التنوخيون: الجذور العربية لممالك الغساسنة والمناذرة

التنوخيون؛ هم اتحاد قبلي عربي قديم نشأ في جنوب سوريا والأردن (منطقة الأنباط التاريخية)، وامتدت مواطنهم لاحقا إلى غربي العراق وشمالي الجزيرة العربية، منذ القرن الأول قبل الميلاد. وقد عُرفوا في بعض المصادر اليونانية باسم “الساراكينوس” (Sarakenoi)، في إشارة إلى قبائل العرب الرحل الذين تفاعلوا مع الإمبراطوريات المحيطة.

تُظهر نقوش أم الجمال والنمارة بجلاء موقع التنوخيين في التاريخ العربي القديم، وتدلّ على أن جذيمة الأبرش كان أحد أبرز ملوكهم، وهو الذي أعاد ترتيب اتحاد القبائل التنوخية سياسيا وعسكريا. ومن أشهر القبائل التنوخية:

الحضور السياسي والعسكري: من بادية الشام إلى العراق

تشير المصادر التاريخية، ومنها رواية ابن الأثير، إلى أن مالك بن فهم – أول ملوك تنوخ حسب هشام الكلبي – قاد موجة توسعية هامة نحو العراق، بعدما استتب له الحكم في بادية الشام. وانقسم الجيش العربي حينها إلى قسمين:

وبذلك، تمكن التنوخيون من تأسيس أول كيان عربي منظم يمتد من الحيرة شرقا إلى حوران غربا، محولين العراق من إقليم مشرذم إلى مملكة عربية صاعدة.

الحلفاء السياسيون وخط الكتابة

اعتمد التنوخيون الخط النبطي في نقوشهم، وكانوا من أوائل من كتب بالعربية بأسلوبها القديم. كما دخلوا في تحالفات استراتيجية مع الرومان، مما مكّنهم من بسط نفوذهم على قبائل عربية كبرى مثل نزار، معد، وأسد، التي كانت تستوطن شمال الجزيرة.

من الاتحاد إلى المملكتين: الغساسنة والمناذرة

كان التنوخيون بمثابة النواة التي انبثقت منها مملكتان عربيتان عظيمتان:

وقد لعبت هاتان المملكتان دورا محوريا في صدّ الأطماع الأجنبية، وتثبيت الهوية العربية في قلب الهلال الخصيب، قبل ظهور الإسلام.

مملكة الغساسنة (220–638م)

مملكة المناذرة (266–602م)

ملاحظات تاريخية:

Exit mobile version