التجاهل التكتيكي: استراتيجية سلوكية لإدارة غضب وانفعالات الأطفال

التجاهل التكتيكي (أو ما يُعرف بالتجاهل المُخطط)، هو أحد الأساليب السلوكية المتقدمة في التعامل مع السلوكيات الساعية لجذب الانتباه. ويُستخدم هذا الأسلوب بشكل خاص حينما يُظهر الطفل سلوكا غير لائق هدفه الحصول على رد فعل – سواء إيجابي أو سلبي – من البيئة المحيطة.

تستند هذه المقاربة إلى مبادئ تحليل السلوك التطبيقي (ABA) وتقوم على الامتناع عن منح السلوك غير المرغوب فيه أي نوع من التعزيز، في مقابل تعزيز السلوك البديل الإيجابي.

يعني التجاهل التكتيكي عدم إظهار أية استجابة سلوكية تدل على إدراك السلوك غير المرغوب فيه: فلا يُجرى تواصل بصري، ولا يُستخدم أي تعبير لفظي أو جسدي، رغم أن الشخص (المربي أو الوالد أو المعلم) يبقى يقظا تماما لمتابعة السلوك وضمان عدم تطوره إلى خطر على الطفل أو الآخرين. وتُستخدم هذه الاستراتيجية غالبا مع السلوكيات التي لا تُسبب ضررا مباشرا ولكنها تُكرر بهدف جذب الانتباه مثل:

الديناميكيات النفسية خلف السلوك

تشير دراسات تحليل السلوك إلى أن السلوك الذي يتم تعزيزه – حتى لو بطريقة سلبية مثل الغضب أو الصراخ – غالبا ما يُعاد إنتاجه. لذلك، فإن أي استجابة لسلوك غير مرغوب فيه (كالتوبيخ أو التأنيب) قد تُعتبر تعزيزا من وجهة نظر الطفل. وعليه، فإن أفضل ما يمكن فعله في بعض الحالات هو “عدم فعل شيء” – أي استخدام التجاهل التكتيكي.

لا يعمل التجاهل التكتيكي وحده في معظم الحالات، بل يجب أن يُدعم بالتعزيز الإيجابي للسلوكيات البديلة المرغوب فيها. فإذا توقف الطفل عن الصراخ أو العبوس، يجب مكافأته مباشرة بمديح لفظي، أو عناق، أو نشاط محبب. ومن الأفضل أن تكون المكافأة:

ضوابط استخدام التجاهل التكتيكي

رغم فعالية هذا الأسلوب، إلا أن هناك شروطا لاستخدامه:

  1. أمان السلوك: لا يُستخدم إذا كان السلوك ينطوي على خطر على الطفل أو الآخرين.
  2. الاتساق: يجب أن يكون جميع البالغين في بيئة الطفل على دراية بالخطة السلوكية ويطبقونها باستمرار.
  3. التحليل المسبق: يجب تحديد ما إذا كان السلوك فعلا يسعى لجذب الانتباه أم له وظيفة أخرى (كالتهرب أو طلب شيء معين).

التطبيق العملي

في حالات مثل:

يكون الرد الفعّال هو تجاهل هذه التصرفات، مع مكافأته عندما يستخدم كلمات لطلب ما يريد أو يظهر سلوكا أكثر نضجا.

التجاهل التكتيكي أداة فعالة جدا إذا استُخدمت ضمن خطة سلوكية شاملة تتضمن تعزيز السلوك الإيجابي وتعليم مهارات بديلة. إنها استراتيجية تحترم نمو الطفل النفسي وتُعزز استقلاليته، وتُجنب المربي الوقوع في فخ الاستجابات العاطفية التي قد تزيد من تفاقم السلوك غير المرغوب فيه.

المراجع:

  1. Cooper, J. O., Heron, T. E., & Heward, W. L. (2020). Applied Behavior Analysis (3rd ed.). Pearson.

  2. Miltenberger, R. G. (2016). Behavior Modification: Principles and Procedures (6th ed.). Cengage Learning.
  3. Alberto, P. A., & Troutman, A. C. (2019). Applied Behavior Analysis for Teachers (10th ed.). Pearson.
  4. Horner, R. H., & Sugai, G. (2015). “School-wide Positive Behavioral Interventions and Supports: History, Defining Features, and Misconceptions.” PBIS.org.
  5. McDowell, J. J. (2013). Theoretical Foundations of Behavior Therapy. Springer.
  6. O’Neill, R. E., et al. (2015). Functional Assessment and Program Development for Problem

  7. Behavior: A Practical Handbook (3rd ed.). Cengage.

Exit mobile version