فرضية السعادة

استكشاف الحقيقة الحديثة في ضوء الحكمة القديمة

“فرضية السعادة”، هو كتاب للمؤلف وعالم النفس “جوناثان هايدت”، صدر عام 2006، ويهدف إلى استكشاف كيفية تفاعل الفلسفات القديمة مع علم النفس الحديث لفهم مفهوم السعادة وتحقيقها. يجمع هايدت في كتابه بين تعاليم الحكماء القدامى مثل أفلاطون، بوذا، والمسيح، مع أحدث الدراسات النفسية، ليكشف عن رؤى لا تزال ذات صلة بحياة الإنسان في العصر الحديث.

يركز الكتاب على مواضيع رئيسية مثل الفضيلة، السعادة، والإنجاز، مقدما رؤية علمية وعملية حول كيفية تحقيق حياة أكثر توازنا ورضا.

جوهر الحكمة: يبدأ الكتاب بمقدمة توضح الهدف الأساسي للمؤلف، وهو تلخيص الحكمة الإنسانية في عشر أفكار رئيسية تُقدم عبر فصول الكتاب. يسعى هايدت إلى توضيح هذه الأفكار بأسلوب بسيط وسهل الفهم، مما يجعلها متاحة للقارئ العادي.

يستشهد هايدت بدراسة أجراها كل من ميهالي تشيكسينتميهالي، هاوارد غاردنير، وويليام دامون، حيث قدموا مفهوم “الرابط الحيوي”، الذي يؤكد على أن العمل ذو القيمة يمنح الإنسان الشعور بالمعنى والهدف. ومع ذلك، فإن الروابط الأخرى في الحياة، مثل الروابط النفسية، الجسدية، والثقافية-الاجتماعية، تلعب دورا محوريا في تحقيق التوازن. يرى هايدت أن الدين يعد آلية متطورة تساهم في خلق هذه الروابط وتعزيز الإحساس بالمعنى.

يشير الكاتب إلى أن تحقيق حياة متكاملة يتطلب إيجاد توازن بين الدين والعلم، بين الثقافات الشرقية والغربية، وبين الحداثة والتمسك بالتقاليد. يؤكد هايدت أن “كلمات الحكمة تمر بنا طوال الوقت، ولكن فقط عبر الاستفادة من مصادر متنوعة يمكننا أن نصبح حكماء”.

حظي كتاب “فرضية السعادة” بتقييمات إيجابية من قبل النقاد. في مراجعة نُشرت في مجلة “Nature”، أشار دانييل نيتل إلى أن “التشابه بين تعاليم الحكماء القدماء حول كيفية العيش وأبحاث علماء النفس المعاصرين حول الصحة العقلية أمر مذهل بالفعل”.

أشاد نيتل بمعرفة هايدت الواسعة في مجال علم السلوك، معتبرا الكتاب من أهم المساهمات في حركة علم النفس الإيجابي.

وفي مراجعة أخرى، كتب جيمس فلينت في صحيفة “الغارديان”: “لم أقرأ من قبل كتابا يعرض الفهم المعاصر للنفس البشرية بهذه البساطة والوضوح والمنطق”. أما كريستوفر هارت في صحيفة “التايمز”، فقد وصف الكتاب بأنه “إنساني، ذكي، ومريح… يجمع ببراعة الأفكار الثقافية القديمة مع علم النفس الحديث”.

Exit mobile version