كتاب: “فهم الفهم”: مدخل إلى الهرمنيوطيقا – PDF

نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر - PDF

يمثل كتاب فهم الفهم لحظة فلسفية استثنائية في مسار الفكر التأويلي، إذ لا يكتفي بالتعريف بالهرمنيوطيقا بوصفها منهجا لفهم النصوص، بل يتجاوز ذلك ليعيد مساءلة أسس الفهم ذاته، ويكشف عن طابعه التاريخي والسياقي والمعرفي.

فالكتاب لا يقدم “نظرية في التأويل” فحسب، بل يسهم في بناء وعي جديد بإشكالية الفهم في الفكر الإنساني، من خلال قراءة معمقة تمتد من تأويلات أفلاطون وأرسطو، إلى طروحات ديلتاي، هايدغر، وجادامر.

يصرّح الكاتب منذ البداية أن الإنسان لا يعيش خارج العالم أو في فضاء مجرد، بل يوجد داخل “التاريخ، العيان، الشهادة”، ومن هنا فإن كل معنى مرتبط بوجود تاريخي محدد، يُفهم ضمن سياق معين، ويتعذر فصله عن تراكماته ومرجعياته السابقة. هذا هو جوهر الهرمنيوطيقا: أن نفهم كيف نَفهم، وأن ندرك كيف يتكوَّن المعنى داخل الزمن واللغة والتجربة.

اللغة عند هايدغر ليست أداة للفهم، بل هي مكان الفهم ذاته. وكل نص لا يُقرأ إلا في ضوء سياقه: زمنه، مؤلفه، جمهوره، وبُناه الرمزية. يُظهر الكتاب كيف أن كل نص جديد يتكوَّن فوق تراث تأويلي سابق، ويؤسِّس لفهم مستقبلي مشروط بذلك التراث. إننا لا نقرأ النص ببراءة، بل نحمله بتراثنا وأسئلتنا، ولهذا فإن التأويل فعلٌ تراكمي يُضفي طبقات من الفهم المتعددة.

يرفض الكتاب وهم “الحقيقة المطلقة“، ويُقرّ بأن كل محاولة للفهم هي في جوهرها تأويل، وكل تأويل هو انخراط في حوار مع النص عبر التاريخ. وبالتالي، فالحقيقة – كما في تأويل جادامر – ليست شيئا موجودا نكتشفه، بل شيئا نخلقه من خلال الفهم. وهكذا تتحوَّل الهرمنيوطيقا إلى فلسفة للفهم المتجدد، حيث الحقيقة ليست سوى ذلك السراب الذي يدفعنا إلى التفكير.

من أفلاطون إلى جادامر: خطاطة تأويلية

يمرّ الكتاب بمراحل محورية في تاريخ التأويل:

خلاصة:

يتجاوز فهم الفهم كونه مجرد مدخل إلى الهرمنيوطيقا، ليصبح مشروعا فلسفيا يعيد تعريف علاقتنا بالحقيقة، بالنص، وبالذات. إنه دعوة لإعادة التفكير في كل ما نعتقد أننا نفهمه.

رابط التحميل الرسمي :

فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر

Exit mobile version