في المشهد الجيوسياسي العالمي، يعتبر وجود جيش وطني أحد مظاهر السيادة والاستقلال لأي دولة. ومع ذلك، هناك عدد من الدول اختارت عدم امتلاك قوات مسلحة دائمة لأسباب مختلفة، تتراوح بين التاريخية والاقتصادية والأمنية.
يعتمد أمن هذه الدول غالبًا على معاهدات دفاعية مع دول أخرى، أو على وجود قوات أمنية محلية تتولى مسؤولية الحماية الداخلية. في هذا التقرير، سنحلل بشكل معمق الدول التي ليس لديها جيش دائم، مع التركيز على الأسباب والبدائل والتحديات التي تواجهها.
- تحليل الدول بدون قوات مسلحة
1- أندورا
- السبب: التضاريس الجبلية الوعرة جعلت من الصعب على الدول الأخرى غزوها تاريخيًا.
- البديل: أبرمت معاهدات دفاعية مع فرنسا وإسبانيا، وتمتلك جيشًا صغيرًا من المتطوعين لأغراض شرفية.
- الوضع الأمني: تعتمد على قوة الشرطة الوطنية، التي تضم وحدة متخصصة في مكافحة الإرهاب وإنقاذ الرهائن.
2- كوستاريكا
- السبب: ألغت الجيش عام 1949 بعد الحرب الأهلية.
- البديل: قوة الأمن العام، المسؤولة عن إنفاذ القانون والأمن الداخلي.
- الوضع الأمني: جعلها مركزًا للسلام الدولي، وهي مقر لمحكمة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان وجامعة الأمم المتحدة للسلام.
3- دومينيكا
- السبب: تفكيك الجيش عام 1981.
- البديل: نظام الأمن الإقليمي يوفر الحماية.
- الوضع الأمني: تعتمد بالكامل على الشرطة المحلية للدفاع الداخلي.
4- غرينادا
- السبب: الغزو الأميركي عام 1983 أدى إلى حل الجيش.
- البديل: شرطة غرينادا الملكية، التي تشمل وحدة خدمات خاصة.
- الوضع الأمني: الحماية تُدار عبر نظام الأمن الإقليمي.
5- كيريباتي
- السبب: لم تشكل جيشًا قط.
- البديل: وحدة مراقبة بحرية صغيرة.
- الوضع الأمني: تعتمد على أستراليا ونيوزيلندا بموجب اتفاق غير رسمي.
6- ليختنشتاين
- السبب: ألغت الجيش عام 1868 لأسباب اقتصادية.
- البديل: الشرطة الوطنية وقوة تدخل سريع.
- الوضع الأمني: لم تشهد حروبًا منذ ذلك الحين، وتحافظ على الحياد.
7- جزر مارشال
- السبب: لم تشكل جيشًا منذ الاستقلال.
- البديل: قوات شرطة ووحدة مراقبة بحرية.
- الوضع الأمني: الولايات المتحدة مسؤولة عن الدفاع بموجب اتفاق الارتباط الحر.
8- ولايات ميكرونيسيا المتحدة
- السبب: لم تؤسس جيشًا منذ الاستقلال.
- البديل: شرطة محلية ووحدة مراقبة بحرية.
- الوضع الأمني: الدفاع تحت مسؤولية الولايات المتحدة.
9- ناورو
- السبب: دولة صغيرة جدًا اقتصاديًا وجغرافيًا.
- البديل: الشرطة المسلحة.
- الوضع الأمني: أستراليا تقدم الحماية.
10- بالاو
- السبب: لم تشكل جيشًا منذ الاستقلال.
- البديل: شرطة بحرية صغيرة.
- الوضع الأمني: الولايات المتحدة مسؤولة عن الدفاع بموجب اتفاق.
11- سانت لوسيا
- السبب: لم تشكل جيشًا بعد الاستقلال.
- البديل: شرطة الملكية ووحدة خدمات خاصة.
- الوضع الأمني: نظام الأمن الإقليمي يوفر الحماية.
12- سانت فينسنت والغرينادين
- السبب: لم تؤسس جيشًا.
- البديل: شرطة الملكية ووحدة خدمات خاصة.
- الوضع الأمني: تعتمد على نظام الأمن الإقليمي.
13- ساموا
- السبب: لم تؤسس جيشًا.
- البديل: شرطة ووحدة مراقبة بحرية.
- الوضع الأمني: نيوزيلندا مسؤولة عن الدفاع بموجب معاهدة.
14- جزر سليمان
- السبب: تفكيك الجيش بعد الصراعات العرقية.
- البديل: شرطة بحرية وقوة شرطة كبيرة نسبيًا.
- الوضع الأمني: الحماية تُدار عبر بعثة المساعدة الإقليمية.
15- توفالو
- السبب: لم تؤسس جيشًا منذ الاستقلال.
- البديل: شرطة ووحدة مراقبة بحرية.
- الوضع الأمني: تعتمد على الدعم الدولي.
16- الفاتيكان
- السبب: الحفاظ على الحياد المطلق.
- البديل: الحرس السويسري البابوي وسلاح الدرك.
- الوضع الأمني: إيطاليا تقدم الحماية بشكل غير رسمي.
لماذا تتخلى بعض الدول عن الجيش؟
1- الاعتبارات الاقتصادية
- بعض الدول، مثل ليختنشتاين وتوفالو، ترى أن تكاليف إنشاء جيش لا تتناسب مع مواردها الاقتصادية المحدودة.
2- الاتفاقيات الدفاعية
- دول مثل جزر مارشال وولايات ميكرونيسيا تعتمد على الولايات المتحدة بموجب اتفاقيات خاصة.
3- الحياد والسياسة الخارجية
4- الأمن الداخلي كأولوية
- دول مثل سانت فينسنت وسانت لوسيا تركز على قوات الشرطة والوحدات شبه العسكرية بدلاً من الجيوش التقليدية.
غياب الجيش لا يعني غياب الأمن، إذ إن هذه الدول تعتمد على استراتيجيات دفاعية بديلة تشمل الاتفاقيات الدولية، الوحدات الأمنية الداخلية، والتحالفات العسكرية.
ومع ذلك، فإن عدم امتلاك قوات مسلحة يجعلها أكثر عرضة للتهديدات الخارجية، مما يفرض تحديات أمنية مستمرة تتطلب إدارة دبلوماسية ذكية وحلولًا دفاعية غير تقليدية.
هل يمكن أن تنضم دول أخرى إلى هذه القائمة مستقبلاً؟ هذا ما سيكشفه تطور الأوضاع الجيوسياسية في العالم مستقبلا.
