أديبات في فصول - محاورات

فاطمة بن محمود: “أعتقد أنّي منشغلة بالإنسان الآن وهنا”

 

  •  كما نقدّمها لقارئيها ومتابعيها وإن حاولنا الاختصار:

ولدت فاطمة بن محمود بتونس العاصمة، وفي كليّة 9 أفريل للعلوم الانسانيّة والاجتماعيّة واصلت دراستها الجامعيّة في اختصاص الفلسفة الذي تحصّلت فيه على الأستاذيّة، ومنه انتقلت للتدريس بالمعاهد الثانويّة.

 أديبتنا فطم الشعر والنثر بين أناملها. فوهبتنا دواوين شعريّة بلغت إلى حدود إنجاز هذه المحاورة حدّ الخمسة (“رغبة أخرى لا تعنيني”، 1998. “ما لم يقله القصيد”، 2006″ الوردة التي لا أسمّيها ، 2008. ” لا توقظ الليل “دار الثقافية للنشر، 2013. “ما لا تقدر عليه الريح ” دار ميارة للنشر، 2019). أمّا النثر فقد كتبت أوّلا، في الرّواية ولها اثنتان: ” امرأة في زمن الثورة”، منشورات كارم الشريف، تونس، 2011. و” الملائكة لا تطير “، دار زينب للنشر، تونس، ط 1 2020. وثانيا في القصّة القصيرة جدا: “من ثقب الباب”،   دار الوطن، المغرب، 2013. و” غابة في البيت “، دار المنتدى، تونس، 2016. وثالثا، في النصوص المفتوحة :”أحلام تمدّ أصابعها”،  دار الوطن، المغرب، 2012. ورابعا، في اليوميّات:  “صديقتي…. قاتلة”، دار الكتاب، تونس، 2022.

 نالت كتاباتها النثريّة والشعريّة اهتمام العديد من الباحثين/ات والأكاديميّن/ات والمترجمين/ات، ومنحتها تكريمات عديدة من تونس وخارجها، وسعى المتابعون/ات للشّان الثقافي أن يتواصلوا معها فكانت لها لقاءات والمتابعات التلفزيّة وأجريت معها الحوارات والمحاورات، ولذلك اختارها المجمع التونسي للآداب والعلوم والفنون ( بيت الحكمة) من أبرز الشخصيّات التونسيّة والأدبيّة في النصف الثاني من القرن العشرين.


لشخصيّة فاطمة بن محمود أبعاد أخرى لا ينبغي أن نغفل عنها، فقد كانت عضوة للعديد من الجمعيّات بل ومؤسّسة لها من قبيل ” جمعية الكاتبات المغاربيات بتونس”، سنة 2017، وهي أيضا عضو مؤسّس للمكتب التنفيذي للاتحاد العربي لأندية القصّة، في الخرطوم 2017، وعضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب التونسيين ” مستقيلة ” دورة 2011-2013، وغيرها من العضويّات. شاركت في المهرجانات الأدبيّة الوطنيّة والدوليّة. 

لم تكتف أديبتنا بالنثر والشعر بل كتبت مقالات في النقد الأدبي في مجلّات وفي أعمال جماعيّة بتونس وبالبلدان العربيّة. وانقادت للنشاط الإعلامي مطواعة توّاقة، فاشتغلت بالصحافة المكتوبة والمسموعة، وحتّى الالكترونيّة. وهامت بالتصوير الفوتوغرافي والسينما والفنون التشكيلية، لترسم لنفسها حياة حيّة بأفانين الخلق والإبداع.

كانت لنا معها هذه المحاورة:  

فاطمة بن محمود، كيف تقدم نفسها لقارئيها ومتابعيها؟

     لا أعتقد أني معنيّة بأن أقدّم نفسي للآخرين، أنا أكتب ومنجزي الأدبي هو أفضل من يقدّمني ويرسم صورة تقريبيّة عن ملامحي الشخصيّة وعن مشروعي الأدبي وهي دعوة أوجّهها لقارئ محتمل أن يقرأني بعين محايدة ومنحازة للواقع التونسيّ والعربيّ ويفكّر قليلا في الأسئلة التي أطرحها في مختلف الأنماط الإبداعيّة التي أكتبها بدءا من الشعر ومرورا بالرواية وانتهاء باليوميّات..

