“طيب تيزيني”: الفيلسوف الذي أعاد قراءة التراث العربي بمنهج نقدي جديد

يُعدّ الدكتور؛ محمد طيب تيزيني (1934–2019) أحد أبرز المفكرين والفلاسفة العرب في القرن العشرين، حيث أسهم في تطوير الفكر الفلسفي العربي من خلال مشروعه النقدي الذي سعى إلى إعادة قراءة التراث العربي الإسلامي بمنهجية جدلية تاريخية.

وُلد تيزيني في مدينة حمص السورية عام 1934، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي فيها. بعد عام من الدراسة في جامعة دمشق، انتقل إلى ألمانيا لمتابعة دراسته في الفلسفة بجامعة برلين، حيث حصل على درجة الماجستير عام 1965 عن رسالته “مفهوم الهيولى في الفلسفة العربية الإسلامية في العصر الوسيط”، ثم نال الدكتوراه عام 1968 عن أطروحته “إشكالية الفلسفة في الفكر العربي الوسيط“.

عاد إلى سوريا وعُيّن أستاذا في قسم الفلسفة بجامعة دمشق، ثم حصل على درجة الأستاذية في العلوم الفلسفية عام 1973 عن بحثه “قضية التراث العربي الفكري وإشكاليته”.

انطلق مشروع تيزيني من نقد التراث العربي الإسلامي، ساعيا إلى إعادة قراءته بمنهجية مادية تاريخية، متأثرا بالفكر الماركسي، مع تطويع أدواته لتلائم السياق العربي. سعى إلى تجاوز القراءات التقليدية للتراث، معتبرا أن النهضة العربية لا يمكن أن تتحقق دون فهم نقدي للتراث وتفكيك بنيته الأيديولوجية.

في كتابه “من التراث إلى الثورة” (1976)، قدم تيزيني قراءة جديدة للتراث العربي، مؤكدا على ضرورة الانتقال من الفهم السكوني للتراث إلى فهم ديناميكي يتفاعل مع الواقع الاجتماعي والسياسي.

كما تناول في كتابه “مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط” (1971) إشكالية العلاقة بين الفكر العربي والتراث، داعيا إلى تجاوز النزعة التمجيدية للتراث والانفتاح على قراءات نقدية.

لم يقتصر اهتمام تيزيني على الفلسفة والتراث، بل امتد إلى قضايا الفكر السياسي والاجتماعي. في كتابه “فصول في الفكر السياسي العربي” (1989)، ناقش إشكاليات الفكر السياسي العربي المعاصر، منتقدا النظم السلطوية والدعوة إلى بناء مجتمع مدني ديمقراطي.

كما تناول في كتابه “من ثلاثية الفساد إلى قضايا المجتمع المدني” (2001) قضايا الفساد والاستبداد، مؤكدا على أهمية الإصلاح السياسي والاجتماعي.

حظي تيزيني بتكريم واسع، حيث اختير عام 1998 من قبل مؤسسة كونكورديا الفلسفية الألمانية الفرنسية ضمن قائمة أهم مئة فيلسوف في العالم للقرن العشرين. كما انتُخب عضوا عاملا في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 2016، تقديرا لإسهاماته الفكرية والعلمية.

الإرث الفكري

ترك تيزيني إرثا فكريا غنيا، حيث ألّف العديد من الكتب والدراسات التي تناولت قضايا الفلسفة والتراث والفكر السياسي والاجتماعي، منها:

كما أشرف على العديد من الرسائل الجامعية وشارك في مؤتمرات وندوات فكرية داخل سوريا وخارجها، مما جعله أحد أبرز المفكرين العرب في العصر الحديث.

مراجع:

للمزيد من التعمق حول فكر طيب تيزيني، يمكن مشاهدة اللقاء التلفزي على الرابط التالي:

لقاء اليوم | الثورة والنهضة عند المفكر السوري محمد الطيب تيزيني

ملحق توثيقي لأهم مؤلفات محمد طيب تيزيني

1. مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط

2. حول مشكلات الثورة والثقافة في العالم الثالث: الوطن العربي نموذجا

3. من التراث إلى الثورة: حول نظرية مقترحة في التراث العربي

4. من يهوه إلى الله (مجلدان)

5. النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة

6. من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي: بحث في القراءة الجابرية للفكر العربي وفي آفاقها

7. التصوف العربي الإسلامي

رابط التحقق: موسوعة دمشق التوثيقية

نسخة pdf من سيرته الذاتية

Exit mobile version