اقتباسات

الشخصية الروائية في مُتخيَّل المُتلقي

تستَلِبُ الشخصية أو البطل في الرواية لُبّ القارئ وتُسيطر عليه، حُبّا وبُغضا؛ تقبُّلا وكُرها..، فكلما استطاع القارئ أو المُتلقي فك شيفرة اللغة في النص، كلما تجسدت له وفيه تلك الشخصية وسيطرت عليه وتقمصته.


فإذا حَزنتْ حَرِنَ معها؛ وإذا فَرِحتْ أحس بالفرح، وإذا كانت في خطر أحس هو الآخر بالخطر. لكن الأثرَ والصدى المادي للمُتلقي؛ لا يُرى أبدا على الشخصية، فإذا عطس أو سعل وهو يقرأ؛ فإنه لا يتصور ولو لوهلة أن ذلك يحدث للشخصية، إننا هنا أما حلول الشخصية في القارئ وتأثيرها عليه بشكل كامل دون حصول مفعول عكسي لهذا الحلول.


حتى الملابس التي يَلبسُها القارئ لحظة القراءة لا يُسقطُها إدراكُه ومخيلتُه على الشخصية؛ في حالة تم عرضها دون توصيف أو وصف لملبوسِها، (وقد يحدث أن يقع ذلك)، عندها؛ تقوم مُخيلة القارئ بنسج وابتكار لباسٍ أو زيّ يتواءم مع حالة وظروف الشخصية – فقر – غنى – بؤس – عمل …،


هذه الدرجة من التأثر تكون أكثر فاعلية وقوة لدى القارئ المُتمكن أو المحترف، وأقل مع المتلقي مُتوسط ومحدود التجربة القرائية، وضعيفة للغاية مع القارئ محدود الإجادة للغة النص.


إن التجلي والحلول والانصهار والاندماج مع مكونات النص الروائي يكون بقدر التجربة أولا؛ ثم بقدر التقبّل والاستعداد اللغوي والنفسي والتخيُّلي لاقتحام النص وخوض غمار أحداثِه مع شخصياتِه.


الحسين بشوظ ـ السرد التجربي ـ أنيس الرافعي نموذجا / اقتباس.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى