“يوهانس شميدت”: مؤسس نظرية الموجة في علم اللغة التاريخي

(Johannes F. H. Schmidt)

يُعتبر “يوهانس فريدريش هاينريش شميدت” (29 يوليو 1843 – 4 يوليو 1901) عالما لغويا ألماني بارزا، أشرف على تطوير نظرية الموجة (Wellentheorie)، التي أحدثت تحولا جذريا في فهم تطور اللغات مقارنة بالنموذج الشجري التقليدي.

النشأة والتعليم:

تأسيس نظرية الموجة (1872):

في عمله الشهير:

Die Verwandtschaftsverhältnisse der indogermanischen Sprachen (1872)،

طرح شميدت نموذج تفسير جديد لتوزيع الابتكارات اللغوية:

مسيرته الأكاديمية اللاحقة:

المنشورات البارزة:

  1. Zur Geschichte des indogermanischen Vocalismus (1871–1875، أجزاء أولى وثانية).
  2. Die Verwandtschaftsverhältnisse… (1872)
  3. Die Pluralbildungen der indogermanischen Neutra (1889)
  4. Die Urheimat der Indogermanen… (1890)
  5. Kritik der Sonantentheorie (1895)

أهمية نظرية الموجة:

منهجية شميدت وأثره في اللسانيات:

الابتكارات اللغوية في نموذج الموجة – نظرية شميدت

1. من المفهوم النظري إلى التفسير الديناميكي

في حين أن نظرية الشجرة اللغوية (Stammbaumtheorie) تصوّر تطور اللغات كأصل وفروع متشعبة، فإن نظرية الموجة (Wellentheorie) التي قدمها يوهانس شميدت تتعامل مع تطور اللغات على أنه نظام ديناميكي من التأثيرات المتداخلة.
فالابتكار اللغوي، سواء كان صوتا جديدا أو تركيبا نحويا أو مفردة مستحدثة، ينتشر تدريجيا من منطقة مركزية إلى محيطها، ويضعف كلما ابتعد عن المركز، مثل الدوائر الناتجة عن إلقاء حجر في بحيرة.

2. الابتكارات اللغوية: تعريف ووظيفة

الابتكار اللغوي هو أي تغير لغوي جديد يظهر في جماعة لغوية معينة، وقد يكون:

وفقا لنظرية شميدت، لا تنتقل هذه الابتكارات عبر الوراثة فقط، بل بالتجاور الجغرافي والاتصال الاجتماعي، وقد تمتد إلى لغات أو لهجات مجاورة دون أن تربطها صلة مباشرة بالسلالة اللغوية الأصلية.

3. أمثلة تطبيقية على نظرية الموجة

3.1. مثال من اللغة الجرمانية: القانون الأول لغريم

في نموذج الشجرة، هذه التغييرات تُنسب للفرع الجرماني فقط.
لكن في نموذج شميدت، يمكن تفسير انتشار هذه الأصوات إلى لهجات أخرى بالتأثير الدائري للموجة الصوتية من موطنها الأصلي، وليس فقط من خلال النسب الوراثي.

3.2. مثال من السلافية الغربية والجنوبية

3.3. مثال من الفرنسية اللغوية – لهجات أويل

3.4. العربية – بين الفصحى واللهجات

4. القيمة التحليلية لنموذج شميدت

يُعيد نموذج الموجة رسم خريطة التغيرات اللغوية وفق منطق الانتقال الزمني والجغرافي المستمر، بدلا من الانفصال الصارم للغات في فروع. وتؤكد الأمثلة التطبيقية – من الجرمانية إلى السلافية ومن الرومانسية إلى العربية – على قوة هذا النموذج في تقديم تفسير واقعي لظواهر لغوية معقدة لا تستوعبها النماذج الوراثية وحدها.

  1. Johannes Schmidt – موقع ويكيبيديا بالإنجليزية (muse.jhu.edu).

  2. Wave model – ويكيبيديا (en.wikipedia.org).
  3. A History of Modern Linguistics – التلخيص عن نظريتي الشجرة والموجة .
  4. Christian Lehmann & Bernhard Hurch – عن موديل الموجة ودوره في علم الدياختولوجيا (de.wikipedia.org).
Exit mobile version