“أرخبيل الفزع” – إصدار جديد للقاص المغربي أنيس الرافعي.

تصدر لي، بعد أيام قلائل ، عن دار خطوط وظلال الأردنيّة ، كرّاسة محكيات المعزل، تحت عنوان ” أرخبيل الفزع “. وأريد أن أهتبل هذه المناسبة كي أحتفيّ بنفسي. كي أحتفل بالكتاب رقم (20) في مسيرتي الأدبيّة المتواضعة بين أضاميم قصصيّة و مختارات ومؤلّفات تجميعيّة، قيّض لي أن أطلقها في سماء النشر، بطبعات متعدّدة، وعن دور نشر مختلفة في كلّ من مصر و المغرب والأردن وسوريا والجزائر.

فامتناني العميق لكلّ الناشرين الأصدقاء والقرّاء الكرام الذين وثقوا بحدوسي اللامرئيّة ، وواكبوا مساري الحثيث ، في مغامراته الجماليّة، وتوغّلاته الفنّيّة، التوّاقة إلى جغرافيات جديدة للتخييل المختلف . لم أتوقّف عن الكتابة منذ 25 سنة، ولا أرغب في التوقّف نهائيّا. إذ أتطلّع لاجتراح أسفار أخرى، بمرجعيات وطروس وأسانيد مستحدثة و جسورة في كلّ مرّة ، و أقصى ما أتمناه هو أن يسمح العمر المتدحرج صوب السفح بذلك.

أتوق أيضا لمزيد من الابتعاد الصّحّيّ عن الحياة الأدبيّة وعن مهاتراتها الخاوية وغير المفيدة . أترجّى أن أكون في مكان بعيد هادئ أجهزه مباشرة أمام شاطئ البحر، بمنجاة من عقوبة الوظيفة ، كي أتفرّغ لإخراج مؤلفات أخرى تستقرّ بدواخلي مثل حصان النحات “هنري مور” القاطن بجوف الحجر ، و كذا كي أفرغ كياني من حوادث الخارج و تفاصيل كائناته اللاغطة . فلكم أعجبت دائما بالمؤلّف الموسيقيّ داخل حجرته العامرة بالآلات و الكاتمة جدرانها للأصوات. جميع النوتات تصبّ بداخل أقاليم روحه دفعة واحدة، ولا تنفذ منها إلى أقطار الخارج كسرة نغم واحدة .