ساحر أوز العظيم: رمزية الخيال ونقد الواقع الأمريكي

يُعدّ ساحر أوز العظيم (The Wonderful Wizard of Oz) أحد أهم الأعمال الأدبية في تاريخ الأدب الأمريكي، كتبه ليمان فرانك بوم (L. Frank Baum) عام 1900، وصوّره الفنان ويليام والاس دينسلو (W.W. Denslow).

ورغم أنه كتب أساسا للأطفال، فإن الرواية تخطّت حدود أدب الناشئة لتتحول إلى رمز فلسفي وسياسي واجتماعي يعبّر عن أحلام الأمريكيين ومخاوفهم في مطلع القرن العشرين.

تحكي الرواية قصة الطفلة دوروثي التي تجرفها عاصفة من مزرعتها في كنساس إلى أرض خيالية تُدعى أوز، حيث تلتقي بشخصيات رمزية:

لكنّ كل هذه الرموز تُخفي وراءها قراءة نقدية للواقع الأمريكي في تلك المرحلة: أزمة الزراعة، البطالة، ضعف القيادة السياسية، وصراع الطبقات. ولهذا اعتبر العديد من النقاد أن الرواية تمثل أول عمل رمزي عن “الحلم الأمريكي، وأن شخصية الساحر نفسه ليست سوى صورة للسلطة الزائفة التي تحكم باسم الوهم.

اقترح المؤرخ هنري ليتل فيلد (Henry Littlefield) في ستينيات القرن الماضي تفسيرا سياسيا للرواية، يرى فيه أن بوم استخدم الرموز التالية:

وهكذا تحوّل النص من حكاية خرافية إلى نقد اقتصادي وسياسي للنظام الرأسمالي الأمريكي، ومن استعارة أدبية إلى مرآة للمجتمع.

بفضل بساطة لغتها وعمق رموزها، تحولت “ساحر أوز العظيم” إلى أسطورة ثقافية أمريكية، خصوصا بعد إصدار فيلم Metro-Goldwyn-Mayer عام 1939 ببطولة جودي غارلاند، الذي جعل من الأغنية الشهيرة Over the Rainbow رمزا للحرية والأمل.

واليوم، تُدرّس الرواية في العديد من الجامعات بوصفها نصا مؤسسا في أدب الرموز والأخلاق السياسية في الثقافة الأمريكية، وأحد أهم نصوص الخيال التحويلي (Transformative Fantasy) الذي يعيد بناء الواقع من خلال المتخيل.

تُظهر رواية ساحر أوز العظيم أن أدب الأطفال ليس ترفا خياليا، بل وسيلة عميقة لفهم المجتمع ومساءلة السلطة. فالطريق الأصفر الذي تسير عليه دوروثي ليس سوى رحلة الإنسان نحو وعي الذات، وكشف الزيف في عالم يقدّس المظاهر.

للقراءة عن رمزية أدب الخيال في الأدب الغربي يمكن العودة إلى:
أهم الإنتاجات الروائية العالمية

Exit mobile version