بنو عاد: من هم؟ وأين عاشوا؟ وما مصيرهم؟

تُعد قبيلة عاد من أبرز وأقدم القبائل العربية القديمة التي اندثرت، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، مما منحها أهمية دينية وتاريخية كبيرة. أرسل الله إليهم نبيا منهم يُدعى “هود” عليه السلام، فدعاهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، إلا أنهم كفروا به، فكان عذابهم عبر عاصفة مهلكة استأصلتهم عن بكرة أبيهم، باستثناء النبي هود ومن آمن معه.

أجمعت المصادر النسبية والتفسيرية على أن عاد هو:

عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام.

ويُشار إلى قومه بـ”عاد الأولى”، تمييزا عن قوم لاحقين يُسمّون أحيانا بـ”عاد الأخرى” أو “ثمود”، حسب بعض الأقوال.

تميّز قوم عاد بضخامة أجسامهم وطول قامتهم، ويُقال إنهم كانوا أقرب لخلق آدم عليه السلام من حيث البنية الجسدية:

وقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله: “وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَة”.

قوم عاد في القرآن

تكرر ذكر قوم عاد في مواضع عديدة من القرآن، أبرزها:

هذه الآيات ترسم ملامح أمة قوية متغطرسة أهلكها الله بعقاب شديد بسبب تكذيبهم نبيهم واستكبارهم.

تظل مسألة تحديد موقع قوم عاد محل جدل واسع:

لكن الآية: “وَاذْكُرْ أَخَا عَاد إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ…”، تفيد بأن مساكنهم ظلت قائمة بعد هلاكهم.

إرم، التي وصفها القرآن بـ”ذات العماد”، لا تزال لغزا:

غير أن النص القرآني يدعم القول بأنها مدينة ذات طابع عمراني فخم، بدليل قوله: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ”.

أسباب هلاك قوم عاد

أرسل الله نبيه هود لقومه، فدعاهم لعبادة الله وترك الأصنام. لكنهم:

فعاقبهم الله بريح صرصر عاتية استمرت:

وهكذا، اندثرت هذه الأمة القوية، وبقيت مساكنها عبرة للعالمين.

قوم عاد يمثلون نموذجا لأمم بطشت فاستكبرت، فجاءها الهلاك من حيث لا تحتسب. ظلت آثارهم ومساكنهم موضع بحث ودراسة، وشاهدا قرآنيا على عدل الله في القصاص من الجاحدين.

المراجع:

  1. الطبري، تفسير جامع البيان.
  2. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن.
  3. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم.
  4. المسعودي، مروج الذهب.
  5. أبو عبيدة، مجاز القرآن.
  6. الباحث فراس السواح، الأسطورة والتراث.
Exit mobile version