ذياب بن غانم الهلالي: فارس بني هلال الأسطوري

ذياب بن غانم الزغبي الهلالي العامري الهوازني، أمير قبيلة الزغبيين وأحد أبرز فرسان بني هلال وشعرائهم. عاش في العصر ذاته مع أعلام بني هلال مثل أبي زيد الهلالي والأمير الحسن بن سرحان الهلالي، وشكلت سيرته جزءًا مهمًا من الحكايات الشعبية التي روت تغريبة بني هلال من نجد إلى شمال إفريقيا.

اشتهر ذياب بن غانم بدوره المحوري في تغريبة بني هلال، حيث كان البطل الذي قاد القبيلة لتحقيق انتصارات حاسمة. من أبرز بطولاته قتله الزناتي خليفة، حاكم تونس، الذي كان فارسًا قلّ أن يوجد له مثيل في القوة والمهارة.

كان الزناتي خليفة قد أوقع الهزيمة بالعديد من فرسان بني هلال، لكنه سقط في نهاية المطاف على يد ذياب، الذي تمكن من الانتصار عليه في معركة حاسمة فتحت الطريق أمام بني هلال لدخول تونس، ومن ثم السيطرة على مدن مثل القيروان وقسنطينة في الجزائر.

رغم بطولاته الكبيرة، لم يكتسب ذياب بن غانم شهرةً تضاهي تلك التي حازها أبو زيد الهلالي. ويُعزى ذلك إلى بعض الصفات السلبية التي أخذت عليه، مثل:

كانت هذه الصفات سببًا في نشوب خلافات بينه وبين زعماء بني هلال، أبرزها قتله غدرًا لكل من الأمير الحسن بن سرحان وأبي زيد الهلالي، وهو ما أضر بسمعته بين بني قومه.

تختلف الروايات حول مقتل ذياب، لكن أشهرها تشير إلى أنه قتل على يد مخير، أحد أبناء الأمير أبي زيد الهلالي، انتقامًا لمقتل أبيه.

يُقال إن مخير كان بصحبة إخوته من جهة الأم، وتنافسوا فيما بينهم لقتل ذياب. أثناء تسابقهم، استغل مخير الفرصة وسدد طعنة رمحه من الخلف، فأصابه في مقتل، لتنتهي بذلك حياة أحد أعظم فرسان بني هلال.

ظل ذياب شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الشعبي العربي. فهو يجسد التناقض بين الفروسية والنخوة من جهة، والأنانية والاندفاع من جهة أخرى. لعب دورًا بارزًا في تغريبة بني هلال، لكنه دفع ثمن طموحه غاليًا، حيث انقلبت عليه الأحداث، وانتهت حياته غدرًا على يد أبناء القبيلة نفسها.

Exit mobile version