2007م، ص60.

[2] القوة الناعمة، المصدر السابق، ص 12.

[3] القوة الناعمة، المصدر السابق، ص 32.

[4]الشفرات الجيوسياسية في آراء داود أوغلو تجاه الشرق الأوسط، أمره أرشن، مجلة رؤية تركية، على الرابط: http://rouyaturkiyyah.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF-6%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%84/

 Arap Dünyasında Türkiye Algısı; Yazar Prof. Meliha Benli; Yorum Dr.Mustafa Ellabbad; Tükiye Ekonomik ve Sosyal Vakfı (TESEV); TESEV Yayaınları; Haziran 2010; p12.[5]

[6] ; Ortadoğu’da Türkiye Algısı 2011;Mensur Akgün ve Sabiha Senyücel Gündoğar; Tükiye Ekonomik ve Sosyal Vakfı (TESEV); TESEV Yayaınları; Ocak 2012; P6. ،


للاطلاع على الدراسة كاملة 

 

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى