“بجيلة”: قبيلة عربية عريقة بين الأصالة والنفوذ

تنتمي قبيلة بجيلة إلى أصول عربية قديمة، وقد اختلفت المصادر التاريخية في نسبها، فانقسم النسابون إلى رأيين رئيسيين:

أما من جهة النسب النسوي، فقد سُميت القبيلة باسم بجيلة بنت صعب بن علي بن سعد العشيرة بن مذحج، وهي امرأة تزوجت أنمار وولدت له: عبقر، وصُهَيبة، والغَوث، وأشهل، وطريف، وانتسب أبناؤه لأمهم، كما هو مألوف في بعض النسب العربي.

عاشت بجيلة شأنها شأن معظم القبائل العربية قبل الإسلام في إطار الوثنية، وكان لها صنم يُعبد يدعى ذو الخلصة، وهو معبود تشاركت فيه قبائل مثل: خثعم، باهلة، دوس، وأزد السراة، وكان مقامه في منطقة تبالة، الواقعة بين مكة واليمن، ويُحَجّ إليه كما يُحجّ إلى الكعبة.

من أبرز أعلام بجيلة في الجاهلية:

بجيلة في الإسلام: من عبّاد الأصنام إلى قادة الفتح

مع بزوغ فجر الإسلام، تحوّلت بجيلة من الوثنية إلى الإيمان، وكان لها حضور بارز في ميادين الفتح والجهاد.

وقد أكرم عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبيلة بجيلة بعد مشاركتها في فتح العراق بمنحها ربع سواد العراق، وهو ما عزز من وجودهم هناك حتى أصبحت الكوفة أحد معاقلهم الأساسية.

1. في الجزيرة العربية:

2. في العراق:

3. في الشام:

4. في بلاد فارس وخراسان:

5. في اليمن:

بطون قبيلة بجيلة الرئيسية

تتفرع بجيلة إلى عدة بطون كبيرة، منها:

  1. بنو قسر (أو بنو مالك حاليا): ويقطنون جنوب الطائف في تهامة أضم.
  2. بنو أحمس بن الغوث: أحد الفروع التاريخية ذات الأهمية.
  3. بنو فتيان بن زيد بن الغوث: من البطون التي ساهمت في انتشار بجيلة في الجزيرة وخارجها.

إنّ قبيلة بجيلة ليست فقط واحدة من القبائل العربية القديمة، بل هي أنموذج للتحوّل الحضاري الذي شهده العرب من الوثنية إلى الإسلام، ومن التهميش إلى المشاركة الفعلية في إدارة الدولة. فقد استطاعت أن تمدّ جذورها من الحجاز إلى العراق، وأن تترك بصمتها في فارس والشام، وتنتج قادة وأمراء لعبوا أدوارا محورية في الفتح والحكم.

ويظل انقسام نسبها بين العدنانية والقحطانية مرآة للتعقيد الذي يحيط بأنساب العرب، مما يعكس التنقل الكبير الذي شهدته القبائل الكبرى وتأثرها بالسياسات والأحداث الدينية والقبلية على مدى العصور.

الدولة المواقع الجغرافية أبرز البطون والفروع ملاحظات
السعودية جنوب الطائف (تهامة أضم، جبال السراة، حقال، حلية، أسالم) – بنو مالك (قسر) – آل قعيضب – آل جليفي – آل مانع لا تزال تحتفظ بالنسب البجيلي علنا، خاصة بني مالك.
العراق الكوفة، البصرة، الموصل، واسط، الديوانية – البوفتياني – البوجيلي – عشيرة السعيد – آل كشكول يعد العراق معقلا ثانيا لبجيلة بعد الحجاز.
سوريا دمشق، الرقة، حلب، الجولان، الشراة – آل كُبي (من قيس كُبه البجلي) انتقلوا من العراق، واختلطوا بقبائل الشام.
إيران (فارس) بندر ريق، خوزستان، مناطق الساحل الفارسي – بنو صعب البجلي (أسّسوا إمارة بجيلة هناك في القرن 17م) شكلوا إمارة عربية مستقلة في بندر ريق.
اليمن مأرب، الجوف، صعدة (ضمن قبائل مذحج ومراد) – السِرو – بنو هُبيرة (من ذرية المكشوح البجلي) اختلطوا بقبائل مراد ومذحج جنوبا.
الأردن وفلسطين الشراة، النقب، شرق الأردن – عائلات متفرعة من آل كُبي، وأخرى مهاجرة من العراق اندمجوا في قبائل بدوية محلية.
الخليج العربي الكويت، البحرين، قطر، الإمارات – أفراد متنقلون من بطون العراق والسعودية التواجد في الخليج فردي وغير قبلي.

ملاحظات:

Exit mobile version