– ما مدى صدى  الشّأن النسوي في كتاباتك؟

     أعتقد اني منشغلة بالإنسان الآن وهنا، غير أني بطبعي أنحاز أكثر في ما أكتبه للفئة المضطهدة والمقموعة والمهمّشة وهذا ما يجعل الانسان الذي أكتب عنه وفيه هي المرأة بما هي الحلقة الأضعف والكائن المنسيّ والذي يعاني بشدة من ثقل الموروث الثقافي ومن تسلط المجتمع واضطهاد الوعي الذكوري لها.

من هذا المنطلق يبدو أنّ المرأة تستأثر بجانب هامّ من مشاغلي الإبداعيّة لذلك أجد نفسي أكتب بمشرط حاد من أجل إعادة طرح الأسئلة الضروريّة حتى تستعيد المرأة انسانيّتها في مجتمع يسوده التخلف والجهل ويجعلها تتحمل أكثر من الرجل التسلط وتعاني الغبن. 

 – ما موقفك من الشأن الثقافي وما الذي يمكن أن تقدّميه للحراك الثقافي التونسي والعربي؟

     المشهد الثقافي التونسي يحتاج ايمانا من السياسيّ أنه يمكن أن يكون عنصر تنمية ويساهم في الحراك الاقتصادي ويمثل واجهة للبلاد غير أن السياسي لا يهتم بالقطاع الثقافي ويعتبر أنه فعل بلا قيمة اعتباريّة يكفي ان تلاحظي ان مدينة الثقافة تحمل اسم رجل سياسة وليس اسم علم ثقافي حتى نفهم ان السياسي لا يؤمن بالمشهد الثقافي في ذاته ولا يحترم مبدعيه.

     بالنسبة إلي الفعل الذي أقوم به بمتعة هي الكتابة وهي فعلا طوق نجاة حتى لا أغرق في اليومي ولا تستنزفني ضغوطات الحياة ولا تربكني هشاشة الواقع، لذلك أعتقد أن ما أقدمه يعني العالم لاني اطرح أسئلة اعتبرها حقيقيّة و تستجيب للحظة تشظي تعيشها ذات قلقة تعيش على ظهر هذا الكوكب / القرية غير ان المشهد الادبي التونسي.

وهذا شأنه منذ أبي القاسم الشابي لا يهتم كثيرا لأبنائه ويترك فرصة اكتشافهم للآخرين وهذا ما حدث معي اذ أجد أن مكانتي عربيا أفضل مما أنا عليه في بلادي وان كان يسعدني طبعا أن يحتفي بي العديد من النقاد من الوطن العربي وأن تحمل جائزة عربيّة اسمي في دورتها الأولى فضلا عن الدعوات في فعاليات أدبية دولية ولقاءات إعلاميّة متنوعة غير أن سعادتي تكون كبيرة أيضا إن وجدت مساحة من الاعتراف الرسمي بموهبتي واحتفاء بمنجزي الأدبي الذي بلغ خمسة عشرة إصدارا حتى الآن فضلا عن أكثر من مخطوط ينتظر فرصته للبروز.

هاجر منصوري

دكتورة في الدراسات الحضاريّة، نالتها حول موضوع " تمثّل المرأة في الخطابين السني والشيعي". ومن قبلها رسالة التعمّق في البحث وكان موضوعها " رواية الحديث بتاء التأنيث". تُعنى بتحليل الخطاب حول النساء ( الديني، السياسي، الإعلامي، الثقافي، الأدبي...). ولها مقالات مُحكّمة في هذا الصدّد، فضلا عن مشاركاتها في ندوات وطنيّة ودوليّة؛ تُساهم فيها من أجل التمكين النسائي في جميع المجالات الحياتيّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى