
تمثل رواية “صورة دوريان غراي“ (The Picture of Dorian Gray) العمل الروائي الوحيد للكاتب والمسرحي الإيرلندي الشهير أوسكار وايلد، وقد صدرت في نسختها الأولى عام 1890م على شكل مسلسل أدبي في مجلة ليبينكوت الشهرية (Lippincott’s Monthly Magazine). لكن ما أثار الجدل ليس فقط مضمون الرواية بل توقيتها وشجاعتها في مواجهة الأعراف الاجتماعية والأخلاقية لعصرها.
- الرقابة والجدل الأخلاقي:
خضعت الرواية لرقابة مشددة قبل النشر، حيث قام محررو المجلة بحذف ما يزيد عن 500 كلمة دون علم الكاتب، بدعوى أن النص الأصلي يتضمن إشارات “غير أخلاقية”. ومع ذلك، أحدثت الرواية ضجة واسعة في الأوساط الأدبية البريطانية، حيث وُجهت اتهامات لويلد بأنه تجاوز حدود اللياقة الأخلاقية، بل وطالب البعض بمحاكمته قانونيا.
- الطبعة المنقحة ودفاع وايلد:
في عام 1891م، أعاد وايلد تحرير الرواية وأضاف فصولا جديدة، لتصدر في كتاب عن دار النشر وارد، لوك أند كومباني. ضمن هذه الطبعة مقدمة أدبية فريدة، قدم فيها وايلد دفاعا فلسفيا وجماليا عن الفن، معتبرا أن الحكم الأخلاقي على العمل الفني يُفرغه من مضمونه الجمالي.
- من رواية إلى نقد ثقافي:
لم تكن الرواية مجرد سرد روائي، بل انطوت على نقد اجتماعي وثقافي حاد للمجتمع الفيكتوري، متقمصة روح المدرسة القوطية ومستلهمة في بنيتها الرمزية أسطورة فاوست، حيث يبيع الإنسان روحه مقابل الشباب والجمال الخالد.
النسختان:
- نسخة المجلة (1890): أكثر اختزالا، وأقرب إلى الفكرة المجردة الصادمة.
- نسخة الكتاب (1891): موسعة، مضمنة بدفاع فلسفي، ومعالجة فنية أعمق.
التحول إلى عمل إذاعي نادر:
في مبادرة ثقافية مصرية متميزة، أنتجت إذاعة البرنامج الثقافي مسرحية إذاعية طويلة مقتبسة من الرواية بعنوان صورة دوريان جراي، وهي من إعداد وبطولة الفنان محيي إسماعيل، وتمتد إلى أكثر من 4 ساعات، بمشاركة نخبة من الممثلين المصريين البارزين.
طاقم العمل الإذاعي:
- بطولة: محيي إسماعيل، عبد الغفار عودة، فاطمة مظهر، مخلص البحيري، وغيرهم.
- إخراج: رضا الجابري
- تسجيل ومونتاج: ألفي إبراهيم، محمود صبري، كريم قمحاوي وآخرون.
- الراوي: الشريف خاطر.
لماذا تعتبر رواية “صورة دوريان غراي” عملا خالدا؟
- لأنها تمزج بين الفن والفلسفة والأخلاق في قالب أدبي جريء.
- ولأنها انتقدت نفاق المجتمع وسطحية الجمال دون مضمون.
- ولأنها ظلت مرجعا أدبيا ونقديا لكل من أراد فهم جوهر الفن في مواجهة السلطة الأخلاقية.