يُعرف مصمم الأزياء العالمي “كارل لاغرفيلد” (Karl Lagerfeld) بكونه أيقونة بارزة في عالم الموضة والفن، لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو شغفه الهائل بالكتب. فقد كشف لاغرفيلد، خلال مشاركته في المهرجان الدولي للأزياء والتصوير الفوتوغرافي عام 2015، أنّه يملك مكتبة استثنائية تضم ما يقارب 300 ألف كتاب، وهو رقم نادر الوجود على مستوى الأفراد.
هذا الشغف لم يكن مجرد هواية عابرة، بل كان تعبيرا عن ولع لاغرفيلد بالمعرفة والثقافة، حيث تنوّعت مكتبته بين الكتب الفرنسية والإنجليزية والألمانية، ما يعكس خلفيته الفكرية المتعددة اللغات واهتمامه بالثقافات العالمية.
ملامح المكتبة الفريدة:
- التكديس الأفقي للكتب: على عكس التقليد الشائع في ترتيب الكتب عموديا، اختار لاغرفيلد أن يكدّس كتبه أفقيا لتوفير مساحة أكبر، وهو أسلوب عملي أتاح له جمع هذا الكم الهائل من المجلدات داخل منزله.
- الممرات العلوية: لم تكن مكتبته مجرد رفوف تقليدية، بل صمّم لها ممشى خاصا للوصول إلى الطوابق العلوية، ما حوّل مكتبته إلى فضاء معماري مدهش يجمع بين الفن والوظيفة.
دلالات ثقافية:
تكشف مكتبة كارل لاغرفيلد عن جانب خفي من شخصيته: عقل مفكر، مهووس بالمعرفة، وباحث عن الإلهام في النصوص المكتوبة بقدر ما هو مبدع في الأقمشة والتصاميم. فهذه المكتبة لم تكن مجرد مخزن للكتب، بل فضاء للتفكير، والتأمل، وإعادة تشكيل رؤيته للعالم.
لقد شكّل شغفه بالكتب امتدادا لأسلوبه الإبداعي في الموضة، حيث كان يؤمن أنّ المعرفة والثقافة هما الركيزتان الأساسيتان لأي إبداع متجدد.
