المكتبات الجامعية في الوطن العربي
نشرنا طيلة الأيام الماضية صورا لعدد من المكتبات الجامعية والوطنية الغربية، وكانت كلها أقرب إلى الخيال من حيث التصميم والمحتوى والخدمات.
في المقابل يختلف الوضع تماما في غالبية الدول العربية حيث تعاني الغالبية الساحقة من مكتبات الجامعات في العالم العربي، من مشكل التنظيم والتسيير وعدم الكفاءة والفاعلية، بدءً بصعوبة وبدائية جرد الكتب والمراجع، حيث غالبية هذه المكتبات مازالت تعتمد الجرد اليدوي (نظام الاستمارة)، حيثُ تصلُ المدة الفاصلة بين تسليم الاستمارة واستلام المرجع إلى ساعة أحيانا.
أما الحواسيب التي تؤثَّثُ بها فضاءات المكتبة في بعض الكليات فمُعظمها للزينة فقط، ولإغراء البعثاتِ العلمية والوفود الزائرة، فمعظمها تالفٌ وعاطل ولا تتم صيانَتُه، باستثناء حاسوبٍ أو اثنين، وتجدُهما ينتميان إلى الجيل الأول من الحواسيب البدائية وغير موصولة بشبكة الأنترنت.
ناهيك عن حالة الخلط المريعة بين كُتُبِ مُخْتَلِفِ الشُّعَبِ والتخصصات، وليس انتهاءً بمشكل النسخة الفريدة. بالإضافة الى غياب سياسةٍ علميةٍ ومنهجية في مواكبة جديد الإصدارات، وإمداد هذه المكتبات بالمراجع التي تجِدُّ على الساحة العلمية والأدبية والفكرية، وتجويد خدمة النسخ.
أما الأطر المشرفة على المكتبات الجامعية، فالغالبية الساحقة منها غير مُدربة، ومغمورة في مجال الخدمة المكتباتية، وتفشكل في كثير من الأحيان في الوصول إلى العناوين المطلوبة.
أضف الى ذلك كلِّه مشكلَ الاكتظاظ، وضعف التجهيزات وغيابِ فضاءات مثالية ومناسبة تليق بالمكتبة الجامعية.