- تمهيد
يعيش العالم اليوم؛ تحولا رقميا وتكنولوجيا سريعيْن، ينعكس بشكل كبير على مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية واللغوية وغيرها.
ويعتبر قطاع اللغة محور كل المجالات والبؤرة التي تتقاطع عندها كل هذه الفروع. وعليه، فإن العناية بهذا القطاع ومواكبة التطورات التي تلحق به، أصبح أمرا غاية في الأهمية.
شرع العمل في المعالجة الآلية للغة العربية بدراسات متواضعة، اقتصرت على توظيف الحاسوب للقيام بعمليات إحصائية لمفردات اللغة، وذلك بتجميع المعطيات من أجل حفظها أو أرشفتها، وسرعان ما تطورت هذه الدراسات لتشمل معالجة اللغة الطبيعية.
فقد تم تعريفها في أول مؤتمر علمي انعقد بهذا الشأن سنة 1965 بتعريف مضمونها:” علم جديد تتقاطع فيه اللسانيات مع جهاز صوري تفرزه العلوم المنطقية الرياضية، يخضع للقيود التي تفرضها الآلات المعدة للمعالجة الآلية للمعلومة، ويؤدي البحث في هذا المجال إلى إنشاء نموذج خوارزمي” (Léon Jacqueline, 1992 : 25-44).
إن الغاية التي ينشدها الحاسوبي من توصيف اللغات الطبيعية حاسوبيا هي الوصول بالآلة إلى مرتبة الكفاية اللغوية التي يملكها الإنسان كي يصير الحاسوب قادرا على استعمال اللغة في وضع الفهم والإنتاج والتحليل.
وعلى هذا الأساس، تصبح مهمة معالجة اللغة آليا تتشاكل فيها جهود كل من اللسانيين وعلماء البرمجيات والذكاء الاصطناعي وعلماء الأحياء والتشريح العصبي وغيرهم من المتخصصين.
- بيانات الكتاب:
عنوان الكتاب: مباحث نحوية ولسانية.
تأليف: مجموعة من أساتذة اللسانيات.
المقال: “دور اللسانيات الحاسوبية في تطوير استعمالات اللغة العربية”. تأليف: د؛ حكيمة خمار.
الناشر: منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط.
تاريخ النشر: 2021.