“مؤتمر سولفاي 1927”: لحظة خالدة في تاريخ العلم

في عام 1927، اجتمع نخبة علماء الفيزياء والكيمياء من شتى أنحاء العالم في العاصمة البلجيكية بروكسل، ضمن مؤتمر سولفاي الخامس، الذي يُعدّ واحدا من أكثر اللقاءات العلمية تأثيرا في تاريخ البشرية. ما يجعل هذه الصورة من مؤتمر سولفاي أيقونية بكل ما تعنيه الكلمة، ليس فقط حضور كبار العلماء، بل وجود 17 عالما حازوا جائزة نوبل، بينما كانت العالمة ماري كوري قد نالت جائزتين، واحدة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء، ما يجعل عدد الجوائز المجتمعة في هذه الصورة 18 جائزة نوبل!

عُقد مؤتمر سولفاي لعام 1927 تحت عنوان “الإلكترونات والفوتونات”، وهو مؤتمر متخصص ناقش القضايا الجوهرية في ميكانيكا الكم والنظرية النسبية، في فترة كانت الفيزياء فيها تمر بثورة فكرية غير مسبوقة.

شهد هذا الحدث نقاشات علمية عميقة بين مدرستين: المدرسة التقليدية التي كان يتزعمها ألبرت أينشتاين، والمدرسة الحديثة لميكانيكا الكم، بقيادة نيلز بور. التقطت الصورة الجماعية التي ظهرت لاحقا في كتب التاريخ العلمي خلال جلسات المؤتمر، لتوثق أعظم تجمع للعبقرية البشرية في مكان واحد.

من بين أبرز الحضور:

جميع هؤلاء العلماء، الذين مهدوا الطريق لعصر التكنولوجيا والاتصالات وميكانيكا الكم، اجتمعوا لمناقشة مفاهيم كانت وقتها ثورية، لكنها أصبحت اليوم أساسا لفهمنا للعالم.

تُعرف صورة مؤتمر سولفاي 1927 بأنها الصورة التي جمعت أكبر عدد من الحاصلين على جائزة نوبل في لحظة واحدة، في تجمّع لم يتكرر في التاريخ العلمي المعاصر. وهي لا توثق حدثا فقط، بل تُجسد لحظة نادرة تَلاقت فيها العقول التي غيّرت نظرتنا للكون.

هذه الصورة ليست مجرد لقطة فوتوغرافية، بل وثيقة تاريخية شاهدة على ميلاد فيزياء القرن العشرين. وقد أصبحت تُعرض في المتاحف العلمية الكبرى، وتُستخدم في الكتب والمناهج كرمز على القدرة البشرية الهائلة في السعي إلى المعرفة.

Exit mobile version