علوم

سد النهضة .. نذيرُ شؤمٍ على السودان ومصر

ظلت مصر تفتخر بأنها هبة النيل وأن مصرَ هي النيل، ولكنها لم تتوقع أبدا أن يكون فناؤها أيضا بمياه النيل، لقد كان المصريون القدامى يُقدمون الحسناوات الجميلات قرابينَ للنيل عندما يفيض عليهم.

ولكن هذه المرة لن يقبل فيضان النيل ببضع حسناوات يُلقيْنَ إليه. بل سيبتلِع ماؤُه الهادر ملايين البشر في طريقِه عبر السودان ومصر ومعهم الحجر والشجر؛ بأمواج يفوق علوًّها 60 متراً


سيؤدي تدمير سد النهضة بصورة تلقائية أو تفجيره إلى انحدار يقذف بنحو 73 مليار متر مكعب من هضبة شمال أثيوبيا من ارتفاع 4000 متر فوق سطح البحر ؛ ليغرق السودان، ويجرف كل السدود لتكون كمية الماء في بحيرة ناصر 207 مليار متر مكعب سوف تقتلع السد العالي لتتحرك المياه بقوة دفع من ارتفاع 76 متر .

قوة الضغط المائي سوف تجرف المدن والقرى والطرق والكباري علي ضفاف النهر بالإضافة إلى تدمير 300 جزيرة بمجرى النهر، وذلك على امتداد مسافة طولها 1536 كم من الجنوب إلى الشمال حيث يسير النهر في اتجاهات متعددة.

سيتم تدمير الدلتا، ويرتفع الماء بين فرعي دمياط ورشيد، مابين 15 إلي 20 متر، وسيُفني ذلك سكان الدلتا وسوف تغرق الفيوم عن بكرة أبيها لأنها تنخفض عن سطح البحر بنحو 45 متر، وستغطي المياه بها مساحة 1700 كم² بارتفاع يقترب من 50 متر.

عدد الغرقى سيتجاوز عشرات الملايين، وسيكون من المستحيل نقل ما يقرب 70 مليون مواطن في وقت واحد، علاوة على المشاكل في إمدادات الطاقة التي قد تلازم الأزمة ، أضف إلي ذلك الدمار الذي سوف يلحق بالبيئة الزراعية والثروة الحيوانية، والمصانع ، والمطارات والقواعد العسكرية في نطاق المياه المنحدرة.

الخسائر قد تتجاوز عدة تريليونات، وقد تتفاوت الخسائر حسب وقت الانهيار وحسب كمية الماء ببحيرة السد العالي الذي سيتم تدميره مع انهيار سد الخراب الاثيوبي.


سد النهضة بالنسبة لمصر والسودان هو سد يوم القيامة الذي يهدد بإفناء مصر والسودان عن بكرة أبيهما وتحويلها إلى بحيرة تحوم فوقها الطيور الكاسرة بحثاً عن الجيف, ستعود مصر والسودان إلى عصر ما بعد الطوفان, أرض بلا حياة.

تخيل كارثة كونية محلية في مصر والسودان فقط .. اغمض عينيك واسرح بخيالك وتذكر مشاهد فيلم (2012) .. تصور مشاهد الفناء المرعبة .. تصور يوم قيامة مصغر يضرب مصر والسودان فقط .. تصور خرابا شاملا لا يبقي حجرا على حجر ..

تصور مشاهد مياه تجرف أمامها مدن وقرى وحياة .. تصور أمواج تكتسح المدارس والكباري والمنازل والمستشفيات وكل شيىء .. تذكر كيف غرقت الاسكندرية والبحيرة في مياه الأمطار وتخيل المشاهد المرعبة.

الاحتمال الأكبر؛ هو أن ينهار السد الاثيوبي, وإلا فأرجو أن يفسر لي أحدهم لماذا تم بناؤُه على بعد 40 كيلومتراً تقريباً من الحدود الإثيوبية السودانية (وهو ما يعني أن أراضي إثيوبيا لن تتضرر تقريباً)
سد النهضة هو سد نهضة شيطان الخراب الذي يفتح فمه وتلتمع أنيابه للانقضاض على مصر، هو سد يوم القيامة الذي سيفني مصر ويُحولها إلى بحيرة ويشطبها من خارطة العالم وسجل الشعوب.


وقد يكون الحل العسكري مقبولاً ومطلوباً ولا غنى عنه قبل تخزين المياه في السد،
ولكن؛ إن بدأ التخزين فقل على مصر السلام, وسيكون أمام مصر إما أن تفنى بالجفاف والمجاعة، أو أن تفنى غرقا, بل سيكون على مصر وقتها أن تحافظ على سد الخراب الإثيوبي وتحرص عليه أكثر من حرص إثيوبيا نفسها عليه، وستضع مصر يدها على قلبها كلما ظهرت تغيرات في التربة الاثيوبية قد تؤدي إلى تصدع السد وانهياره.

هذه لمحة بسيطة جدا من آثار بناء السد الاثيوبي لنتخيل حجم الكارثة قبل أن نتخذ الموضوع مادة للسخرية والتهكم. !!


منقــول

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى