الشهادة أم الكفاءة؟ لماذا يعاني الشباب العربي من البطالة رغم الدرجات العلمية؟

يعتقد الكثير من الطلاب العرب أن الحصول على شهادة جامعية هو مفتاح النجاح في سوق العمل، لكن الحقيقة الصادمة هي أن الدرجة العلمية لا تضمن وظيفة إذا كان الاختيار الأكاديمي خاطئًا منذ البداية.

تعاني الغالبية العظمى من الطلاب من سوء التوجيه الأكاديمي، حيث يتم اختيار التخصصات بناءً على تأثيرات خارجية مثل ضغط الأهل والمجتمع أو البحث عن مستقبل وظيفي واعد، دون الأخذ في الاعتبار الميول الشخصية والقدرات الفعلية.

هذا الخطأ الشائع يؤدي إلى انخراط العديد من الطلاب في مجالات لا تناسب إمكانياتهم، مثل اتجاه طلاب الأدب نحو التخصصات العلمية أو العكس، مما ينتج عنه تخرجهم دون امتلاك المهارات الحقيقية التي يتطلبها سوق العمل.

أدى هذا النمط الخاطئ إلى انتشار ثقافة ربط الشهادة بالوظيفة، مما أضعف التركيز على التطوير الذاتي واكتساب المهارات العملية. فأصبح لدينا أعداد هائلة من الخريجين العاطلين الذين يحملون شهادات عليا، لكنهم يفتقرون إلى المهارات والكفاءات الحقيقية التي يبحث عنها أصحاب العمل.

هذا الوضع تفاقم بسبب انتشار الجامعات الخاصة غير المؤهلة، والتي تخرّج آلاف الطلاب دون تزويدهم بالحد الأدنى من التأهيل المهني المطلوب.

كيف تتجنب الوقوع في هذا الفخ؟

الشهادة وحدها لا تكفي! الوظيفة تعتمد على الكفاءة والمهارات، وليس على عدد الشهادات التي تمتلكها. لذا، لا تجعل البحث عن الدرجة العلمية هدفًا بحد ذاته، بل ركّز على أن يكون تعليمك متينًا، ومرتبطًا باحتياجات سوق العمل وقدراتك الفعلية.

Exit mobile version