
يُعتبر هاري هوديني (Harry Houdini) واحدا من أبرز الأسماء في تاريخ الخدع البصرية وفنون السحر المسرحي في العالم. لم يكن مجرد ساحر ومؤدٍ بارع، بل كان أيضا باحثا نَهِما في تاريخ السحر وفنونه، وهو ما تجلّى في شغفه بجمع الكتب والمراجع المتخصصة في هذا المجال.
مكتبة استثنائية:
عند وفاته، ترك هوديني وراءه مجموعة ضخمة تجاوزت 5000 كتاب، وهو رقم غير مسبوق في أوائل القرن العشرين. هذه المكتبة لم تكن مجرد هواية شخصية، بل كانت مشروعا علميا وثقافيا يعكس اهتمامه العميق بـ:
- السحر باعتباره فنا له تاريخ طويل ومتعدد الجذور.
- المسرح كفضاء لعرض الوهم والخداع البصري أمام الجمهور.
- الروحانيات، حيث كان يسعى إلى دراسة الظواهر الماورائية بنظرة نقدية وعقلانية.
الإيداع في مكتبة الكونغرس:
بعد وفاته، أُودعت هذه المجموعة النادرة في مكتبة الكونغرس الأمريكية، لتصبح واحدة من أكبر وأغنى المجموعات المتخصصة في العالم. وقد اعتبرت مصادر عديدة أن مكتبة هوديني الخاصة كانت، في زمانها، أكبر مكتبة عن السحر والخدع البصرية على مستوى العالم.
قيمة معرفية وتاريخية:
لا تقتصر أهمية هذه المكتبة على حجمها، بل على كونها تمثل ذاكرة حية لتاريخ السحر عبر القرون، إذ تضم مراجع عن مدارس مختلفة، من السحر الشرقي القديم إلى فنون المسرح الأوروبية الحديثة. كما أنها توفر للباحثين اليوم نافذة فريدة لدراسة العلاقة بين:
- الفن والوهم البصري.
- العقلانية العلمية والمعتقدات الروحانية.
إرث هوديني الثقافي:
إلى جانب عروضه المبهرة، استطاع هوديني أن يخلّد اسمه من خلال هذا الإرث المعرفي، ليصبح ليس فقط أيقونة في عالم السحر، بل أيضا جامع معرفة ومؤرخا غير مباشر لفنون الخداع البصري. مكتبته اليوم تمثل ثروة لا تقدر بثمن للباحثين في التاريخ الثقافي والفني.