هذه الرسالة مدعمة بالحجج التي دعتهم إلى تقرير هذه الأحكام. إن الهدف من هذه الرسالة هو الوقوف على ما استدل به النحاة الأوائل من أدلة نقلية أو عقلية خلال القرن الثالث الهجري لدراستها وبيان مدى توفيقهم فيها، والترجيح بين الحجج إن كان هناك مجال للترجيح. وقد حصر عنوان الرسالة بهذه الحقبة الزمنية لأن نضج علم النحو وتقرير قواعده وأحكامه قد تما فيها.
فنحن نرى هذا النضج جلياً في كتاب سيبويه، ومعاني القرآن للفراء، والمقتضب للمبرد، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج، وغيرها من الكتب. ولا نكاد نجد بعد هذه المدة قواعد وأحكام نحوية أضيفت إلى قواعد الأقدمين. وما ذكر من حجج بعدها إما أن تكون تأييداً لنحاة أولين في آرائهم أو ردوداً عليهم.
وهكذا جاءت هذه الرسالة في تمهيد وستة فصول وخاتمة. تناول التمهيد معنى الحجة لغة واصطلاحاً، والمقصود من الحجة النحوية، والفرق بينها وبين الاحتجاج النحوي. وتحدث الفصل الأول عن موضوع (المعرب والمبني من الأسماء والأفعال) وجعلته قسمين، القسم الأول (المعرب والمبني من الأسماء)، والقسم الثاني (المبني والمعرب من الأفعال).
وضم القسم الأول مبحثين الأول في المعرب من الأسماء، والثاني في المبني منها. وضم القسم الثاني مبحثين أيضاً، الأول في المبني من الفعال، والثاني في المعرب منها.
وبسط الكلام في الفصل الثاني على المعارف، فبحث موضوع (أعراف المعارف)، وموضوعات في الضمير وفي الاسم الموصول. وتكلم الفصل الثالث على مرفوعات الأسماء ونواسخها.
أما القسم الثاني فهو في نواسخ المبتدأ والخبر، وقد تناول مسائل من (كان) وأخواتها، والأحرف المشبهة بـ (ليس)، وأفعال المقاربة، و(إن) وأخواتها، و(لا) النافية للجنس، و(ظن) وأخواتها، و(اعلم وأرى). وفي الفصل الرابع بحث (منصوبات الأسماء ومجروراتها). وفي الفصل الخامس ذكر موضوعات نحوية متفرقة وبحث الحجج فيها.
أما الفصل السادي -وهو الأخير- فهو عرض ملخص لأنواع الحجج النحوية التي ورد ذكرها في الفصول السابقة، ولم تقتصر فيه على أمثلة البحث، بل ذكرت أمثلة أخرى لم يرد ذكرها في البحث اشتركت مع ما ذكرته في نوع الحجة.
وبالعودة لمنهاج الباحث نجد ا،ه قد اهتم بما يلي: أولاً: بنى فصول البحث على الموضوعات النحوية، ولم يجعلها على حسب أنواع الحجج لأنه رأى أن الموضوع الواحد قد يحوي أكثر من نوع من أنواع الحجج. ثانياً: قام بتخريج القراءات القرآنية والأحاديث النبوية وأبيات الشعر من مظانها.
ثالثاً: ذكر سنة الوفاة للأعلام الذين ورد ذكرهم في البحث. ومنهجه في ذلك أن يثبت سنة الوفاة في كل فصل في أول ذكر للعلم.
