المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام؛ عمل موسوعي ضخم للمؤرّخ العراقي جواد علي (1907–1987)، يُعدّ من أكثر المراجع استشهادا في موضوع تاريخ العرب وبيئتهم قبل ظهور الإسلام. يتألف في أصله من عشرة مجلدات (يُخصَّص المجلد الأخير للفهارس)، وقد صدرت له طبعات متعددة، وظلّ محورا للدراسة الجامعية والبحث المتخصص لعقود.
بيانات ببليوغرافية مختصرة (طبعات وإشارات مرجعية):
- الطبعة الأولى (بيروت): بدأ صدور المجلد الأوّل سنة 1968، ثم أُعيد تصحيحه وتوسيعه لاحقا لإضافة مواد جديدة؛ أمّا المجلدات 2–10 فصدرت بين 1969–1973.
- إشارات كَتَبية وتجارية: تُدرج مكتبات عربية العمل في 10 مجلدات بتاريخ إصدار تقريبي 1976 (وهو غالبا تاريخ تجليد مجموعة كاملة للطبعة الأولى).
- طبعات لاحقة محقّقة: من بينها طبعة دار الساقي (بيروت) التي أعادت نشر العمل ووفّرت فهارس موسَّعة (ورد في بطاقة الشاملة كونها «الطبعة الرابعة 2001»). تجدر الإشارة إلى أنّ بعض المواقع الرقمية تقسّم المجلدات إلى 20 جزءا لأغراض التيسير التقني، وليس هذا تغييرا في أصل عدد المجلدات.
ملاحظة منهجية: اختلاف أرقام «الأجزاء» بين 10 و20 في مواقع الأرشفة الرقمية يعود إلى تقسيم تقني داخل المجلدات، بينما البنية الطباعية الأصلية قائمة على 10 مجلدات أحدها للفهارس.
- موضوعات الموسوعة وبنيتها العلمية:
يُعالج جواد علي تاريخ العرب قبل الإسلام عبر محاور مترابطة تُغطّي البنية المادية والرمزية للمجتمع الجاهلي، من البيئة والجغرافيا والاقتصاد إلى الاجتماع واللغة والدين والسياسة، وذلك على النحو الآتي:
- المصادر وأدوات الكتابة التاريخية
نقدٌ موسَّع للروايات العربية المتأخرة، ومقارنةٌ منهجية بالمصادر الكلاسيكية (اليونانية/اللاتينية/السريانية/العبرية)، مع اعتماد راسخ على النقوش والآثار ولا سيما نقوش جنوب الجزيرة (المسندية) والشمال العربي. - الجغرافيا والبيئة والموارد
توصيف الممرات التجارية والطرق الصحراوية والمرافئ، وصلتها باقتصاد القوافل والتبادل مع المراكز الحضرية في الشام والعراق واليمن، وتأثير ذلك في تشكّل القوى والكيانات المحلية. (استنتاج منظبط من الأبواب المتفرقة والعمل ككل). - الاجتماع والبنية القبلية
القبيلة، العصبية، نظم القرابة، الأعراف، مكانة المرأة والعبيد والموالي، وأنماط العمران من البداوة إلى الحواضر. - الدين والمعتقدات
الألوهية والعبادات والطقوس والأنساق الأسطورية، مع تحليل ظاهرة الوثنية والحنفية وتفاعلاتها مع اليهودية والمسيحية والزرادشتية، وتأثير العبادة في الفضاء العام والعلاقات بين الجماعات. - اللغة والأدب الشفهي
نشأة العربية ولهجاتها، الشعر الجاهلي والخطابة، وظائف القول الشعري والاجتماعي (الهجاء، الفخر، الرثاء، الخمر،…)، بوصفه وثيقة تاريخية لا مجرّد نتاج أدبي. (شواهد استعمال العمل مرجعا في دراسات أدبية حديثة). (cambridgescholars.com) - الاقتصاد والسياسة والحرب
التجارة، الضرائب، التنظيم الحربي، السلاح، الغزو والدفاع، وتوازنات القوى بين الممالك العربية (المناذرة، الغساسنة، حِمْيَر، كِندة…) والإمبراطوريات المجاورة. - المواضع والأعلام والأنساب
مسوح واسعة للأماكن والقبائل والشخصيات، مع فهارس دقيقة تسهّل التتبع الموضوعي وزمنيا وأعلاميا.
منهجية جواد علي: لماذا يُعدّ «المفصّل» مرجعا فريدا؟
- نقد المصادر وتقاطُع الشواهد: لا يكتفي بالرواية العربية، بل يُقابلها بالنقوش والآثار والنصوص الكلاسيكية والمقاربات اللغوية؛ وهو ما يمنح أطروحاته صلابة توثيقية ويحدّ من الانزلاقات الأسطورية.
- موسوعية بلا ترهُّل: امتداد أفقي يغطّي معظم مفاصل الحياة الجاهلية، وامتداد عمودي يعود بالنشأة إلى الخلفيات السامية وعلاقات العربي ببيئته الأوسع.
- جهاز فهرسة غني: فهارس للأعلام والقبائل والمواضع والموضوعات، تجعل الكتب قابلة للاستخدام البحثي المباشر في الدراسات العليا.
- تطوّر داخل الطبعات: إعادة المؤلف صياغة المجلد الأول بعد ظهور مواد جديدة دليل على نهج نقدي مستمر وتحديث للنص، وهو أمر نادر في المشاريع الموسوعية العربية في القرن العشرين.
القيمة الأكاديمية والاستعمالات:
- مرجع تأسيسي لحقول: تاريخ الجزيرة العربية، الديانات العربية القديمة، علم النقوش العربية الجنوبية، أنثروبولوجيا الجزيرة، تاريخ الطرق التجارية.
- أداة تدريس في مقررات: «تاريخ العرب قبل الإسلام»، «مصادر التاريخ القديم»، و«اللغة والأدب الجاهلي».
- دليل استشهادات: يحضر «المفصّل» بشكل كثيف في البحوث والدراسات الأدبية والتاريخية الحديثة بوصفه مرجعا تحقيقيا للمصطلحات والشواهد.
لماذا يحتاجه الباحث العربي اليوم؟
- تغطية شاملة تربط الاقتصاد بالثقافة والدين والسياسة؛
- فلترة نقدية لمدونات الأخبار والأساطير عبر مقارنة متعددة المصادر؛
- إمكانية التتبّع بفضل الفهارس الدقيقة وتقسيم الموضوعات؛
- قابلية التحديث التي أبداها المؤلف في الطبعات المبكرة؛
- جسر مقارن يَصِل الدراسات العربية بالسياق الكلاسيكي والآثاري.
