
يُعد معجم الغني، المعروف أيضا بـالغني الزاهر، واحدا من أبرز المحاولات العربية الحديثة لتقديم قاموس لغوي عربي معاصر، يعتمد منهجا دقيقا ومحدثا في ترتيب المواد وتعريف الكلمات، ويستند إلى رؤية لغوية متقدمة تواكب تطور اللغة وتغير استعمالاتها، تماما كما هو الحال في القواميس الأوروبية الحديثة من طراز لو روبير (Le Robert) الفرنسي.
خصائص المعجم البنيوية والمنهجية
- يحتوي المعجم على 30,000 مادة لغوية وأكثر من 195,000 كلمة مشتقة، مما يجعله من أغزر المعاجم العربية المعاصرة من حيث الثروة المعجمية.
- ترتيب ألفبائي صوتي: اعتمد الدكتور عبد الغني أبو العزم الترتيب حسب النطق، بدلا من الجذر الصرفي التقليدي، مما يُيسر عملية البحث ويُقرب المعجم من النمط العالمي المعتمد.
- تمييز دقيق بين الكلمات: يفصل المعجم بين الكلمات العربية الأصلية والكلمات الدخيلة والمعربة، مقدما تعريفا دقيقا وسياقيا لكل منها.
بين المعجم العربي التقليدي والمعجم الأوروبي الحديث
يرى مؤلف المعجم، الدكتور عبد الغني أبو العزم، أن المعاجم العربية الحديثة غالبا ما تهتم بالمواد القديمة أكثر من مواكبة التطورات اللغوية الجديدة، بينما مهمة المعجم المعاصر هي تسجيل اللغة الحية والمتغيرة، بمفرداتها الجديدة وتعابيرها المستحدثة.
ولهذا الغرض:
- اعتمد المعجم على مدونة اللغة العربية الحديثة بدلا من النصوص القديمة فقط.
- أولى اهتماما خاصا بكتابات الكاتبات النساء لتوسيع التمثيل اللغوي وتحديث بنية الاستشهاد.
منهجية الغني: من التأريخ إلى التحديث
يمثل معجم الغني نقطة التقاء بين الرصانة العلمية للمعجم العربي التقليدي، والمنهج التوثيقي الدقيق الذي تنتهجه المعجميات الأحادية اللغة الأوروبية، حيث يتم اعتماد الاستشهادات الحقيقية من الاستعمالات المعاصرة، بدلا من اختلاق الأمثلة المصطنعة.
ويؤكد أبو العزم أنه من غير المقبول أن يقوم المعجمي بـ”اختلاق التعابير”، لأن مهمته هي التوثيق لا الاختراع.